فوزي عبد القادر موسى عبد دويمابي برتبة لواء
عدد الرسائل : 2478
| موضوع: كتاب الجامع لأحكام القرآن الأربعاء 7 سبتمبر - 21:50 | |
|
" صفحة رقم 272 " يوسف : ) 105 ( وكأين من آية . . . . . ) يوسف 105 : 108 ( قوله تعالى : ) وكأين من آية في السماوات والأرض ( قال الخليل وسيبويه : هي أي دخل عليها كاف التشبيه وبنيت معها فصار في الكلام معنى كم وقد مضى في آل عمران القول فيها مستوفى ومضى القول في آية السماوات والأرض في البقرة وقيل : الآيات آثار عقوبات الأمم السالفة أي هم غافلون معرضون عن تأملها وقرأ عكرمة وعمرو بن فائد والأرض رفعا ابتداء وخبره ) يمرون عليها ( وقرأ السدي والأرض نصبا بإضمار فعل والوقف على هاتين القراءتين على : السماوات وقرأ بن مسعود : يمشون عليها قوله تعالى : ) وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ( نزلت في قوم أقروا بالله خالقهم وخالق الأشياء كلها وهم يعبدون الأوثان قاله الحسن ومجاهد وعامر والشعبي وأكثر المفسرين وقال عكرمة هو قوله : ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله الزخرف ثم يصفونه بغير صفته ويجعلون له أندادا وعن الحسن أيضا : أنهم أهل كتاب معهم شرك وإيمان آمنوا بالله وكفروا بمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) فلا يصح إيمانهم حكاه بن الأنباري وقال بن عباس : نزلت في تلبية مشركي العرب : لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك وعنه أيضا أنهم النصارى وعنه أيضا أنهم المشبهة آمنوا مجملا وأشركوا (9/272) " صفحة رقم 273 " مفصلا وقيل : نزلت في المنافقين المعنى : وما يؤمن أكثرهم بالله أي باللسان إلا وهو كافر بقلبه ذكره الماوردي عن الحسن أيضا وقال عطاء : هذا في الدعاء وذلك أن الكفار ينسون ربهم في الرخاء فإذا أصابهم البلاء أخلصوا في الدعاء بيانه : وظنوا أنهم أحيط بهم الآية وقوله : وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه الآية وفي آية أخرى : وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض فصلت وقيل : معناها أنهم يدعون الله ينجيهم من الهلكة فإذا أنجاهم قال قائلهم : لولا فلان ما نجونا ولولا الكلب لدخل علينا اللص ونحو هذا فيجعلون نعمة الله منسوبة إلى فلان ووقايته منسوبة إلى الكلب قلت : وقد يقع في هذا القول والذي قبله كثير من عوام المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وقيل : نزلت هذه الآية في قصة الدخان وذلك أن أهل مكة لما غشيهم الدخان في سني القحط قالوا : ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون الدخان فذلك إيمانهم وشركهم عودهم إلى الكفر بعد كشف العذاب بيانه قوله : إنكم عائدون الدخان والعود لا يكون إلا بعد ابتداء فيكون معنى : إلا وهم مشركون أي إلا وهم عائدون إلى الشرك والله أعلم قوله تعالى : ) أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله ( قال بن عباس : مجللة وقال مجاهد : عذاب يغشاهم نظيره يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم وقال قتادة : وقيعة تقع لهم وقال الضحاك : يعني الصواعق والقوارع ) أو تأتيهم الساعة ( يعني القيامة ) بغتة ( نصب على الحال وأصله المصدر وقال المبرد : جاء عن العرب حال بعد نكرة وهو قولهم : وقع أمر بغتة وفجأة قال النحاس : ومعنى بغتة إصابة من حيث لم يتوقع ) وهم لايشعرون ( وهو توكيد وقوله : بغتة قال بن عباس : تصيح الصيحة بالناس وهم في أسواقهم ومواضعهم كما قال : تأخذهم وهم يخصمون يس على مايأتي (9/273) " صفحة رقم 274 " قوله تعالى : ) قل هذه سبيلي ( ابتداء وخبر أي قل يا محمد هذه طريقي وسنتي ومنهاجي قاله بن زيد : وقال الربيع : دعوتي مقاتل : ديني والمعنى واحد أي الذي أنا عليه وأدعو إليه يؤدي إلى الجنة ) على بصيرة ( أي على يقين وحق ومنه : فلان مستبصر بهذا ) أنا ( توكيد ) ومن اتبعني ( عطف على المضمر ) وسبحان الله ( أي قل يا محمد وسبحان الله ) وما أنا من المشركين ( الذين يتخذون من دون اللهأندادا يوسف : ) 109 ( وما أرسلنا من . . . . . ) يوسف 109 : 110 ( قوله تعالى : ) وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى ( هذا رد على القائلين : لولا أنزل عليه ملك أي أرسلنا رجالا ليس فيهم امرأة ولا جني ولا ملك وهذا يرد ما يروى عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : ) ) إن في النساء أربع نبيات حواء وآسية وأم موسى ومريم ) وقد تقدم في آل عمران شيء من هذا من أهل القرى يريد المدائن ولم يبعث الله نبيا من أهل البادية لغلبة الجفاء والقسوة على أهل البدو ولأن أهل الأمصار أعقل وأحلم وأفضل وأعلم قال الحسن : لم يبعث الله نبيا من أهل البادية قط ولا من النساء ولا من الجن وقال قتادة : من أهل القرى أي من أهل الأمصار لأنهم أعلم وأحلم وقال العلماء : من شرط الرسول أن يكون رجلا آدميا مدنيا وإنما قالوا آدميا تحرزا من قوله : يعوذون برجال من الجن والله أعلم (9/274) " صفحة رقم 275 " قوله تعالى : ) أفلم يسيروا في الأرض فينظروا ( إلى مصارع الأمم المكذبة لأنبيائهم فيعتبروا ) ولدار الآخرة خير ( ابتداء وخبره وزعم الفراء أن الدار هي الآخرة وأضيف الشيء إلى نفسه لاختلاف اللفظ كيوم الخميس وبارحة الأولى قال الشاعر : ولو أقوت عليك ديار عبس عرفت الذل عرفان اليقين أي عرفانا يقينا واحتج الكسائي بقولهم : صلاة الأولى واحتج الأخفش بمسجد الجامع قال النحاس : إضافة الشيء إلى نفسه محال لأنه إنما يضاف الشيء إلى غيره ليتعرف به والأجود الصلاة الأولى ومن قال صلاة الأولى فمعناه : عند صلاة الفريضة الأولى وإنما سميت الأولى لأنها أول ما صلى حين فرضت الصلاة وأول ما أظهر فلذلك قيل لها أيضا الظهر والتقدير : ولدار الحال الآخرة خير وهذا قول البصريين والمراد بهذه الدار الجنة أي هي خير للمتقين وقرىء : وللدار الآخرة وقرأ نافع وعاصم ويعقوب وغيرهم ) أفلا يعقلون ( بالتاء على الخطاب الباقون بالياء على الخبر قوله تعالى : ) حتى إذا ستيأس الرسل ( تقدم القراءة فيه ومعناه ) وظنوا أنهم قد كذبوا ( وهذه الآية فيها تنزيه الأنبياء وعصمتهم عما لا يليق بهم وهذا الباب عظيم وخطره جسيم ينبغي الوقوف عليه لئلا يزل الإنسان فيكون في سواء الجحيم المعنى : وما أرسلنا قبلك يا محمد إلا رجالا ثم لم نعاقب أممهم بالعذاب حتى إذا استيأس الرسل أي يئسوا من إيمان قومهم وظنوا أنهم قد كذبوا بالتشديد أي أيقنوا أن قومهم كذبوهم وقيل المعنى : حسبوا أن من آمن بهم من قومهم كذبوهم لا أن القوم كذبوا ولكن الأنبياء ظنوا وحسبوا أنهم يكذبونهم أي خافوا أن يدخل قلوب أتباعهم شك فيكون وظنوا على بابه في هذا التأويل وقرأ بن عباس وبن مسعود وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو جعفر بن القعقاع والحسن وقتادة وأبو رجاء العطاردي وعاصم وحمزة والكسائي ويحيى بن وثاب والأعمش وخلف كذبوا بالتخفيف أي ظن القوم أن الرسل كذبوهم فيما أخبروا به من العذاب (9/275) " صفحة رقم 276 " ولم يصدقوا وقيل : المعنى ظن الأمم أن الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من نصرهم وفي رواية عن بن عباس ظن الرسل أن الله أخلف ما وعدهم وقيل : لم تصح هذه الرواية لأنه لا يظن بالرسل هذا الظن ومن ظن هذا الظن لا يستحق النصر فكيف قال : ) جاءهم نصرنا ( قال القشيري أبو نصر : ولا يبعد إن صحت الرواية أن المراد خطر بقلوب الرسل هذا من غير أن يتحققوه في نفوسهم وفي الخبر : ) إن الله تعالى تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم ينطق به لسان أو تعمل به ) ويجوز أن يقال : قربوا من ذلك الظن كقولك : بلغت المنزل أي قربت منه وذكر الثعلبي والنحاس عن بن عباس قال : كانوا بشرا فضعفوا من طول البلاء ونسوا وظنوا أنهم أخلفوا ثم تلا : حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله وقال الترمذي الحكيم : وجهه عندنا أن الرسل كانت تخاف بعد ما وعد الله النصر لا من تهمة لوعد الله ولكن لتهمة النفوس أن تكون قد أحدثت حدثا ينقض ذلك الشرط والعهد الذي عهد إليهم فكانت إذا طالت عليهم المدة دخلهم الإياس والظنون من هذا الوجه وقال المهدوي عن بن عباس : ظنت الرسل أنهم قد أخلفوا على ما يلحق البشر واستشهد بقول إبراهيم عليه السلام : رب أرني كيف تحيي الموتى الآية والقراءة الأولى أولى وقرأ مجاهد وحميد قد كذبوا بفتح الكاف والذال مخففا على معنى : وظن قوم الرسل أن الرسل قد كذبوا لما رأوا من تفضل الله عز وجل في تأخير العذاب ويجوز أن يكون المعنى : ولما أيقن الرسل أن قومهم قد كذبوا على الله بكفرهم جاء الرسل نصرنا وفي البخاري عن عروة عن عائشة قالت له وهو يسألها عن قول الله عز وجل : حتى إذا استيأس الرسل قال قلت : أكذبوا أم كذبوا قالت عائشة : كذبوا قلت : فقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم فما هو بالظن قالت : أجل لعمري لقد استيقنوا بذلك فقلت لها : وظنوا أنهم قد كذبوا قالت : معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها قلت : فما هذه الآية قالت : هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم فطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر حتى إذا استيأس الرسل (9/276) " صفحة رقم 277 " ممن كذبهم من قومهم وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم جاءهم نصرنا عند ذلك وفي قوله تعالى : جاءهم نصرنا قولان : أحدهما جاء الرسل نصر الله قاله مجاهد الثاني جاء قومهم عذاب الله قاله بن عباس ) فننجي من نشاء ( قيل : الأنبياء ومن آمن معهم وروي عن عاصم فنجي من نشاء بنون واحدة مفتوحة الياء ومن في موضع رفع اسم ما لم يسم فاعله واختار أبو عبيد هذه القراءة لأنها في مصحف عثمان وسائر مصاحف البلدان بنون واحدة وقرأ بن محيصن فنجا فعل ماض ومن في موضع رفع لأنه الفاعل وعلى قراءة الباقين نصبا على المفعول ) ولايرد بأسنا ( أي عذابنا ) عن القوم المجرمين ( أي الكافرين المشركين يوسف : ) 111 ( لقد كان في . . . . . ) يوسف 111 ( قوله تعالى : ) لقد كان في قصصهم ( أي في قصة يوسف وأبيه وإخوته أو في قصص الأمم ) عبرة ( أي فكرة وتذكرة وعظة ) لأولي الألباب ( أي العقول وقال محمد بن إسحاق عن الزهري عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي : إن يعقوب عاش مائة سنة وسبعا وأربعين سنة وتوفى أخوه عيصو معه في يوم واحد وقبرا في قبر واحد فذلك قوله : لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب إلى آخر السورة ) ماكان حديثا يفترى ( أي ما كان القرآن حديثا يفترى أو ما كانت هذه القصة حديثا يفترى ) ولكن تصديق الذي بين يديه ( أي ولكن كان تصديق ويجوز الرفع بمعنى لكن هو تصديق الذي بين يديه أي ما كان قبله من التوراة والإنجيل وسائر كتب الله تعالى وهذا تأويل من زعم أنه القرآن ) وتفصيل كل شيء ( مما يحتاج العباد إليه من الحلال والحرام والشرائع والأحكام ) وهدى ورحمة لقوم يؤمنون. (9/277) | |
|
سمية قطبى سالم محمد دويمابي برتبة ملازم
عدد الرسائل : 262
| موضوع: رد الخميس 8 سبتمبر - 3:07 | |
| | |
|
فوزي عبد القادر موسى عبد دويمابي برتبة لواء
عدد الرسائل : 2478
| موضوع: رد: كتاب الجامع لأحكام القرآن الأحد 11 سبتمبر - 0:10 | |
| الشكر موصول لك والتقدير أختي الكريمة | |
|