فوزي عبد القادر موسى عبد دويمابي برتبة لواء
عدد الرسائل : 2478
| موضوع: أوتاد الأرض - الجزء الثاني الأحد 18 يوليو - 15:22 | |
| أوتاد الأرض معجزة علمية الجزء الثانيد. محمد دودح المستشار العلمي بالهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة. وأمام تلك الروائع في بيان قصة الخلق في تكامل بلا تعارض قبل أن ترددها الكشوف العلمية اليوم على المسامع لا يملك المُنصف إلا الإقرار بالوحي للقرآن, وعلى المتأمل أن يتخير المعنى اللائق بالمقام؛ أما من يجعل غرضه منذ الابتداء البحث عن ذريعة للاتهام فلا يحسب نفسه من الأُمناء, ولا يلوم إلا نفسه إذا كشف المحققون جهله أو تزييفه ووجهوا إليه أصابع الاتهام. والقول عنادًا بأنه ليس لكل جبل أو تل جذر يفوته الوصف ﴿رَوَاسِيَ﴾؛ أي جبال السطح الصخري الطافية كقطع والممتدة عميقًا كرواسي السفن الطافية, وأما العبارة التي يستند إليها من يزعم سبق الأسفار إلى وصف الجبال بالأوتاد بيانًا لدورها في تثبيت الألواح القارية فلا أصل لها على الإطلاق في كل الترجمات العربية والإنجليزية, وإنما استند الطاعن إلى وصف بلوغ الحوت بالنبي يونس عليه السلام قاع البحر حيث أسافل الجبال كما كان يُظن سابقًا, وهذا هو النص كما نشرته كنيسة الأنبا هيمانوت الحبشي بالإسكندرية (سفر يونان من إصحاح 1 فقرة 17 حتى إصحاح 2 فقرة 10): "وأما الرب فأعد حوتا عظيما ليبتلع يونان. فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال. فصلى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت, وقال: (دعوت من ضيقي الرب فاستجابني, صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي لأنك طرحتني في العمق في قلب البحار, فأحاط بي نهر, جازت فوقي جميع تياراتك ولججك.., أحاط بي غمر, التف عشب البحر برأسي, نزلت إلى أسافل الجبال مغاليق الأرض علي إلى الأبد, ثم أَصْعَدت من الوَهْدَة حياتي أيها الرب إلهي).., وأمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر".وقصة النبي يونس عليه السلام قد صاغها الكاتب وفق مفاهيم عصره من أن باطن الأرض هاوية يسجن فيها المعاقبون وتسدها أسافل الجبال, وتحدث بلسان النبي يونس وسرد كلماته في صلاته كأنه شاهد عيان؛ مبينًا أن الحوت قد بلغ به أعماق القاع حيث جوف الهاوية تسدها أسافل الجبال, فلم يكن على علم بأن أكبر عمق للمحيط (منخفض ماريانا) لا يزيد عن 11 كم والقشرة الأرضية تحت قيعان المحيطات لا تزيد عن 5 كم؛ بينما قد تبلغ امتدادات الجبال أكثر من 100 كم, ومع هذه الغلطة العلمية وخرافة الهاوية التي أنكرها العلم؛ كيف يُستشهد بسبق الأسفار إلى العلم بخفايا التكوين استنادًا لنسبة لفظ قواعد إلى الجبال أو الأساس أو الجذور في الترجمات الإنجليزية الحديثة!, ألهذا أخرج الطاعن تعبير أسافل الجبال عن سياقه!, وقد استخدمت الترجمة الأمريكية النموذجية الجديدة (1995) لوصف أسافل الجبال كلمة أيضا جديدة هي جذور الجبال, وتدلك التعبيرات المرادفة التي وردت في الترجمات الأخرى على التلاعب المقصود مثل تعبير أقدام foots الجبال في ترجمة كلمة الرب God's word (1995), وفي التراجم الأخرى كلمة أسافل Bottoms, وأسس Bases وأعمق الأجزاء Lowest parts؛ تلك هي أطراف Extremities الجبال في أعماق المياه بمفهوم الكتبة الذي يؤيد شيوعه عبارة نظيرة في سفر المزامير (إصحاح 18 فقرة 15): "فظهرت أعماق المياه وانكشفت أسس المسكونة". وبنفس الزعم افتراءً بأن الأسفار قد وصفت الجبال قبل القرآن الكريم بأنها كالأوتاد تثبت قشرة الأرض؛ تجرأ الطاعن بالمثل ونسب نفس الزعم إلى الفيدا كتاب الهندوس لعله يشوش على مآثر القرآن الكريم بمصدر قد يصعب تتبعه, ونص كتاب الفيدا قد طالته بالمثل الخرافة فصرح بثبات الأرض عن الحركة وفق السائد في مفاهيم الكهنة في عصر كتابته, وأُضيف للعبارة في الترجمة الإنجليزية شرحًا بين قوسين عمد الطاعن لحذفهما في الترجمة العربية ظنًّا بتأييد فريته: "جعل سابيتا Sabita الأرض ثابتة بعدة أدوات (منها التلال والجبال)", وحتى لو كانت العبارة بين القوسين غير دخيلة فإنها لا تدفع وهم سكون الأرض ولا تصلح للمقارنة بالمضامين العلمية في تمثيل القرآن الكريم للجبال بالأوتاد وجذورها بالرواسي, فالقطع المتجاورة المكونة للغلاف الصخري والمميزة بالجبال تطفو فوق تيارات تمور كما السفينة فوق المحيط الهائج وامتداداتها تماثل بالفعل الرواسي الصخرية للسفن في التثبيت كي لا يميد اللوح القاري ويضطرب, فأين الثرى إذن من الثُّريَّا!, ثم أين مراجع أهل الكتاب وكهنة الهندوس من العرب الأميين زمن التنزيل؛ فما هو إلا استنفاذ للذرائع إذن ومراوغة, يقول العلي القدير: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنّهُمْ يَقُولُونَ إِنّمَا يُعَلّمُهُ بَشَرٌ لّسَانُ الّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيّ وَهََذَا لِسَانٌ عَرَبِيّ مّبِينٌ﴾ النحل: 103. وكيف يُغتفر التهرب بزعم أن ما سبق به القرآن الكريم من روائع كشف الأستار عن خفايا الخلق مأخوذ من الأسفار التي خطها الكهنة طيلة قرون واحتشدت بمخالفات الواقع؛ فيكفي لدفع هذا التمحُّك ما قاله المحققون أنفسهم من أهل الكتاب عنه, فمثلا كتاب "دليل إلى قراءة الكتاب المقدس" للأب أسطفان شربنتييه قد ترجمه الأب صبحي حموي اليسوعي, وكتب مقدمته الأب أنطوان أودو اليسوعي أستاذ الكتاب المقدس بجامعة القديس يوسف بيروت, ووافق على نشره نائب اللاتين بولس باسيم في بيروت في 12 تشرين الثاني 1982, قال كاتبه (ص: "إن الكتاب المقدس لا سيما العهد القديم كتاب مُحَيِّر, نعلم قبل أن نفتحه أنه الكتاب المقدس عند اليهود والمسيحيين ونتوقع أن نجد فيه كلام الله غير ممزوج بأي شيء.., وعندما نفتحه نجد فيه قصصا من ماضي شعب صغير, قصصا كثيرا ما تكون لا فائدة فيها, وروايات لا نستطيع أن نقرأها بصوت مرتفع دون أن نخجل وحروبا واعتداءات وقصائد لا تحملنا على الصلاة وإن سميناها مزامير وفضائح أخلاقية قديمة تخطاها الزمن وكثيرا ما هي مبغضة للنساء, كتاب مُحَيِّر..!, وكذلك فإن أسفار الكتاب المقدس كثيرا ما تبدو لنا مبتذلة ولا فائدة لها", وأما حول مطابقة الأسفار للواقع فقد قال الكاتب (ص9): "قد نجد في الكتاب المقدس كثيرا من الأمور غير المطابقة للواقع"!.فالقرآن إذن غالب لأن حجته: ﴿أَنّهُ الْحَقّ﴾, والعجز عن المواجهة بالحجة ينتهي للمهاترة عند من يستكبر على الإيمان, ولكن الحق غالب مهما تحايل المُبطلون عناداً ومكابرةً ودليلا على العجز واستنفاذا لكل الأعذار؛ وتهربًا من الحقيقة بأنه وحيٌ من الله تعالى وليس بقول بشر، لينسى الطاعن إذن مواجهة القرآن الكريم بزعم سبق الأسفار والمدونات التاريخية إلى روائعه؛ وإلا فهي فضيحة وانتحار, في إنجيل متى (إصحاح 21 فقرة 42-44): "قال لهم يسوع: أما قرأتم قط في الكتب الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية, من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا؟, لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره, ومن سقط على هذا الحجر يترضض, ومن سقط هو عليه يسحقه"!. المراجع:• القرآن الكريم.• الأسفار ترجمة سميث وفانديك Smith & Van Dyke SVD ومعها الأسفار القانونية الثانية التي رفضها البروتستانت Apocrypha, نشر كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت الحبشي بالإسكندرية في مصر, وعدة ترجمات أخرى عربية وإنجليزية. • الموسوعة البريطانية 2008, وموسوعة إنكارتا 2008, وكتاب "دليل إلى قراءة الكتاب المقدس" للأب أسطفان شربنتييه طبعة بيروت. | |
|