فوزي عبد القادر موسى عبد دويمابي برتبة لواء
عدد الرسائل : 2478
| موضوع: الأنس بالله هل تذوقت حلاوته؟ الأحد 25 نوفمبر - 17:02 | |
| الأنس بالله هل تذقت حلاوته؟أنس الصالحين بالله قال صلى الله عليه وسلم:يقولُ الله - عز وجل -: (أنا مع ظنِّ عبدي بي.. وأنا معه حيث ذكرني.. فإن ذكرني في نفسه.. ذكرتُهُ في نفسي.. وإنْ ذكرني في ملأ..ذكرته في ملأ خيرٍ منه.. وإنْ تقرّبَ منِّي شبراً.. تقرَّبتُ منه ذراعاً..وإن تقرَّبَ منِّي ذراعاً.. تقرَّبتُ منه باعاً.. وإن أتاني يمشي.. أتيته هرولةً)قال ثور بن يزيد: قرأتُ في بعضِ الكُتب أنَّ عيسى -عليه السلام- قال: يا معشر الحواريِّين.. كلِّموا الله كثيراً.. وكلِّموا الناسَ قليلاً.. قالوا : كيف نكلِّمُ الله كثيراً؟ قال: اخلُوا بمناجاته.. اخلوا بدُعائه.قال بكرٌ المزنيُّ: مَن مثلُك يا ابنَ آدم.. خُلِّي بينَك وبينَ المحراب والماء.. كلّما شئتَ دخلتَ على اللهِ -عز وجل- ليس بينَكَ وبينَه ترجُمان.ومن وصل إلى استحضارِ هذا في حال ذكره الله وعبادته استأنسَ بالله..واستوحش مِنْ خلقه ضرورةً .وقيل لمالك بنِ مِغْول وهو جالسٌ في بيته وحده: ألا تستوحشُ؟ فقال: أويستوحشُ مع الله أحدٌ؟وكان حبيب أبو محمد يخلو في بيته.. ويقولُ: من لم تَقَرَّ عينُه بكَ.. فلا قرَّت عينُه.. ومن لم يأنس بكَ.. فلا أنِسَ.وقال مسلم بنُ يسار: ما تلذَّذ المتلذِّذونَ بمثلِ الخَلْوةِ بمناجاةِ اللهِ - عز وجل.أعلى الدرجات:قال إبراهيم بن أدهم: أعلى الدَّرجات أنْ تنقطعَ إلى ربِّك.. وتستأنِسَ إليه بقلبِك.. وعقلك.. وجميع جوارحك حتى لا ترجُو إلاَّ ربَّك.. ولا تخاف إلاَّ ذنبكَ وترسخ محبته في قلبك حتى لا تُؤْثِرَ عليها شيئاً.. فإذا كنت كذلك لم تُبالِ في بَرٍّ كنت.. أو في بحرٍ.. أو في سَهْلٍ.. أو في جبلٍ.. وكان شوقُك إلى لقاء الحبيب شوقَ الظمآن إلى الماء البارد.. وشوقَ الجائعِ إلى الطَّعام الطيب.. ويكونُ ذكر الله عندكَ أحلى مِنَ العسل.. وأحلى من المَاء العذبِ الصَّافي عند العطشان في اليوم الصَّائف .وقال الفضيل: طُوبى لمن استوحش مِنَ النَّاسِ.. وكان الله جليسَه.وقال معروف لرجلٍ : توكَّل على الله حتّى يكونَ جليسَك وأنيسَكوموضعَ شكواكَ.وقال ذو النون: مِنْ علامات المحبِّين لله أنْ لا يأنَسُوا بسواه.. ولا يستوحشُوا معه.ثم قال: إذا سكنَ القلبَ حبُّ اللهِ تعالى.. أنِسَ بالله..لأنَّ الله أجلُّ في صُدورِ العارفين أنْ يُحبُّوا سواه .وقال أبو إسحاق عن ميثم: بلغني أنَّ موسى -عليه السلام-قالَ : ربِّ أيُّ عبادكَ أحبُّ إليكَ؟ قال : أكثرُهم لي ذكراً.قال ذو النون: من اشتغل قلبُه ولسانُه بالذِّكر..قذف الله في قلبه نورَ الاشتياق إليه.الذكر لذَّة قلوب العارفين .قال -عز وجل-: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).قال مالك بنُ دينار : ما تلذَّذ المتلذذون بمثل ذكر الله -عز وجل-.قال ذو النون : ما طابتِ الدنيا إلا بذكره.. ولا طابت الآخرةُ إلا بعفوه.. ولا طابت الجنَّة إلاّ برؤيته..قال ابن رجب: المحبون يستوحشون من كلِّ شاغلٍ يَشغَلُ عن الذكر..فلا شيءَ أحبَّ إليهم من الخلوة بحبيبهم .حـلاوة العـمل:قال ابن القيم: وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحا فاتهمه.فإن الرب تعالى شكور.. يعني أنه لابد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه وقوة انشراح وقرة عين.فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول والقصد : أن السرور بالله وقربه وقرة العين به تبعث على الازدياد من طاعته وتحث على الجد في السير إليه.ثمرة الإحسان:سئل النبي صلى الله عليه وسلم عنِ الإحْسَانِ.. فقال: "أنْ تَعبُدَ اللهَ كأنَّكَ تَراهُ.. فإنْ لَمْ تَكُنْ تَراهُ فإنَّهُ يراكَ".قال ابن رجب رحمه الله :يشير إلى أنَّ العبدَ يعبُدُ الله تعالى على هذه الصِّفة.. وهو استحضارُ قُربِهِ.. وأنَّه بينَ يديه كأنَّه يراهُ.. وذلك يُوجبُ الخشيةَ والخوفَ والهيبةَوالتَّعظيمَ.. كما جاء في رواية أبي هريرة: أنْ تخشى الله كأنَّكَ تراه).ويُوجِبُ أيضاً النُّصحَ في العبادة.. وبذل الجُهد في تحسينها وإتمامها وإكمالها.وقد وردت الأحاديثُ الصَّحيحةُ بالنَّدب إلى استحضار هذا القُربِ في حال العباداتِ.. كقوله - صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أحدَكم إذا قامَ يُصلِّي.. فإنَّما يُناجِي ربَّه.. أو ربَّه بينه وبينَ القبلةِ".وقوله: "إنّ الله قِبَلَ وجهه إذا صلّى".وخطب عروة بنُ الزُّبير إلى ابنِ عمرَ ابنته وهما في الطَّواف.. فلم يُجبه.. ثم لقيَهُ بعد ذلك.. فاعتذر إليه.. وقال: كنَّا في الطَّوافِ نتخايلُالله بين أعيننا.وقد جاءَ ذكرُ الإحسان في القُرآنِ في مواضعَ : تارةً مقروناً بالإيمانِ.. وتارةً مقروناً بالإسلامِ.. وتارةً مقروناً بالتَّقوى.. أو بالعمل .فالمقرونُ بالإيمانِ: كقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً)والمقرونُ بالإسلام: كقوله تعالى: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ)والمقرون بالتقوى: كقوله تعالى: (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)اللهم ارزقنا لذة الأنس بك والقرب منك يا إله الحق يا رب العالمين. منقول | |
|