منتديات ابناء الدويم
كتاب الجامع لأحكام القرآن 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الواحة
سنتشرف بتسجيلك
شكرا كتاب الجامع لأحكام القرآن 829894
ادارة الواحة كتاب الجامع لأحكام القرآن 103798

منتديات ابناء الدويم
كتاب الجامع لأحكام القرآن 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الواحة
سنتشرف بتسجيلك
شكرا كتاب الجامع لأحكام القرآن 829894
ادارة الواحة كتاب الجامع لأحكام القرآن 103798

منتديات ابناء الدويم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ابناء الدويم

واحة ابناء الدويم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كتاب الجامع لأحكام القرآن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فوزي عبد القادر موسى عبد
دويمابي برتبة لواء
فوزي عبد القادر موسى عبد


عدد الرسائل : 2478

كتاب الجامع لأحكام القرآن Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الجامع لأحكام القرآن   كتاب الجامع لأحكام القرآن I_icon_minitimeالخميس 13 أكتوبر - 15:19




بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة الإسراء




" صفحة رقم 272 "
الإسراء : ) 47 ( نحن أعلم بما . . . . .) الاسراء 47 (
قوله تعالى : ) نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك ( قيل : الباء زائدة في قوله به أي يستمعونه وكانوا يستمعون من النبي ( صلى الله عليه وسلم ) القرآن ثم ينفرون فيقولون : هو ساحر ومسحور كما أخبر الله تعالى به عنهم قاله قتادة وغيره ) وإذ هم نجوى ( أي متناجون في أمرك قال قتادة : وكانت نجواهم قولهم إنه مجنون وإنه ساحر وإنه يأتي بأساطير الأولين وغير ذلك وقيل : نزلت حين دعا عتبة أشراف قريش إلى طعام صنعه لهم فدخل عليهم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وقرأ عليهم القرآن ودعاهم إلى الله فتناجوا يقولون ساحر ومجنون وقيل : أمر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عليا أن يتخذ طعاما ويدعو إليه أشراف قريش من المشركين ففعل ذلك علي ودخل عليهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وقرأ عليهم القرآن ودعاهم إلى التوحيد وقال : ) قولوا لا إله إلا الله لتطيعكم العرب وتدين لكم العجم ) فأبوا وكانوا يستمعون من النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ويقولون بينهم متناجين : هو ساحر وهو مسحور فنزلت الآية وقال الزجاج : النجوي اسم للمصدر أي وإذ هم ذو نجوى أي سرار ) إذ يقول الظالمون ( أبو جهل والوليد بن المغيرة وأمثالهما ) إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ( أي مطبوبا قد خبله السحر فاختلط عليه أمره يقولون ذلك لينفروا عنه الناس وقال مجاهد : مسحورا أي مخدوعا مثل قوله : فأنى تسحرون أي من أين تخدعون وقال أبو عبيدة : مسحورا معناه أن له سحرا أي رئة فهو لا يستغني عن الطعام والشراب فهو مثلكم وليس بملك وتقول العرب للجبان : قد انتفخ سحره ولكل من أكل من آدمي وغيره أو شرب مسحور ومسحر قال لبيد : فإن تسألينا فيم نحن فإننا عصافير من هذا الأنام المسحر
(10/272)



" صفحة رقم 273 "
وقال امرؤ القيس : أرانا موضعين لأمر غيب ونسحر بالطعام وبالشراب أي نغذى ونعلل وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : من هذه التي تساميني من أزواج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وقد توفي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بين سحري ونحري
الإسراء : ) 48 ( انظر كيف ضربوا . . . . .) الاسراء 48 (
قوله تعالى : ) انظر كيف ضربوا لك الأمثال ( عجبه من صنعهم كيف يقولون تارة ساحر وتارة مجنون وتارة شاعر ) فضلوا فلا يستطيعون سبيلا ( أي حيلة في صد الناس عنك وقيل : ضلوا عن الحق فلا يجدون سبيلا أي إلى الهدى وقيل : مخرجا لتناقض كلامهم في قولهم : مجنون ساحر شاعر
الإسراء : ) 49 ( وقالوا أئذا كنا . . . . .) الاسراء 49 (
قوله تعالى : ) وقالوا ائذا كنا عظاما ورفاتا ( أي قالوا وهم يتناجون لما سمعوا القرآن وسمعوا أمر البعث : لو لم يكن مسحورا مخدوعا لما قال هذا قال بن عباس : الرفات الغبار مجاهد : التراب والرفات ما تكسر وبلى من كل شيء كالفتات والحطام والرضاض عن أبي عبيدة والكسائي والفراء والأخفش تقول منه : رفت الشيء رفتا أي حطم فهو مرفوت ) أئنا لمبعوثون خلقا جديدا ( أئنا استفهام والمراد به الجحد والإنكار وخلقا نصب لأنه مصدر أي بعثا جديدا وكان هذا غاية الإنكار منهم
(10/273)



" صفحة رقم 274 "
الإسراء : ) 50 ( قل كونوا حجارة . . . . .) الاسراء 50 : 51 (
قوله تعالى : ) قل كونوا حجارة أو حديدا ( أي قل لهم يا محمد كونوا على جهة التعجيز حجارة أو حديدا في الشدة والقوة قال الطبري : أي إن عجبتم من إنشاء الله لكم عظاما ولحما فكونوا أنتم حجارة أو حديدا إن قدرتم وقال علي بن عيسى : معناه أنكم لو كنتم حجارة أو حديدا لم تفوتوا الله عز وجل إذا أرادكم إلا أنه خرج مخرج الأمر لأنه أبلغ في الإلزام وقيل : معناه لو كنتم حجارة أو حديدا لأعادكم كما بدأكم ولأماتكم ثم أحياكم وقال مجاهد : المعنى كونوا ما شئتم فستعادون النحاس : وهذا قول حسن لأنهم لا يستطيعون أن يكونوا حجارة وإنما المعنى أنهم قد أقروا بخالقهم وأنكروا البعث فقيل لهم استشعروا أن تكونوا ما شئتم فلو كنتم حجارة أو حديدا لبعثتم كما خلقتم أول مرة ) أو خلقا مما يكبر في صدوركم ( قال مجاهد : يعني السماوات والأرض والجبال لعظمها في النفوس وهو معنى قول قتادة يقول : كونوا ما شئتم فإن الله يميتكم ثم يبعثكم وقال بن عباس وبن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وبن جبير ومجاهد أيضا وعكرمة وأبو صالح والضحاك : يعني الموت لأنه ليس شيء أكبر في نفس بن آدم منه قال أمية بن أبي الصلت : وللموت خلق في النفوس فظيع يقول إنكم لو خلقتم من حجارة أو حديد أو كنتم الموت لأميتنكم ولأبعثنكم لأن القدرة التي بها أنشأتكم بها نعيدكم وهو معنى قوله : ) فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة ( وفي الحديث أنه ) يؤتى بالموت يوم القيامة في صورة كبش أملح فيذبح بين الجنة والنار ) وقيل : أراد به البعث لأنه كان أكبر في صدورهم قاله الكلبي ) فطركم ( خلقكم وأنشأكم ) فسينغضون إليك رؤوسهم ( أي يحركون رؤوسهم استهزاء يقال
(10/274)



" صفحة رقم 275 "
نغض رأسه ينغض وينغض نغضا ونغوضا أي تحرك وأنغض رأسه أي حركه كالمتعجب من الشيء ومنه قوله تعالى : فسينغضون إليك رؤوسهم قال الراجز : أنغض نحوي رأسه وأقنعا ويقال أيضا : نغض فلان رأسه أي حركه يتعدى ولا يتعدى حكاه الأخفش ويقال : نغضت سنه أي تحركت وانقلعت قال الراجز : ونغضت من هرم أسنانها وقال آخر : لما رأتني أنغضت لي الرأسا وقال آخر : لا ماء في المقراة إن لم تنهض بمسد فوق المحال النغض المحال والمحالة : البكرة العظيمة التي يستقى بها الإبل ) ويقولون متى هو ( أي البعث والإعادة وهذا الوقت ) قل عسى أن يكون قريبا ( أي هو قريب لأن عسى واجب نظيره وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا ولعل الساعة قريب وكل ما هو آت فهو قريب
الإسراء : ) 52 ( يوم يدعوكم فتستجيبون . . . . .) الاسراء 52 (
قوله تعالى : ) يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده ( الدعاء : النداء إلى المحشر بكلام تسمعه الخلائق يدعوهم الله تعالى فيه بالخروج وقيل : بالصيحة التي يسمعونها فتكون داعية لهم إلى الاجتماع في أرض القيامة قال ( صلى الله عليه وسلم ) : ) إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم ) فتستجيبو بحمده ( أي باستحقاقه الحمد على الإحياء
(10/275)



" صفحة رقم 276 "
وقال أبو سهل : أي والحمد لله كما قال : فإني بحمد الله لا ثوب فاجر لبست ولا من غدرة أتقنع وقيل : حامدين لله تعالى بألسنتكم قال سعيد بن جبير : تخرج الكفار من قبورهم وهم يقولون سبحانك وبحمدك ولكن لا ينفعهم اعتراف ذلك اليوم وقال بن عباس : بحمده بأمره أي تقرون بأنه خالقكم وقال قتادة : بمعرفته وطاعته وقيل : المعنى بقدرته وقيل : بدعائه إياكم قال علماؤنا : وهو الصحيح فإن النفخ في الصور إنما هو سبب لخروج أهل القبور وبالحقيقة إنما هو خروج الخلق بدعوة الحق قال الله تعالى : يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده فيقومون يقولون سبحانك اللهم وبحمدك قال : فيوم القيامة يوم يبدأ بالحمد ويختم به قال الله تعالى يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وقال في آخره وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين ) وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ( يعني بين النفختين وذلك أن العذاب يكف عن المعذبين بين النفختين وذلك أربعون عاما فينامون فذلك قوله تعالى : من بعثنا من مرقدنا فيكون خاصا للكفار وقال مجاهد : للكافرين هجعة قبل يوم القيامة يجدون فيها طعم النوم فإذا صيح بأهل القبور قاموا مذعورين وقال قتادة : المعنى أن الدنيا تحاقرت في أعينهم وقلت حين رأوا يوم القيامة الحسن : وتظنون إن لبثتم إلا قليلا في الدنيا لطول لبثكم في الآخرة
الإسراء : ) 53 ( وقل لعبادي يقولوا . . . . .) الاسراء 53 (
قوله تعالى : ) وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ( تقدم إعرابه والآية نزلت في عمر بن الخطاب وذلك أن رجلا من العرب شتمه وسبه عمر وهم بقتله فكادت تثير فتنة فأنزل الله تعالى فيه : وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ذكره الثعلبي والماوردي
(10/276)



" صفحة رقم 277 "
وبن عطية والواحدي وقيل : نزلت لما قال المسلمون : ايذن لنا يا رسول الله في قتالهم فقد طال إيذاؤهم إيانا فقال : ) لم أومر بعد بالقتال ) فأنزل الله تعالى وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن قاله الكلبي وقيل : المعنى قل لعبادي الذين اعترفوا بأني خالقهم وهم يعبدون الأصنام يقولوا التي هي أحسن من كلمة التوحيد والإقرار بالنبوة وقيل : المعنى وقل لعبادي المؤمنين إذا جادلوا الكفار في التوحيد أن يقولوا الكلمة التي هي أحسن كما قال : ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم وقال الحسن : هو أن يقول للكافر إذا تشطط : هداك الله يرحمك الله وهذا قبل أن امروا بالجهاد وقيل : المعنى قل لهم يأمروا بما أمر الله به وينهوا عما نهى الله عنه وعلى هذا تكون الآية عامة في المؤمن والكافر أي قل للجميع والله أعلم وقالت طائفة : أمر الله تعالى في هذه الآية المؤمنين فيما بينهم خاصة بحسن الأدب وإلانة القول وخفض الجناح واطراح نزغات الشيطان وقد قال ( صلى الله عليه وسلم ) : ) وكونوا عباد الله إخوانا ) وهذا أحسن وتكون الآية محكمة قوله تعالى : ) إن الشيطان ينزغ بينهم ( أي بالفساد وإلقاء العداوة والإغواء وقد تقدم في آخر الأعراف ويوسف يقال : نزغ بيننا أي أفسد قاله اليزيدي وقال غيره : النزغ الإغراء ) إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا ( أي شديد العداوة وقد تقدم في البقرة وفي الخبر ) أن قوما جلسوا يذكرون الله عز وجل فجاء الشيطان ليقطع مجلسهم فمنعته الملائكة فجاء إلى قوم جلسوا قريبا منهم لا يذكرون الله فحرش بينهم فتخاصموا وتواثبوا فقال هؤلاء الذاكرون قوموا بنا نصلح بين إخواننا فقاموا وقطعوا مجلسهم وفرح بذلك الشيطان ) فهذا من بعض عداوته
(10/277)



" صفحة رقم 278 "
الإسراء : ) 54 ( ربكم أعلم بكم . . . . .) الاسراء 54 (
قوله تعالى : ) ربكم أعلم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم ( هذا خطاب للمشركين والمعنى : إن يشأ يوفقكم للإسلام فيرحمكم أو يميتكم على الشرك فيعذبكم قاله بن جريج وأعلم بمعنى عليم نحو قولهم : الله أكبر بمعنى كبير وقيل : الخطاب للمؤمنين أي إن يشأ يرحمكم بأن يحفظكم من كفار مكة أو إن يشأ يعذبكم بتسليطهم عليكم قاله الكلبي ) وما أرسلناك عليهم وكيلا ( أي وما وكلناك في منعهم من الكفر ولا جعلنا إليك إيمانهم وقيل : ما جعلناك كفيلا لهم تؤخذ بهم قاله الكلبي وقال الشاعر : ذكرت أبا أروى فبت كأنني برد الأمور الماضيات وكيل أي كفيل
الإسراء : ) 55 ( وربك أعلم بمن . . . . .) الاسراء 55 (
قوله تعالى : ) وربك أعلم بمن في السماوات والأرض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض ( أعاد بعد أن قال : ربكم أعلم بكم ليبين أنه خالقهم وأنه جعلهم مختلفين في أخلاقهم وصورهم وأحوالهم ومالهم ألا يعلم من خلق وكذا النبيون فضل بعضهم على بعض عن علم منه بحالهم وقد مضى القول في هذا في البقرة ) وآتينا داود زبورا ( الزبور : كتاب ليس فيه حلال ولا حرام ولا فرائض ولا حدود وإنما هو دعاء وتحميد وتمجيد أي كما آتينا داود الزبور فلا تنكروا أن يؤتى محمد القرآن وهو في محاجة اليهود
الإسراء : ) 56 ( قل ادعوا الذين . . . . .) الاسراء 56 (
(10/278)



" صفحة رقم 279 "
قوله تعالى : ) قل ادعوا الذين زعمتم من دونه ( لما ابتليت قريش بالقحط وشكوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنزل الله هذه الآية أي ادعوا الذين تعبدون من دون الله وزعمتم أنهم آلهة وقال الحسن : يعني الملائكة وعيسى وعزيرا بن مسعود : يعني الجن ) فلا يملكون كشف الضر عنكم ( أي القحط سبع سنين على قول مقاتل ) ولا تحويلا ( من الفقر إلى الغنى ومن السقم إلى الصحة
الإسراء : ) 57 ( أولئك الذين يدعون . . . . .) الاسراء 57 (
قوله تعالى : ) أولئك الذين يدعون ( أولئك مبتدأ الذين صفة أولئك وضمير الصلة محذوف أي يدعونهم يعني أولئك المدعوون و ) يبتغون ( خبرأو يكون حالا والذين يدعون خبر أي يدعون إليه عبادا إلى عبادته وقرأ بن مسعود تدعون بالتاء على الخطاب الباقون بالياء على الخبر ولا خلاف في يبتغون أنه بالياء وفي صحيح مسلم من كتاب التفسير عن عبد الله بن مسعود في قوله عز وجل : أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة قال : نفر من الجن أسلموا وكانوا يعبدون فبقي الذين كانوا يعبدون على عبادتهم وقد أسلم النفر من الجن في رواية قال : نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرا من الجن فأسلم الجنيون والإنس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون فنزلت أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة وعنه أيضا أنهم الملائكة كانت تعبدهم قبائل من العرب ذكره الماوردي وقال بن عباس ومجاهد : عزير وعيسى ويبتغون يطلبون من الله الزلفة والقربة ويتضرعون إلى الله تعالى في طلب الجنة وهي الوسيلة أعلمهم الله تعالى أن المعبودين يبتغون القربة إلى ربهم والهاء والميم في ربهم تعود على العابدين أو على المعبودين أو عليهم جميعا وأما يدعون فعلى العابدين ويبتغون على المعبودين ) أيهم أقرب ( ابتداء وخبر ويجوز أن يكون أيهم أقرب
(10/279)



" صفحة رقم 280 "
بدلا من الضمير في يبتغون والمعنى يبتغي أيهم أقرب الوسيلة إلى الله ) ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا ( أي مخوفا لا أمان لأحد منه فينبغي أن يحذر منه ويخاف وقال سهل بن عبد الله : الرجاء والخوف زمانان على الإنسان فإذا استويا استقامت أحواله وإن رجح أحدهما بطل الآخر
الإسراء : ) 58 ( وإن من قرية . . . . .) الاسراء 58 (
قوله تعالى : ) وإن من قرية إلا نحن مهلكوها ( أي مخربوها ) قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا ( قال مقاتل : أما الصالحة فبالموت وأما الطالحة فبالعذاب وقال بن مسعود : إذا ظهر الزنى والربا في قرية أذن الله في هلاكهم فقيل : المعنى وإن من قرية ظالمة يقوي ذلك قوله : وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون أي فليتق المشركون فإنه ما من قرية كافرة إلا سيحل بها العذاب ) كان ذلك في الكتاب ( أي في اللوح ) مسطورا ( أي مكتوبا والسطر : الخط والكتابة وهو في الأصل مصدر والسطر بالتحريك مثله قال جرير : من شاء بايعته مالي وخلعته ما تكمل التيم في ديوانهم سطرا الخلعة [ بضم الخاء ] : خيار المال والسطر جمع أسطار مثل سبب وأسباب ثم يجمع على أساطير وجمع السطر أسطر وسطور مثل أفلس وفلوس والكتاب هنا يراد به اللوح المحفوظ
الإسراء : ) 59 ( وما منعنا أن . . . . .) الاسراء 59 (
(10/280)



" صفحة رقم 281 "
قوله تعالى : ) وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ( في الكلام حذف والتقدير : وما منعنا أن نرسل بالآيات التي اقترحوها إلا أن يكذبوا بها فيهلكوا كما فعل بمن كان قبلهم قال معناه قتادة وبن جريج وغيرهما فأخر الله تعالى العذاب عن كفار قريش لعلمه أن فيهم من يؤمن وفيهم من يولد مؤمنا وقد تقدم في الأنعام وغيرها أنهم طلبوا أن يحول الله لهم الصفا ذهبا وتتنحى الجبال عنهم فنزل جبريل وقال : ) إن شئت كان ما سأل قومك ولكنهم إن لم يؤمنوا لم يمهلوا وإن شئت استأنيت بهم ) فقال : ) لا بل استأن بهم ) وأن الأولى في محل نصب بوقوع المنع عليهم وأن الثانية في محل رفع والباء في بالآيات زائدة ومجاز الكلام : وما منعنا إرسال الآيات إلا تكذيب الأولين والله تعالى لا يكون ممنوعا عن شيء فالمعنى المبالغة في أنه لا يفعل فكأنه قد منع عنهثم بين ما فعل بمن سأل الآيات فلم يؤمن بها فقال : ) وآتينا ثمود الناقة مبصرة ( أي آية دالة مضيئة نيرة على صدق صالح وعلى قدرة الله تعالى وقد تقدم ذلك ( أي ظلموا بتكذيبها وقيل : جحدوا بها وكفروا أنها من عند الله فاستأصلهم الله بالعذاب ) وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ( فيه خمسة أقوال : الأول العبر والمعجزات التي جعلها الله على أيدي الرسل من دلائل الإنذار تخويفا للمكذبين الثاني أنها آيات الانتقام تخويفا من المعاصي الثالث أنها تقلب الأحوال من صغر إلى شباب ثم إلى تكهل ثم إلى مشيب لتعتبر بتقلب أحوالك فتخاف عاقبة أمرك وهذا قول أحمد بن حنبل رضي الله عنه الرابع القرآن الخامس الموت الذريع قاله الحسن
الإسراء : ) 60 ( وإذ قلنا لك . . . . .) الاسراء 60 (
(10/281)



" صفحة رقم 282 "
قوله تعالى : ) وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس ( قال بن عباس : الناس هنا أهل مكة وإحاطته بهم إهلاكه إياهم أي أن الله سيهلكهم وذكره بلفظ الماضي لتحقق كونه وعنى بهذا الإهلاك الموعود ما جرى يوم بدر ويوم الفتح وقيل : معنى أحاط بالناس أي أحاطت قدرته بهم فهم في قبضته لا يقدرون على الخروج من مشيئته قاله مجاهد وبن أبي نجيح وقال الكلبي : المعنى أحاط علمه بالناس وقيل : المراد عصمته من الناس أن يقتلوه حتى يبلغ رسالة ربه أي وما أرسلناك عليهم حفيظا بل عليك التبليغ فبلغ بجدك فإنا نعصمك منهم ونحفظك فلا تهبهم وامض لما آمرك به من تبليغ الرسالة فقدرتنا محيطة بالكل قال معناه الحسن وعروة وقتادة وغيرهم قوله تعالى : ) وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ( لما بين أن إنزال آيات القرآن تتضمن التخويف ضم إليه ذكر آية الإسراء وهي المذكورة في صدر السورة وفي البخاري والترمذي عن بن عباس في قوله تعالى : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس قال : هي رؤيا عين أريها النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ليلة أسري به إلى بيت المقدس قال : والشجرة الملعونة في القرآن هي شجرة الزقوم قال أبو عيسى الترمذي : هذا حديث صحيح وبقول بن عباس قالت عائشة ومعاوية والحسن ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير والضحاك وبن أبي نجيح وبن زيد وكانت الفتنة ارتداد قوم كانوا أسلموا حين أخبرهم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه أسري به وقيل : كانت رؤيا نوم وهذه الآية تقضي بفساده وذلك أن رؤيا المنام لا فتنة فيها وما كان أحد لينكرها وعن بن عباس قال : الرؤيا التي في هذه الآية هي رؤيا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه يدخل مكة في سنة الحديبية فرد فافتتن المسلمون لذلك فنزلت الآية فلما كان العام المقبل دخلها وأنزل الله تعالى لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق الفتح وفي هذا التأويل ضعف لأن السورة مكية وتلك الرؤيا كانت بالمدينة وقال في رواية ثالثة : إنه عليه السلام رأى في المنام بني مروان ينزون
(10/282)



" صفحة رقم 283 "
على منبره نزو القردة فساءه ذلك فقيل : إنما هي الدنيا أعطوها فسري عنه وما كان له بمكة منبر ولكنه يجوز أن يرى بمكة رؤيا المنبر بالمدينة وهذا التأويل الثالث قاله أيضا سهل بن سعد رضي الله عنه قال سهل : إنما هذه الرؤيا هي أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان يرى بني أمية ينزون على منبره نزو القردة فاغتم لذلك وما استجمع ضاحكا من يومئذ حتى مات ( صلى الله عليه وسلم ) فنزلت الآية مخبرة أن ذلك من تملكهم وصعودهم يجعلها الله فتنة للناس وامتحانا وقرأ الحسن بن علي في خطبته في شأن بيعته لمعاوية : وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين قال بن عطية : وفي هذا التأويل نظر ولا يدخل في هذه الرؤيا عثمان ولا عمر بن عبد العزيز ولا معاوية قوله تعالى : ) والشجرة الملعونة في القرآن ( فيه تقديم وتأخير أي ما جعلنا الرؤيا التي أريناك والشجرة الملعونة في القرآن إلا فتنة للناس وفتنتها أنهم لما خوفوا بها قال أبو جهل استهزاء : هذا محمد يتوعدكم بنار تحرق الحجارة ثم يزعم أنها تنبت الشجر والنار تأكل الشجر وما نعرف الزقوم إلا التمر والزبد ثم أمر أبو جهل جارية فأحضرت تمرا وزبدا وقال لأصحابه : تزقموا وقد قيل : إن القائل ما نعلم الزقوم إلا التمر والزبد بن الزبعري حيث قال : كثر الله من الزقوم في داركم فإنه التمر بالزبد بلغة اليمن وجائز أن يقول كلاهما ذلك فافتتن أيضا لهذه المقالة بعض الضعفاء فأخبر الله تعالى نبيه عليه السلام أنه إنما جعل الإسراء وذكر شجرة الزقوم فتنة واختبارا ليكفر من سبق عليه الكفر ويصدق من سبق له الإيمان كما روي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قيل له صبيحة الإسراء : إن صاحبك يزعم أنه جاء البارحة من بيت المقدس فقال : إن كان قال ذلك فلقد صدق فقيل له : أتصدقه قبل أن تسمع منه فقال : أين عقولكم أنا أصدقه بخبر السماء فكيف لا أصدقه بخبر بيت المقدس والسماء أبعد منها بكثير
(10/283)



" صفحة رقم 284 "
قلت : ذكر هذا الخبر بن إسحاق ونصه : قال كان من الحديث فيما بلغني عن مسراه ( صلى الله عليه وسلم ) عن عبد الله بن مسعود وأبي سعيد الخدري وعائشة ومعاوية بن أبي سفيان والحسن بن أبي الحسن وبن شهاب الزهري وقتادة وغيرهم من أهل العلم وأم هانئ بنت أبي طالب ما اجتمع في هذا الحديث كل يحدث عنه بعض ما ذكر من أمره حين أسري به ( صلى الله عليه وسلم ) وكان في مسراه وما ذكر عنه بلاء وتمحيص وأمر من أمر الله عز وجل في قدرته وسلطانه فيه عبرة لأولي الألباب وهدى ورحمة وثبات لمن آمن وصدق وكان من أمر الله تعالى على يقين فأسرى به ( صلى الله عليه وسلم ) كيف شاء وكما شاء ليريه من آياته ما أراد حتى عاين ما عاين من أمره وسلطانه العظيم وقدرته التي يصنع بها ما يريد وكان عبد الله بن مسعود فيما بلغني عنه يقول : أتي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالبراق وهي الدابة التي كانت تحمل عليها الأنبياء قبله تضع حافرها في منتهى طرفها فحمل عليها ثم خرج به صاحبه يرى الآيات فيما بين السماء والأرض حتى انتهى إلى بيت المقدس فوجد فيه إبراهيم وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء قد جمعوا له فصلى بهم ثم أتي بثلاثة آنية : إناء فيه لبن وإناء فيه خمر وإناء فيه ماء قال : فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ) فسمعت قائلا يقول حين عرضت علي إن أخذ الماء فغرق وغرقت أمته وإن أخذ الخمر فغوي وغوت أمته وإن أخذ اللبن فهدي وهديت أمته قال فأخذت إناء اللبن فشربت فقال لي جبريل هديت وهديت أمتك يا محمد ) قال بن إسحاق : وحدثت عن الحسن أنه قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ) بينما أنا نائم في الحجر جاءني جبريل عليه السلام فهمزني بقدمه فجلست فلم أر شيئا ثم عدت لمضجعي فجاءني الثانية فهمزني بقدمه فجلست فلم أر شيئا فعدت لمضجعي فجاءني الثالثة فهمزني بقدمه فجلست فأخذ بعضدي فقمت معه فخرج إلى باب المسجد فإذا دابة أبيض بين البغل والحمار في فخذيه جناحان يحفز بهما رجليه يضع حافره في منتهى طرفه فحملني عليه ثم خرج معي لا يفوتني ولا أفوته
(10/284)



" صفحة رقم 285 "
قال بن إسحاق : وحدثت عن قتادة أنه قال : حدثت أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ) لما دنوت منه لأركبه شمس فوضع جبريل يده على معرفته ثم قال ألا تستحي يا براق مما تصنع فوالله ما ركبك عبد لله قبل محمد أكرم عليه منه قال فآستحيا حتى ارفض عرقا ثم قر حتى ركبته ) قال الحسن في حديثه : فمضى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ومضى معه جبريل حتى انتهى إلى بيت المقدس فوجد فيه إبراهيم وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء فأمهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فصلى بهم ثم أتي بإناءين : في أحدهما خمر وفي الآخر لبن قال : فأخذ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إناء اللبن فشرب منه وترك إناء الخمر قال : فقال له جبريل : هديت الفطرة وهديت أمتك وحرمت عليكم الخمر ثم انصرف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى مكة فلما أصبح غدا على قريش فأخبرهم الخبر فقال أكثر الناس : هذا والله الأمر البين والله إن العير لتطرد شهرا من مكة إلى الشام مدبرة شهرا ومقبلة شهرا فيذهب ذلك محمد في ليلة واحدة ويرجع إلى مكة قال : فارتد كثير ممن كان أسلم وذهب الناس إلى أبي بكر فقالوا : هل لك يا أبا بكر في صاحبك يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة قال فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : إنكم تكذبون عليه فقالوا : بلى ها هو ذا في المسجد يحدث به الناس فقال أبو بكر : والله لئن كان قاله لقد صدق فما يعجبكم من ذلك فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه فهذا أبعد مما تعجبون منه ثم أقبل حتى انتهى إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : يا نبي الله أحدثت هؤلاء أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة قال ) نعم ) قال : يا نبي الله فصفه لي فإني قد جئته فقال الحسن : فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ) رفع لي حتى نظرت إليه ) فجعل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر رضي الله عنه : صدقت أشهد أنك رسول الله كلما
(10/285)



" صفحة رقم 286 "
وصف له منه شيئا قال : صدقت أشهد أنك رسول الله قال : حتى إذا انتهى قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لأبي بكر رضي الله عنه : ) وأنت يا أبا بكر الصديق ) فيومئذ سماه الصديق قال الحسن : وأنزل الله تعالى فيمن ارتد عن الإسلام لذلك : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا فهذا حديث الحسن عن مسرى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وما دخل فيه من حديث قتادة وذكر باقي الإسراء عمن تقدم في السيرة وقال بن عباس : هذه الشجرة بنو أمية وأن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) نفى الحكم وهذا قول ضعيف محدث والسورة مكية فيبعد هذا التأويل إلا أن تكون هذه الآية مدنية ولم يثبت ذلك وقد قالت عائشة لمروان : لعن الله أباك وأنت في صلبه فأنت بعض من لعنة الله ثم قال : والشجرة الملعونة في القرآن ولم يجر في القرآن لعن هذه الشجرة ولكن الله لعن الكفار وهم آكلوها والمعنى : والشجرة الملعونة في القرآن آكلوها ويمكن أن يكون هذا على قول العرب لكل طعام مكروه ضار : ملعون وقال بن عباس : الشجرة الملعونة هي هذه الشجرة التي تلتوي على الشجر فتقتله يعني الكشوث ) ونخوفهم ( أي بالزقوم ) فما يزيدهم ( التخويف إلا الكفر
الإسراء : ) 61 ( وإذ قلنا للملائكة . . . . .) الاسراء 61 : 62 (
قوله تعالى : ) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ( تقدم ذكر كون الشيطان عدو الإنسان فانجر الكلام إلى ذكر آدم والمعنى : اذكر بتمادي هؤلاء المشركين وعتوهم على ربهم قصة إبليس حين عصى ربه وأبى السجود وقال ما قال وهو ما أخبر الله تعالى في قوله تعالى
(10/286)



" صفحة رقم 287 "
) فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا ( أي من طين وهذا استفهام إنكار وقد تقدم القول في خلق آدم في البقرة والأنعام مستوفى ) قال أرأيتك ( أي قال إبليس والكاف توكيد للمخاطبة ) هذا الذي كرمت علي ( أي فضلته علي ورأى جوهر النار خيرا من جوهر الطين ولم يعلم أن الجواهر متماثلة وقد تقدم هذا في الأعراف وهذا نصب بأرأيت الذي نعته والإكرام : اسم جامع لكل ما يحمد وفي الكلام حذف تقديره : أخبرني عن هذا الذي فضلته علي لم فضلته وقد خلقتني من نار وخلقته من طين فحذف لعلم السامع وقيل : لا حاجة إلى تقدير الحذف أي أترى هذا الذي كرمته علي لأفعلن به كذا وكذا ومعنى ) لأحتنكن ( في قول بن عباس : لأستولين عليهم وقاله الفراء مجاهد : لأحتوينهم بن زيد : لأضلنهم والمعنى متقارب أي لأستأصلن ذريته بالإغواء والإضلال ولأجتاحنهم وروي عن العرب : إحتنك الجراد الزرع إذا ذهب به كله وقيل : معناه لأسوقنهم حيث شئت وأقودنهم حيث أردت من قولهم : حنكت الفرس أحنكه وأحنكه حنكا إذا جعلت في فيه الرسن وكذلك احتنكه والقول الأول قريب من هذا لأنه إنما يأتي على الزرع بالحنك وقال الشاعر : أشكو إليك سنة قد أجحفت جهدا إلى جهد بنا وأضعفت واحتنكت أموالنا واجتلفت ) إلا قليلا ( يعني المعصومين وهم الذين ذكرهم الله في قوله : إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وإنما قال إبليس ذلك ظنا كما قال الله تعالى : ولقد صدق عليهم إبليس ظنه سبأ أو علم من طبع البشر تركب الشهوة فيهم أو بنى على قول الملائكة : أتجعل فيها من يفسد فيها وقال الحسن : ظن ذلك لأنه وسوس إلى آدم عليه السلام فلم يجد له عزما
(10/287)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب الجامع لأحكام القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب الجامع لأحكام القرآن
» كتاب الجامع لأحكام القرآن
» كتاب الجامع لأحكام القرآن
» كتاب الجامع لأحكام القرآن
» كتاب الجامع لأحكام القرآن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابناء الدويم :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: