التغذية السليمة مرتبطة بنجاح طفل الأنابيب والعلم يأتي لنا كل يوم بجديد
كلمات ذات صلة: التغذية السليمة مرتبطة بنجاح طفل الأنابيب والعلم يأتي لنا كل يوم بجديد
يبحث الزوجين متلهفين عن سبل عديدة للوصول إلى ما يشعرهم بفرحة الأمومة والأبوّة ، ومن الطرق التي يتم اللجوء إليها طفل الأنابيب ، حيث تتراوح نسبة نجاح هذه الطريقة 35% -45 % – إلى 55 % ، وتفشل في بعض الأحيان نتيجة أسباب معينة، وهناك عوامل متعددة تساعد على نجاح طفل الانابيب، وللحديث حول هذا الموضوع التقت الطبية د.سوسن الحملي اختصاصية أمراض النسائية والتوليد والعقم والمساعدة على الإنجاب ، فكان لنا معها الحوار التالي :
بداية هل أن توضحي لنا ما هو طفل الأنابيب، ومتى تلجأ المرأة لهذه الطريقة؟
بداية أود توضيح أن هذه التسمية خاطئة ( وهذا طبعا رأيي الخاص) ، فالأولى أن تسمى الإخصاب الأنبوبي حيث يتم إخصاب البويضة بالحيوان المنوي خارج جسم المرأة في حاضنات خاصة ذات وسط ملائم لنموها حيث تتكاثر لمرحلة معينة (2-5 أيام ) عندها يعاد الجنين إلى الرحم ، أما متى نلجأ لهذه الطريقة من العلاج ، فهذا يعتمد على سبب العقم فهناك أسباب عند الزوجة : مثل انسداد قناتا فالوب حيث لا تستطيع الحيوانات المنوية الوصول للالتقاء بالبويضة لإخصابها، بعض حالات تكلس المبيضين المعند على العلاج بالطرق البسيطة وحالات مرض البطانة الرحمية الهاجرة ، وأيضا نلجأ إلى أطفال الأنابيب بصورة أسرع وعدم الإنتظار وذلك عند السيدات ما بين عمر 35-40 عاماً وذلك لضيق الوقت وعدم إضاعته في المحاولات الأخرى، أما عند الرجال نلجأ لأطفال الأنابيب لعلاج العقم الناجم عن نقص أو قلة حركة الحيوانات المنوية حيث توضع الحيوانات المنوية مع البويضة مباشرة فلا تحتاج الحيوانات المنوية للسفر عبر القناة النسائية والرحم وخلال قناة فالوب إلى الثلث الأخير حيث يتم اللقاء هناك مع البويضة فنختصر بذلك الوقت والجهد على الحيوان المنوي الضعيف ، أيضا نلجأ لأطفال الأنابيب لعلاج العقم عند الرجال الذين تتولد لديهم أجسام مضادة للحيوان المنوي Antisperm Antibody وفي حالات العقم غير معروفة السبب .
ما هي نسبة نجاح طفل الأنابيب وعلى ماذا يعتمد ذلك؟
تتراوح ما بين 35% -45 % – إلى 55 % ويعتمد ذلك على أكثر من عامل مثل سبب العقم عند أي من الزوجين والبروتوكول المستخدم من قبل الطبيب لتنشيط الإباضة و استجابة المبيضين للتنشيط (من حيث عدد البويضات وطبيعة هذه البويضات ) ، و نسبة النجاح في بعض الأحيان تعتمد على عدد البويضات الملقحة المنقولة إلى الرحم، حيث تقل كلما قلّ العدد ولكن هنا نواجه مشكلة الحمل التوائم وتعدد الأجنة التي قد يؤدي إلى بعض المضاعفات في فترة الحمل للأم والأجنة كازدياد نسبة الإجهاض، أو الولادة المبكرة، ولذا لا ننصح بإعادة أكثر من ثلاث أجنة أو اثنين في معظم المراكز إلا في بعض الحالات الخاصة (هناك توجه جديد لنقل جنين واحد)، ومن العوامل التي تؤثر على نسبة النجاح أيضا سماكة بطانة الرحم حيث يؤثر على التصاق الجنين بالرحم وقد يستخدم أحيانا مادة لتساعد على ذلك ، هذا بالإضافة لأمور تتعلق بالمختبر ولما يستخدمه من مواد في التحضير و البروتوكول المستخدم في الحاضنة التي يوضع فيها البويضات الملقحة أيضا يؤثر أيضا نسبة نجاح عملية طفل الأنابيب.
لماذا تفشل عملية أطفال الأنابيب أحياناً؟
تتأثر الأجنة بنوعية البويضات ونوعية الحيوانات المنوية، فكلما زاد عمر المرأة تكون نسبة النجاح عملية طفل الأنابيب أقل ويمكن أن يكون ذلك بسبب أن البويضات الأكبر عمراً تكون أقل قابلية للتلقيح.هذا بالإضافة إلى أن وجود تشوه في أشكال الحيوانات المنوية يؤثر أيضا على نجاح العملية حيث يؤدي ذلك الى تشوه الأجنة بسبب تشوه الكروموسومات وهنا فإن الأجنة لا تلتصق بجدار الرحم أوقد ينتهي الحمل عندها بالإجهاض في عمر 8 أسابيع تقريبا وفي بعض الأحيان قد يكون السبب مشكلة في البطانة الداخلية للرحم حيث أنها من المفروض أن تستجيب لهرمونات الجسم وتتهيأ تبعاً لذلك لاستقبال الحمل، ولكن في بعض الأحيان تكون رقيقة بحيث يصعب التصاق الجنين بها، لكن في كل الأحوال فإن العلم يتقدم في هذا المجال وبإذن الله يوجد حلول لذلك.
كم مرة يمكن إعادة عملية طفل الأنابيب إذا فشلت المحاولة الأولى؟
لا يوجد تحديد لعدد المرات ولكن يعتمد ذلك على أكثر من ظرف بخلاف الظروف الاقتصادية الخاصة بالمرضى، وذلك مثل الوضع النفسي للزوجين أو في حال تعرض المريضة لبعض الاختلاط بسبب تنشيط المبيضين مثل زيادة الاستجابة المفرطة للمنشطات وفي بعض الأحيان تشكل كيسات على المبيضين ، وفي بعض الأحيان نلجأ إلى تجميد بعض الأجنة بحيث تنقل في الدورة التالية دون الحاجة لإعادة تنشيط المبيضين وبذلك لنجنب المريضة التعرض لهرمونات التحريض مرة أخرى هذا بالإضافة إلى تقليل العبء المادي على المريضة
ما العوامل التي تساعد على نجاح هذه العملية؟
انتقاء الحالة المناسبة للبروتوكول المناسب وذلك بعد إجراء الفحص السريري و الفحص بواسطة جهاز الأمواج فوق الصوتية في أول يوم في الدورة الشهرية للتأكد من وضع المبيضين والرحم وإجراء الفحوصات المخبرية الهرمونية منها خاصة و الشاملة للدم وبالتالي علاج أي خلل هرموني موجود ، هذا بالإضافة إلى تهيئة الجو المناسب لنجاح العملية مثل تخفيف الوزن ( حيث أن وزن المريضة الذي يلعب دورا مساعدا في حدوث الحمل وتنصح ببرنامج غذائي خاص ) هذا بالإضافة إلى التأكد من عدم وجود معوقات داخل جسم المرأة مثل الالتصاقات في الرحم أو الألياف الرحمية والتشوهات الخلقية في الرحم والتي قد تتعارض مع نمو الجنين حين حدوث الحمل وذلك بإجراء عملية التنظير الرحمي أو الباطني حيث يكون هذا الإجراء تشخيصي وعلاجي وهذه إجراءات ضرورية كي لا تتعارض هذه الأمور مع أية خطوة من خطوات البرنامج ،هذا بالإضافة إلى أنه يجب أن يهيئ جسم الرجل بعد إجراء الفحص ألمخبري للسائل المنوي بإعطاء الأدوية اللازمة إذا لزم الأمر .
وبعد اختيار البروتوكول المناسب، لا بد من أخذ الحقن اللازمة لحث المبيض مع التقيد باليوم والكمية التي يحددها الطبيب.ولا بد من مراجعة الطبيب بالوقت الذي يحدده لأن الوقت مهم حتى يتمكن من رصد الإباضة لتحديد يوم جمع الحويصلات من كلا المبيضين ، هذا بالإضافة إلى أن الفحص بالالتراساوند الروتيني خلال فترة المعالجة يحمي المريضة من مشاكل فرط الاستجابة للمبايض وما يصاحبها من مشاكل صحية ، يفضل امتناع الزوج عن الجماع قبل سحب البويضات بحوالي ثلاثة أيام، أما في يوم السحب فهناك دراسات جديدة تدعم إجراء يساعد في نجاح أطفال الأنابيب وهو ما يسمى( Mock Transfer)وهو إجراء تجريبي لعملية إرجاع الأجنة بذلك نستطيع تحديد قياسات الرحم والزاوية والأداة المناسبة للإرجاع وأخيرا وليس آخرا يعتبر الدعم النفسي ضروري حيث أنه يلعب دورا رئيسيا في نجاح العملية وذلك لما يؤثر الاضطراب النفسي على إحداث تغيرات في بيولوجية الجسم أما بعد عملية السحب لا بد من إعطاء العلاجات المدعمة للحمل والتي تساعد على ثبات الأجنة بعد إرجاعها وتمنع التقلصات الرحمية.
بماذا تنصحين المرأة الحامل بواسطة طفل الأنابيب؟
يفضل قبل البدء بالمحاولة استعمال بعض فيتامينات مثل الزنك والفوليك والأسبرين وممارسة رياضة المشي فإنها تنشط الدورة الدموية وتساعد على تخفيف الوزن)حيث يفضل أن لا تكون كتلة الجسم أكثر من 27) ويفضل الابتعاد عن الوجبات السريعة والمعلبات لما تحتويه من مواد حافظة ضارة ويفضل الابتعاد عن تناول الكبدة ،اللبن، المخيض ،المرتديلا ،النقانق، السجق ،البيض غير المطهي جيدا، المايونيز ، أما الشيبس فإنه ضار وذلك لاحتوائه على أصباغ صناعية مضرة ولا بد من التوقف بعض العلاجات المستخدمة لتخفيف الوزن والكريمات الخاصة بذلك لما لها من تأثير ضار، هذا ويفضل الإكثار من السوائل والأفضل الماء (على الأقل من 8-7 كاسات في اليوم) والتقليل من الأغذية التي تحوي الكافيين مثل قهوة شاي بيبسي والتقليل من بعض الأغذية مثل القرفة الشوكولاته والبقدونس والحلبة وأيضا يفضل الابتعاد عن استنشاق الأبخرة الناتجة عن بعض مواد التنظيف هذا وإنه لا ينصح بالجماع في الأسبوعين التاليين للإرجاع وتجنب الإجهاد الجسد مع إمكانية ممارسة فعاليات الحياة العادية البسيطة لا ينصح بأخذ الحمامات الساخنة جدا أو استخدام الجاكوزي الممتلئ بمياه ساخنة لأنها ترفع درجة حرارة الجسم وقد تسبب الإجهاض، استعيني بالماء الدافئ العادي للاستحمام وهنا أيضا لا بد من الإشارة الى أن بعض السيدات يأخذن بعض الوصفات أو خلطات الأعشاب من بعضهن ظنا منهن أن ذلك يثنت الحمل ولكن ذلك قد يؤذيه دون أن تدري، فقط يجب استخدام ما ينصح به الأطباء من مسكنات معينة التي لا تتعارض مع المثبات، قد أكون قد إستفضت بالحديث هنا ولكن هذه الأمور هي التي تفيد من حيث التطبيق أكثر من باقي الأمور الطبية البحتة
هل هناك مشكلات صحية يعاني منها الجنين القادم عن طريق الأنابيب؟
لا يوجد شيء مثبت علميا على مستوى العالم حاليا .
ما الجديد في عالم الطب للحمل بهذه الطريقة؟
إن علم أطفال الأنابيب مرّ بتطورات كثيرة وما زال العلم يأتي لنا كل يوم بجديد وسوف أعطيكم نبذة سرعة عما قدمه العلم بخلاف ما هو خاص بأطفال الأنابيب التقليدي وذلك مثل ثقب في القشرة الخارجية للبويضة ثم إدخال بعض الحيوانات المنوية تحت الطبقة الخارجية للبويضة وهو ما يسمى التلقيح تحت القشرة Subzonal Insemination (SUZI) ومن ثم يمر الحيوان المنوي إلى السيتوبلازم للبويضة ليتم الإخصاب، وهناك الحقن المجهرى للبويضة حيث يتم إدخال حيوان منوي واحد مباشرة في سيتوبلازم الخلية وهي ما يسميIntracytoplasmic Sperm Injection (ICSI) وغالبا ما تفيد في الحالات التي يكون سبب العقم فيها نقص شديد في الحيوانات المنوية أو عندما يكون نوع الحيوان المنوي غير جيد ( وبالتالي يكون سبب في فشل عملية أطفال الأنابيب التقليد ية) ويستفيد أيضا من هذا الإجراء الأزواج اللذين يشكون من انعدام وجود الحيوانات المنوية في المني لسبب انسدادي خلقي ( عدم تكون أو تخلق الحبل المنوي).أو الأمراض التناسلية الأخرى التي تؤدي إلى انسداد القنوات الناقلة للحيوان المنوي ولكن الحيوانات المنوية موجودة ولو بدرجة قليلة ً في البربخ أو الخصيتين حيث يتم سحبها من البربخ (MESA) أو الخصيتين (PESA, TESE) وهذه الحالات يكون فيها الحيوان المنوي ناضج . ولكن هناك حالات مرضية نضطر فيها لإستخدام Spermatids (أي الحيوان المنوي الذي لم يتم نضوجه بعد من الخصية) للحقن المجهرى في سيتوبلازم البويضة مباشرة بطريقة ICSI. هذا ويمكن الاستعانة بأشعة الليزر Laser Manipulation لعمل ثقب في جدار البويضة ومن ثم حقن الحيوان المنوي فيها ومما قدمه العلم الجديد أيضا عمليات ثقب جدار الأجنةAssisted Hatching لعلاج عدم علق الأجنة بعد إرجاعها مما كان يضطرنا لإعادة تكرار المحاولات دون نجاح رغم إرجاع أجنة ذات فئات ونوعيات جيدة وذلك بسبب عدم انغراس الأجنة في بطانة الرحم ، هذا مع العلم أنه يجب أن لا يفوتنا أنه من أهم الأسباب التي تعيق علق الأجنة هو وجود بعض التشوهات في كروموسومات الجنين نفسه وهذا أيضا توصل العلم بإذن الله لحل مشكلته حيث يتم في اليوم الثالث من حدوث الإخصاب سحب لخلية من الأجنه ليتم دراستها بفحص الكروموسومات وعلى أساس ذلك يرجع الجنين السليم فقط ،وهذا يرفع من فرص حدوث الحمل / مجلة وقاية