قال رسول الله عليه الصلاة والسلام سيدنا محمد : ( ما ملأ آدمي وعاء” شرآ من بطن , بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه , فان كان لا بد فاعلا, فثلث لطعامه, وثلث لشرابه , وثلث لنفسه ) صدق رسول الله
أخرجه أحمد والترمذي وابن ماحه وإسناده صحيح
البيان اللغوي والعلمي :
شبه عليه الصلاة والسلام معدة الإنسان بالوعاء وكان هذا التشبيه دقيقا من الناحية الفكرية التحليلية كون المعدة هي المكان الذي يتوجب على الطعام وكل ما هو مأخوذ عن طريق الفم المكث والتجمع فيه قبل امتصاصه من قبل جدار المعدة إلى الدم ومن ثم توزيعه في أنحاء الجسم .
فضلا على أن أي وعاء يمكن أن تستقر فيه الأشياء التي توضع فيه وتحجز إلى حين التصرف فيها .
ثم تطورت الحياة والتكنولوجيا وآلية التصوير الشعاعي وغيرها من وسائل التنظير والتصوير لتقدم لنا تفاصيل دقيقة على شكل أجزاء جسم الإنسان بما فيها الجهاز الهضمي ومنها االمعدة والتى تشبه شكل الوعاء تماما .
لقد قبلنا بحديثك هذا يا حبيبي يا رسول الله وقبل فيه أصحابك والسابقون من قبلنا وصد قناه وصد قوه وعملنا به مااستطعنا وعملوا به بطريقة أفضل منا واليوم تأتى التكنولوجيا والحضارة الآلية لتؤكد وتصدق على صحة حديثك وهنا لا يسعنا إلا القول ( لا اله إلا الله محمد رسول الله )
وبالعودة إلى النص نجد أنه عليه الصلاة والسلام نبهنا وحذرنا من خطر ملء المعدة بالطعام ووصفه بالشر وذلك لما يجر لجسم الإنسان من متاعب تبدأ بالتخمة ومشاكل بالقولون والمستقيم مرورا بأمراض المعدة كالحموضة والفتق الحجابي والقلس المرئي معرجا إلى مشاكل الكوليسترول والشحوم الثلاثية في الدم انتهائا بأمراض القلب فضلا عن عملية ميكانيكية تحدث نتيجة امتلاء المعدة بالطعام وهي الضغط الذي يحدث على الرئتين مما يؤدي إلى ضيق النفس .
ثم يبين لنا عليه الصلاة والسلام وبطريقة رقيقة عذبة على ما يمكن أن ينفعنا وذلك بالحد الأدنى والحد الأعلى إذ يوضح عليه الصلاة والسلام أن لقيمات قليلة من الطعام تكون كافية لمد الجسم بالطاقة اللازمة للقيام بوظائفه اليومية المختلفة وذلك على مستوى داخل الجسم من هضم واستقلاب ومن ثم التفك
ير والتخطيط أو على المستوى المنظور كالتحرك والقيام بالمجهودات العضلية .
وبتحليل شيفرة الطاقة اللازمة للجسم نجدها عبارة عن السعرات الحرارية الموجودة في الأغذية التي نتناولها يوميا والمتوفرة في الطبيعة التي سخرها رب العالمين للإنسان .
إذ يحتاج الإنسان البالغ كحد أقصى يوميا إلى 2200 سعرة حرارية حيث يستطيع أن يحصل على هذه الطاقة أو هذه السعرات من كميات معتدلة أو قليلة من الأغذية التي نتناولها يوميا .
ولكن أثبتت التجربة العملية اليوم أن 600 سعرة حرارية كافية ليكون جسم الإنسان صحيحآ وقادرآ على القيام بوظائفه المختلفة العادية
وبالعودة إلى حديثه عليه الصلاة والسلام وبالمقارنة نجد أننا نستطيع الحصول على 600 سعرة حرارية من لقيمات من الطعام أو الغذاء وتكون كافية إن شاء الله لتوازن الجسم وذلك من خلال الجدول التوضيحي التالي
نوع الغذاء الكمية عدد السعرات الحرارية
حليب البقر كوب واحد 157
بيضة مسلوقة بيضة واحدة 79
زيت زيتون ملعقة واحدة
120
موز قرن واحد متوسط 105
تمر واحدة 26
لحم كباب 85مغ 226
خبز اسمر رغيف 50 مع 130
زيتون اخضر 10 حبات 66
وبدراسة بسيطة لهذا الجدول وبالتجربة لمن شاءالتأكد نجد أن 10 حبات من الزيتون أي 66 حريرة وهي عبارة عن لقيمات تمد الجسم بطاقة كافية لعدة ساعات من اليوم وكذلك الأمر بالنسبة ل 7 تمرات = 182 حريرة أليست السبع تمرات لقيمات أم وجبة د سمة؟ بلى هي لقيمات تقوم بدور الوجبة الكافية لتفعيل البد ن فصدق رسول الله .
وبالعودة مرة أخرى للحديث الشريف نجد رخصة النبي عليه الصلاة والسلام ورحمته بالإنسان وذلك من معرفته بالنفس البشرية وخفاياها وشهواتها وذلك مماعلمه الوحي الإلهي،
ليبيح للإنسان مجالآ وكمية أكبر من الطعام والشراب مما اشتهت أنفسهم، ولكن ضمن أصول وضوابط بحيث لا نملأ المعدة كاملة بالطعام بل نحتفظ بقسم للشراب وهامش لسهولة التنفس واعتمد هذا التقسيم على مقدار الثلث لكل من الطعام والشراب والنفس وذلك لأن كميات أكبر من الطعام في المعدة إنما تحتاج إلى كميات من الماء ليساعد في عملة الهضم التام وتجنب أضرار التخمة والغازات بلاضافة إلى أن عملية التنفس السليم تؤدي إلى كمية أفضل من الأوكسجين في الخلايا وبالتالي هضم واستقلاب افضل.
وان هذا التقسيم المعتمد على مقدار الثلث من الطعام المقدم للمعدة يقود الإنسان الى تقسيم غذائه اليومي إلى 3 وجبات معتدلة وهذا هو النظام الغذائي العصري المعتمد لدى الكثير من العائلات في العالم والتي تتمتع بجسم صحي ولياقة جيدة وهو الإفطار والغداء والعشاء وهو نظام موصى به من قبل نبينا وسيدنا محمد منذ اكثر من ألف واربعمائة سنة
فالحمد لله على هذا الدين الحضاري الذي أنعم الله به على البشرية والصلاة والسلام على سيد البشر محمد وعلى اله وصحبه وسلم.