فوزي عبد القادر موسى عبد دويمابي برتبة لواء
عدد الرسائل : 2478
| موضوع: والنهار إذا جلاها السبت 1 مايو - 15:53 | |
| والنهار إذا جلاهـــــا ( الجزء الثالث ) أشعة الشمس تنتج الطاقة في الشمس من عملية الاندماج النووي لنوى كل أربع ذرات من غاز الإيدروجين لتنتج نواة واحدة من نوى ذرات الهيليوم، ولما كانت كتلة ذرة الإيدروجين تساوي1،0078 وحدة ذرية فإن كتلة أربع ذرات منها تساوي 1.0078×4= 4.0312 وحدة ذرية.ولما كانت كتلة ذرة الهيليوم = 4.003 وحدة ذرية. فإن الفرق بين كتلة ذرات الإيدروجين الأربع المندمجة مع بعضها البعض، وكتلة ذرة الهيليوم الناتجة عن هذا الاندماج وهو عبارة عن00.0282 وحدة ذرية ينطلق على هيئة طاقة مما يشير إلي تساوي كل من المادة والطاقة.وتبعث هذه الطاقة في كميات متتابعة تسمي الفوتونات ( جمع فوتون) في موجات كهرومغناطيسية لا تختلف عن بعضها البعض إلا في طول موجة كل منها ومعدل ترددها، تعرف باسم أطياف الموجات الكهرومغناطيسية.فالطيف الكهرومغناطيسي عبارة عن سلسلة متصلة من مجموعات تلك الأمواج المكونة من الفوتونات والتي لا تختلف فيما بينها إلا في سرعة تردداتها، وأطوال موجاتها.وتتفاوت موجات الطيف الكهرومغناطيسي في أطوالها بين جزء من مليون مليون جزء من المتر بالنسبة لأقصرها وهي أشعة جاما، وبين عدة كيلو مترات بالنسبة لأطولها وهي موجات الراديو( أو الموجات اللاسلكية)، ويأتي بين هذين الحدين عدد من الموجات التي تترتب حسب تزايد طول الموجة من القصير إلي الطويل على النحو التالي: الأشعة السينية، والأشعة فوق البنفسجية، والأشعة المرئية، والأشعة تحت الحمراء.أما الإشعاعات المرئية فيتراوح طولها الموجي بين(0،4 و0،7) ميكرون( والميكرون= جزء من مليون جزء من المتر) وتميز عين الإنسان من أطياف الضوء المرئي: الأحمر، والبرتقالي، والأصفر، والأخضر، والأزرق، والنيلي، والبنفسجي.والطيف الضوئي في الحقيقة عبارة عن عدد لا نهائي من الألوان المتدرجة في التغير، وإن كانت عين الإنسان لا تستطيع أن تميز منها إلا هذه الألوان السبعة فقط.والطيف الأحمر هو أطول موجات الضوء المرئي وأقلها تردداً، بينما الطيف البنفسجي هو أقصرها وأعلاها تردداً.والمسافة بين قمتين متجاورتين للموجة يعرف باسم طول الموجة، وعدد مرات ارتفاع وانخفاض الموجة في الثانية الواحدة يعرف باسم تردد الموجة، وحاصل ضرب الرقمين ثابت ويساوي سرعة الضوء ( حوالي300.000 كيلو متر في الثانية).وكل موجات الطيف الكهرومغناطيسي لها صفات الضوء المرئي إلا أنها لا ترى فهي قابلة للانعكاس، وقادرة على الانكسار وعلى التحرك في الفراغ، على عكس الموجات الصوتية التي لا تتحرك في الفراغ.والأشعة الصادرة من الشمس تمثل كل موجات الطيف الكهرومغناطيسي من أقصرها وهي أشعة جاما إلي أطولها وهي موجات الراديو، وأغلبها أشعة غير مرئية لعين الإنسان، وهي متداخلة تداخلا شديدا مع بعضها البعض ولذلك لا يري الضوء الأبيض إلا بعد العديد من عمليات الانعكاس والتشتت لأشعة الشمس على ملايين الجسيمات الصلبة والسائلة والغازية الموجودة في الطبقة الدنيا من الغلاف الغازي للأرض من مثل هباءات الغبار، وبخار الماء وقطراته، وجزيئات الغازات المختلفة من مثل النيتروجين والأوكسجين وثاني أوكسيد الكربون، فالضوء المنظور لابد من انعكاسه وتشتته حتى يمكن لعين الإنسان أن تراه.وهنا يتضح لنا جانب من الجوانب العلمية في هذا القسم القرآني: والنهار إذا جلاها لأن الذي يجلي الشمس لعين الإنسان هو كثرة انعكاس الضوء الصادر منها إلي الأرض وتشتته على الجسيمات الصلبة والسائلة والغازية الموجودة بتركيز معين في نطاق الجزء الأسفل من الغلاف الغازي للأرض( إلي ارتفاع مائتي كيلو متر تقريبا فوق مستوي سطح البحر) وباقي المسافة بيننا وبين الشمس( والمقدرة بحوالي150 مليون كيلو متر في المتوسط) بل باقي الجزء المدرك لنا من الكون يغرق في ظلام دامس بالنسبة لعين الإنسان التي تري الشمس خارج نطاق طبقة نور النهار قرصا أزرقا في صفحة سوداء. وهذه الطبقة الرقيقة من نور النهار تدور مع دوران الأرض حول محورها أمام الشمس وعندما يدخل ضوء الشمس إلي الطبقة الدنيا من الغلاف الغازي للأرض فإنه يتعرض للعديد من عمليات الانعكاس والتشتت، فيعطي لكل من السحاب والشمس والسماء والبحر لونه الخاص به، وهذا معناه أن النهار هو الذي يجلي لنا الشمس أي يجعلها واضحة جلية لأحاسيس المشاهدين لها من أهل الأرض، وليست الشمس هي التي تجلي لنا النهار كما كان يعتقد كل الناس عبر التاريخ حتى بدء رحلات الفضاء في منتصف الستينيات من القرن العشرين.وعلى ذلك فإن هذه الآية وحدها تكفي لإقامة الحجة على أهل عصرنا ـ عصر التقدم العلمي والتقني الذي نعيشه ـ بأن القرآن الكريم لا يمكن أن يكون صناعة بشرية، بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه، على خاتم أنبيائه ورسله، وحفظه بحفظه وإرادته وقدرته، بنفس لغة وحيه( اللغة العربية) على مدي أربعة عشر قرنا وإلي أن يرث الله الأرض ومن عليها، محتفظا بروعة أسلوبه وجمال آياته، وضبط حروفه وكلماته وسمو دعوته ووضوح إشراقاته بجلال الربوبية المتلألئة بين كلماته، وبصدق حديث الخالق عن خلقه، وبكمال ما جاء به من دين، ودقة ما رواه من سير الأولين، وتحقق نبوءاته التي جاءت كعين اليقين، وروعة وقعه على أسماع وعقول وقلوب المستمعين، وجميل خطابه إلي كل ذي عقل سليم.وقد جاء كل ذلك في زمن لم يكن للإنسان فيه نصيب من العلم الكوني، وفي بيئة لم يتوافر فيها شيء من ذلك، وظل العالم لقرون لا يعرف حقيقة أن النهار هو الذي يجلي لنا الشمس حتى بدأت رحلات الفضاء وفهم عدد محدود من العلماء طبيعة المادة ومساواتها بالطاقة، وبناء المركبات من جزيئات المادة، وبناء الجزيئات من الذرات، وبناء الذرة من نواة في الوسط تحمل أغلب كتلة الذرة وفيها الجسيمات الموجبة( البروتونات) والمتعادلة( النيوترونات) ويدور حولها عدد مكافئ من الجسيمات السالبة( الاليكترونات)، ويتكون كل جسيم من هذه الجسيمات من لبنات بناء أقل عرفت باسم اللبنات الأولية للمادة التي بدأ اكتشافها يتوالى حتى تم اكتشاف جسيمات كسرية الشحنة يعرف أحدها باسم الكوارك، وتم اكتشاف تلك الكواركات (Quarks) في منتصف الستينيات من القرن العشرين، ثم في سنة1984م تم اقتراح نظرية الأوتار الفائقة (The Superstrings Theory) والتي تفترض أن اللبنات الأولية للمادة تتكون من أوتار متناهية الضآلة، فائقة الدقة، سريعة الاهتزاز وذلك في محاولة لتوحيد القوى الثلاث في الذرة وهي القوة الكهرومغناطيسية، والقوة النووية الشديدة والضعيفة، وهناك آمال عريضة لدى علماء العصر في ضم قوي الجاذبية إلي هذه القوي الثلاث في قوة واحدة تعبر عن وحدة الخالق الأعظم.ونظرية الأوتار فائقة الدقة التي تصور اللبنات الأولية للمادة على أنها مكونة من أوتار متناهية الضآلة في الحجم، فائقة الدقة في الحركة والاهتزاز، تصور تلك الجسيمات على هيئة حلقات من أوتار رنينية دقيقة جدا بدلا من أن تكون على هيئة نقاط مادية، وأن الاهتزازات الرنينية المختلفة لتلك الأوتار هي التي تحدد ملامح الجسيم الأولي للمادة من حيث الكتلة والشحنة، وهي بذلك تؤكد التساوي بين المادة والطاقة وتعتبرهما وجهان لعملة واحدة تؤكد وحدانية الخالق العظيم. كما تدعم تحول المادة في قلب الشمس إلي طاقة، وانبثاق تلك الطاقة على هيئة أطياف من الموجات الكهرومغناطيسية المتداخلة والتي تتحلل في النطاق السفلي من الغلاف الغازي للأرض فيعطينا هذا الضوء الأبيض المرئي الذي ينير نهار الأرض ويجلي لنا الشمس.فسبحان الذي أنزل هذه الآية القرآنية المعجزة والنهار إذا جلاها التي تؤكد أن فترة النهار التي تعتري نصف الأرض المواجه للشمس بسمك لا يتعدى المائتي كيلو متر فوق مستوي سطح البحر بما فيها من هباءات الغبار، والرطوبة، وكثافة الغازات، هي التي تعكس موجات الضوء المنظور من أشعة الشمس وتشتته فيظهر لنا بهذا النور الأبيض المبهج ويجلي لنا الشمس.وهي حقيقة استغرقت جهود الآلاف من العلماء والعشرات من القرون حتى أمكن لعدد قليل من العلماء أن يتعرفوا عليها، وورودها في كتاب الله الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة بهذا الوضوح القطعي لمّما يجزم بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق، وأن النبي الخاتم الذي تلقاه كان موصولاً بالوحي ومعلماً من قبل خالق السماوات والأرض، فصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين. انتهى المقال... أنوه إلى أن أننا قد قمنا بعمل هذا المقال مستعيناً بالله سبحانه وتعالى ثم بترجمة جزء من دراسة بعنوان "الطاقة الكهرومغناطيسية للشمس"، والاستناد إلى بعض المراجع ""تفسير الجلالين" و"الظلال" و"معجم اللغة العربية".. مع مراعاة التبسيط في الصياغة واختصار المضمون.. إن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان – ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن همزات الشياطين - وإن أصبت فبفضل من الله الذي لا تدركه الغايات.. راجياً المولى المتعال أن يغفر لنا وإياكم..إنه سميع مجيب."..وعلَّمك ما لَم تكن تعلم وكان فضل اللّه عليك عظيمًا". (113) سورة النساء | |
|