فوزي عبد القادر موسى عبد دويمابي برتبة لواء
عدد الرسائل : 2478
| موضوع: العرب - الجزء 3 الأخير الإثنين 24 مايو - 16:12 | |
| العرب - الأصول والفروع (الجزء الثالث والأخير)
علم الأنسابتعريفه:هو علم يتعرف منه أنساب الناس وقواعده الكلية والجزئية والغرض منه : الاحتراز عن الخطأ في نسب شخص وهو علم عظيم النفع جليل القدر أشار الكتاب العظيم في: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) إلى تفهمه وحث الرسول الكريم في : (تعلموا أنسابكم تصلوا أرحامكم) على تعلمه والعرب قد اعتنى في ضبط نسبه إلى أن أكثر أهل الإسلام واختلط أنسابهم بالأعاجم فتعذر ضبطه بالآباء فانتسب كل مجهول النسب إلى بلده أو حرفته أو نحو ذلك حتى غلب هذا النوع قال صاحب: (كشف الظنون) : وهذا العلم من زياداتي على : (مفتاح السعادة) والعجب من ذلك الفاضل كيف غفل عنه مع أنه علم مشهور طويل الذيل وقد صنفوا فيه كتبا كثيرة. والذي فتح هذا الباب وضبط علم الأنساب هو: الإمام النسابة هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفى سنة أربع ومائتين فإنه صنف فيه خمسة كتب : (المنزلة) و : (الجمهرة) و : (الوجيز) و : (الفريد) و : (الملوك) ثم اقتفى أثره جماعة أوردنا آثارهم هنا منها: (أنساب الأشراف) لأبي الحسن أحمد بن يحيى البلاذري وهو كتاب كبير كثير الفائدة كتب منه عشرين مجلدا ولم يتم و : (أنساب حمير وملوكها) لشخصد الملك بن هشام صاحب : (السيرة) و : (أنساب الرشاطي) و : (أنساب الشعراء) لأبي جعفر محمد بن حبيب البغدادي النحوي . ( 2 / 115 ) و : (أنساب السمعاني التميمي) و : (أنساب قريش) لزبير بن بكار القرشي و : (أنساب المحدثين) للحافظ محب الدين محمد بن محمود بن النجار البغدادي و (أنساب القاضي المهذب) . انتهى ملخصا . ولعلنا تكلمنا عن النسب في رسالتنا: (لقطة العجلان فيما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان) فليراجعها المحقق فإنه مفيد جدا. المرجع: كتاب أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم للقنوجي.قال: صلى الله عليه وسلم ( تعلموا من أنسابكم ما تصلوا به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة للمال منسأة في الأثر) وأن صله الرحم معلقه بعرش الرحمن من وصلها وصلة الله ومن قطعها قطعة الله. قال: صلى الله عليه وسلم (اعرفوا أنسابكم تصلوا به أرحامكم فإنه لا قرب بالرحم إذا قطعت وإن كانت قريبة ولا بعد بها إذا وصلت وإن كانت بعيدة) قال عمر رضي الله عنه: تعلموا أنسابكم تعرفوا بها أصولكم، فتصلوا بها أرحامكم. وقال عمر رضي الله عنه: تعلموا العربية فإنها تزيد في المروءة، وتعلموا النسب فرب رحم مجهولة قد وصلت بعرفان نسبها. وقال خالد بن عبد الله القشيري: سألت واصل بن عطاء عن نسبه فقال: نسبي الإسلام الذي من ضيعه فقد ضيع نسبه، ومن حفظه فقد حفظ نسبه، فقال خالد: وجه شخصد و كلام حر. ومن كلام علي كرم الله وجه: أكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير، فانك بهم تصول، وبهم تطول وهم العدة عند الشدة أكرم كريمهم، وعد سقيمهم وأشركهم في أمورك، ويسر عن معسرهم. هناك عدة أمور يجب بيانها في علم الأنساب حتى لا يلتبس على طالب المعرفة فيها أمر وهي: 1- إذا تباعدت الأنساب صارت القبائل شعوباً والعمائر قبائل وهكذا 2- القبائل هي بني أب واحد وأن جميع قبائل العرب راجعة إلى أب واحد. والأب الواحد قد يكون أباً لعدة بطون ثم أبو القبيلة قد يكون له عدة أولاد فيحدث عن بعضهم قبيلة أو قبائل فينسب إليه من هو منهم ويبقى بعضهم بلا ولد أو يولد ولده فينسب إلى القبيلة الأخرى. 3- إذا اشتمل النسب على طبقتين فأكثر جاز لمن في الدرجة الأخيرة من النسب أن ينتسب إلى الجميع بل إن النسبة إلى الأعلى تغني عن النسبة إلى الأسفل كما أنه يجوز الجمع في النسب بين الطبقة العليا والطبقة السفلى أو حتى تقديم العليا على السفلى. 4- قد ينظم الرجل إلى غير قبيلته بالحلف والموالاة فينتسب إليهم. 5- إذا كان الرجل من قبيلة ثم دخل في قبيلة أخرى جاز أن ينتسب إلى قبيلته الأولى وأن ينتسب إلى القبيلة التي دخل فيها وأن ينتسب إلى القبيلتين معاً.6- القبائل في الغالب تسمى الأب الوالد للقبيلة وقد تسمى باسم أم القبيلة وقد تسمى باسم خاص ونحو ذلك وقد تسمى بغير هذا وربما وقع اللقب على القبيلة بحدوث سبب ما أو ربما وقع على الواحد منهم فسموا باسمه أو باسم أرض نزلوا بها أو ماء أو جبل كانوا بقربه. 7- أسماء القبائل في اصطلاح العرب على خمسة أضرب: أولا أن يطلق على القبيلة لفظة الأب ثانيا أن يطلق على القبيلة لفظة البنوة كبني فلان ثالثا أن يطلق على القبيلة لفظ الجمع مع الألف واللام (( الفلانيين )). رابعا أن يقال آل فلان خامسا أن يشخصر عنهم بأولاد فلان. 8- غالب أسماء العرب منقولة مما يدور في أذهانهم وخيالهم مما يخالطونه أو يجاورونه أما من الحيوان كأسد ونمر وكليب أو من النبات كنبت وحنظلة أو من الحشرات كحية وحنش أو من أجزاء الأرض كفهر وصخر ونحو ذلك. 9- الغالب على العرب تسمية أبنائهم بمكروه الأسماء ككلب وحنظلة وضرار وحرب وما أشبه ذلك ، وتسمية عبيدهم بمحبوب الأسماء كفلاح ونجاح ونحوهما وإنما يسمون أبناءهم لأعدائهم وشخصيدهم لأنفسهم. 10- إذا كان في القبيلة اسمان متوافقان أو متشابهان شخصروا عنهم بالأكبر والأصغر أو الأول والثاني. ثم هناك طبقات الأنساب وهي: الششخص القبيلة العمارة البطن الفخذ العشيرة الفصيلة اهتمام العرب بأنسابهمإن من يطلع على تاريخ العرب قبل الإسلام يدرك مدى اهتمامهم بحفظ أنسابهم وأعراقهم، وإنهم تميزوا بذلك عن غيرهم من الأمم الأخرى، ولا يعزى ذلك كله إلى جاهليتهم، كما لا يعزى عدم اهتمام غيرهم كالفرس والروم إلى تحضرهم، وسيتضح لنا ذلك من خلال ما سنعرض له من جوانب في هذا البحث، وإن كان الجهل قد أفرز عصبية بغيضة أساءت إلى علم النسب سواء في ذلك العصر أو حتى في عصور الإسلام المتأخرة. وقد عزى ابن شخصد ربه سبب اهتمام العرب بأنسابهم لكونه سبب التعارف، وسلم التواصل، به تتعاطف الأرحام الواشجة.وإذا كانت جاهلية العرب قد أساءت إلى علم النسب أحيانا بسوء استخدامه، فإنها قد أساءت إليه أيضا من ناحية عدم التدوين الذي تميز به العصر الجاهلي، ولذلك فقد تأخر تدوين الأنساب، ولم يبدأ إلا مع بداية العصر الإسلامي. وبسبب غياب التدوين اضطر العرب إلى حفظ أنسابهم والعناية بها عن طريق الحفظ والمشافهة، فاشتهر بذلك عدد من أبناء العرب، ينقلون هذا العلم، وينقل عنهم إلى أن جاء عصر التدوين فأخذ عنهم علماء النسب الأوائل.ومع هذا فينبغي أن لا نغفل بعض الانتقادات الموجهة لقدامى النسابين كابن الكلبي وابن هشام والهمداني وغيرهم، غير أنه يجب التمييز بين جهودهم في حفظ الأنساب وبين بعض الهنات والروايات الضعيفة في مروياتهم.موقف الإسلام من علم النسبوقف الإسلام من علم النسب موقفاً إيجابياً فاكتسب هذا العلم فضلاً وشرفاً تمثل بعناية محمد بن شخصد الله(صلى الله عليه وسلم) وحث صحابته على تعلمه، وشهادته لأبي بكر بالتمكن من هذا العلم.لكن الإسلام نهى عن سوء استخدام الأنساب، والمفاخرة بها لعصبية جاهلية.وكان علم النسب في البداية واحداً من فروع علم التاريخ ثم ما لبث أن صار علماً مستقلاً له أصوله وفنونه وأربابه. وانبرى للاشتغال به كثير من علماء الأمة امتداداً لاشتغالهم بعلم التاريخ الذي لا يستغني عن علم الأنساب والإحاطة به لمن أراد أن يعرف أمته وأعلامها من الصحابة والتابعين والقواد الفاتحين والعلماء والمحدثين وغيرهم. وقد تواتر عن علماء الأمة التأكيد على أهمية هذا العلم، وبسطوا القول في فضله والترغيب به في مقدمات مؤلفاتهم في الأنساب.وامتد هذا الاهتمام إلى عصرنا الحاضر فألف فيه علماء كبار منهم من هو من أعضاء هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، أو قدموا لمؤلفات في الأنساب لغيرهم.أسباب الاهتمام به في هذا العصرالأسباب الغريزيةويكتسب علم الأنساب أهميته لدى الفرد بوصفه سنة كونية وغريزة إنسانية .هذه الغريزة التي تدفع الإنسان إلى معرفة أصوله وجذوره، وهي التي تجعل كتب الأنساب تحظى بهذا الإقبال وهذا الرواج، ليس عند العرب فقط بل عند كثير من الأمم، مهما بلغوا من العلم والتقدم كما سنرى.أسباب حضاريةيقصد بالأسباب الحضارية انه كلما زاد تحضر المجتمعات وازدهرت العلوم فيها فإن الاهتمام بعلم الأنساب يزداد، والبحث في هذا الموضوع يزدهر نتيجة للازدهار العلمي الذي تزداد معه الدراسات والأبحاث لكل مجالات الحياة بما فيها دراسة أحوال السكان وتاريخهم، والتعمق في معرفة جذورهم وسلالاتهم وعلاقة الجماعات بما فيها الأفراد والأسر والقبائل والطوائف ببعضها.. وهذا بخلاف ما يعتقد البعض من أن الحضارة تقضي على موضوع الاهتمام بالأنساب.والدليل على ذلك أن العرب في جاهليتهم مع ما هم عليه من شدة التعصب ومعرفتهم بأنسابهم ومحافظتهم عليها وتفاخرهم بها لم يؤلفوا الكتب في أنسابهم ولم يتفننوا في رسم مشجرات العائلة والقبيلة ويضعونها على مداخل بيوتهم، كما هو الحال في عصرنا الحاضر، ومن أدلة ذلك أيضا إن ازدهار التأليف في علم الأنساب إنما ظهر في عصور ازدهار الأمة الإسلامية، فكثرت المؤلفات والمصنفات في العهد الشخصاسي، ثم تراجع هذا الاهتمام في عصور الانحطاط، ثم عاد الاهتمام مرة ثانية في عصرنا الحاضر.ونتيجة لانحطاط الأمة الإسلامية وضعفها في القرن التاسع عشر في حين كانت أوروبا في أوج نهضتها العلمية فقد تخاذل المسلمون عن تحقيق ما خلفه اوائلهم من أمهات كتب الأنساب ليقوم الأوروبيون بتلك المهمة. والدليل أن معظم كتب الأنساب المعروفة اليوم التي أصبحت مصادر لهذا العلم إنما ألفت في عصور تفوق الأمة وقوتها، ومن ذلك على سبيل المثال:جماهير القبائل ، لمؤرج السدوسي «ت 195هـ». نسب معد الكبير، لابن الكلبي، ت «204هـ». انساب حمير وملوكها، لابن هشام «ت 213هـ». الطبقات، لابن سعد «231هـ». الجمهرة، لابن حزم «ت 456هـ» وغيرهم. ولو استعرضنا كتاب طبقات النسابين للدكتور بكر أبو زيد لوجدنا أن أعداد النسابين كانت تأخذ شكل العلاقة الطردية مع وضع الأمة الإسلامية، ومن ذلك مثلاً:إن عدد النسابين المترجم لهم بلغ 47 نسابة في القرن الأول، و 58 في القرن الثاني، و 82 في القرن الثالث، و 88 في الرابع، و 101 في الخامس، و 48 في السادس، و 46 في السابع، و 35 في الثامن، و 31 في التاسع، و 17 في العاشر. وهكذا يبدأ التنازل إلى حد الانقطاع لمدة ثلاثة قرون تقريباً، ثم ينبعث مرة أخرى في العصر الحديث.لكن عصر انحطاط المسلمين وتراجع الحركة العلمية في القرون الإسلامية المتأخرة لم يقف أثره على التراجع الواضح في الكتابة بهذا العلم بل تعدى ذلك إلى إهمال المؤلفات التي كتبت شخصر القرون السابقة «11» وكان من نتيجة هذا الإهمال أن قام عدد من علماء الغرب في عصر نهضتهم الحديثة بدراسة ونشر أمهات كتب التراث الإسلامي، ومنها كتب أنساب القبائل العربية «12».أما في البلاد العربية فلم تبدأ العناية بهذا الجانب إلا في القرن الرابع عشر الهجري «العشرين الميلادي» حيث ظهرت بعض المحاولات المحدودة لبعض الباحثين العرب لطباعة بعض كتب الأنساب ونشرها أمثال: سليمان الدخيل «ت سنة 1364هـ » ، الذي قام سنة 1332هـ بطبع كتاب:« نهاية الأرب في معرفة انساب العرب» للقلقشندي. وطبع كتاب:« سبائك الذهب» للبغدادي. والأستاذ احمد وصفي زكريا «ت1384هـ» الذي ألف كتاب: «عشائر الشام»، وطبع سنة 1363هـ، كما قام الأستاذ رضا كحالة بتأليف كتاب:« معجم قبائل العرب»، وطبع بالشام سنة 1368هـ. ثم توالت بعد ذلك جهود نشر كتب الأنساب وتحقيقها في البلاد العربية، حيث ظهر اهتمام بعض الكتاب العرب بالتأليف في أنساب القبائل العربية، كما قام كل من الأستاذ محب الدين الخطيب سنة 1368هـ بطبع الجزء العاشر من كتاب «الإكليل». ثم العالم الأستاذ محمد شاكر الذي حقق كتاب:« جمهرة نسب قريش» للزبير بن بكار، وصدر سنة 1381هـ. وفي العراق ألف الأستاذ شخصاس العزاوي كتاب «عشائر العراق»، وطبع سنة 1365هـ. وفي اليمن عُني العلامة محمد بن علي الأكوع بتحقيق كتاب «الإكليل» وطبع الجزء الأول سنة 1383هـ.أما في البلاد السعودية فقد كان الشيخ حمد الجاسر هو الرائد في إحياء هذا العلم واستنهاض الهمم في التأليف والتحقيق فيه من خلال ما نشره في تحقيقات ومراجعات علمية لمخطوطات كتب الأنساب، وكذلك من خلال مؤلفاته الموسوعية مثل:« معجم قبائل المملكة» و « جمهرة انساب الأسر المتحضرة» وغيرهما.أسباب أخرىهناك أسباب أخرى وراء اهتمام بعض الكتاب والباحثين بالتأليف في مجال الأنساب وإصدار الكتب والموسوعات، وقد يكون من تلك الأسباب على سبيل المثال البحث عن الثروة أو الشهرة والمكانة التي يحققها الباحث في هذا المجال.وهذا النوع من أسباب الكتابة هو اخطر الأسباب لأنه لا يصب في خانة المؤلفات العلمية التي تقوم على المنهج البحثي الصحيح. وللأسف الشديد أيضا فإن معظم المؤلفات المعاصرة التي أدت إلى ظاهرة زيادة إصدار كتب الأنساب تندرج تحت هذا النوع من المؤلفات، وذلك أن هذا العصر الذي سهل فيه التأليف وتيسرت الطباعة قد أتاح الفرصة للباحثين عن الشهرة من خلال التأليف، حيث وجدوا مجالاً يهم شريحة كبيرة من السكان، فاندفعوا يكتبون بلا ضوابط ولا قيود ولا معايير . كما أن هناك أسبابا أخرى تتمثل في البحث عن مثالب العرب. كما فعل بعض الشعوبيين.نقاط مهمة: كثرة الموسوعات «التحفة الذهبية/ الموسوعة الذهبية». موسوعة القبائل العربيةاهتمام المستشرقين بالأنساباهتم المستشرقون الغربيون بدراسة علم الأنساب، اهتماماً ظاهراً، وبرز هذا الاهتمام مع نهوض الحضارة الغربية، حدث ذلك في الوقت الذي تقاعس عنه العرب والمسلمون في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين، فالمستشرقون هم الذين ترجموا أمهات كتب الأنساب العربية، ومن ذلك على سبيل المثال:1 في سنة 1854م قام المستشرق الألماني فردناند وستنفيلد بطبع كتاب «الاشتقاق» لابن دريد، وهو كتاب في أنساب القبائل العربية. كما طبع في سنة 1899م كتاب «مختلف القبائل ومؤتلفها» تأليف: محمد بن حبيب. ووضع جداول مفصلة لأنساب القبائل العربية. 2 في سنة 1883م قام المستشرق الألماني وليم اهلوارد «1828م 1909م» بطبع الجزء الحادي عشر من كتاب «أنساب الأشراف للبلاذري» على الحجر بخطه. 2 في سنة 1936م قامت «الجامعة الشخصرية اليهودية» في القدس بطبع جزأين من الكتاب السابق، الجزء الخامس بتحقيق المستشرق س.د.ف. جوتيين. 4 في سنة 1938م قامت الجامعة الشخصرية أيضا بطباعة الجزء الثاني من القسم الرابع من الكتاب نفسه، حققه المستشرق ماكس شتوسنجر. 5 في سنة 1948م قام الفرنسي ليفي بروفنسال بطبع كتاب «جمهرة أنساب العرب »لابن حزم. 6 في عام 1949م قام السويدي ك.و.سترستين بطبع كتاب «طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب». 7 في سنة 1951م قام ليفي بروفنسال أيضا بطبع كتاب «نسب قريش» لمصعب بن شخصد الله الزبيري «13». غير انه ينبغي ألا ننسى أن بعض المستشرقين قد شككوا في علم النسب، وأثاروا شبهات كبيرة حول ما دونه علماء النسب الأقدمون الذين قامت على أيديهم مصادر علم الأنساب، فطعنوا بأمهات كتب الأنساب ككتاب ابن الكلبي وغيره، وكان على رأس هؤلاء المشككين نولدكه، وروبرتسن سميث، وغيرهما «14». وليس هنا مجال مناقشة آرائهم المبنية على تصورات بعيدة عن الواقع العربي، وقد تصدى علماء العرب والمسلمين لهذه الهجمة التي ترمي إلى تقويض علم النسب.علماء الأنساب العربسماحة السيد أبو سعيدة صاحب المصنفات الشهيرة في علم الأنساب. أحمد وفقي محمد يس. أنس الكتبي. إيهاب الكتبي عباس حسين بصري الشخصاسي. عماد محمد العتيقي. صبحي محمد علي عيد. ماجد صلاح الدين. محمد عزة دروزة. محمد منير الشويكي. مصطفى كامل شملول. مهدي الرجائيطبقات الأنساب عند العربقال الجوهري: العرب جيل من الناس وهم أهل الأمصار والأعراب سكان البادية والنسبة إلى العرب عربي والى الأعراب أعرابي. وإطلاق لفظ العرب على الجميع لأن الأعراب قسم من العرب ثم اتفقوا على تنويع العرب إلى نوعين: عاربة ومستعربة. والمشهور أن العاربة هم القحطانيون والمستعربة هم العدنانيون , إلا أن هنالك آراء أخرى.فالعاربة هم العرب الأول الذين فهمهم الله اللغة العربية ابتداءً فتكلموا بها. قال الجوهري: وربما قيل لهم المتعربة. وقد اختلف في العاربة والمستعربة فذهب ابن إسحاق والطبري إلى أن العاربة هي عاد وثمود وطسم وجديس واميم وعبيل والعمالقة وشخصد ضخم وجرهم الأولى ومن في معناهم. والمستعربة بنو قحطان بن عابر ابن شالخ بن ارفخشذ بن سام بن نوح وبنو إسماعيل عليه السلام لان لغة عابر وإسماعيل كانت سريانية أو شخصرانية فتعلم بنو قحطان العربية من العاربة ممن كان في زمانهم كعاد ونحوهم وتعلم إسماعيل العربية من جرهم من بني قحطان النازلين على إسماعيل وأمه بمكة. وذهب آخرون ومنهم المؤيد صاحب حماه إلى أن بني قحطان هم العاربة وان المستعربة هم بنو إسماعيل فقط والذي رجحه صاحب الشخصر الأول. ثم قسم المؤرخون العرب أيضا إلى بائدة وغيرها فالبائدة هم الذين بادوا ودرست آثارهم كعاد وثمود وطسم وجديس وغير البائدة هم الباقون في القرون المتأخرة بعد ذلك من القحطانية: كحمير ولخم وجذام ونحوهم ومن العدنانية كفزارة وسليم وقريش ومن في معناهم. ثم عد الماوردي وغيره طبقات انساب العرب ست طبقات:الطبقة الأولى: الشعب بفتح الشين وهو النسب الأبعد الذي تنسب إليه القبائل كعدنان ويجمع على شعوب وسمي شعباً لان القبائل تتششخص منه. ويجمع على شعوب، والشعوب أعم من القبائل، والقبائل لها مراتب أخر؛ كالفصائل والعشائر والعمائر والأفخاذ، وقيل غير ذلك.الطبقة الثانية: القبيلة وهي ما انقسم فيه الششخص كربيعة ومضر وتجمع على قبائل ..الطبقة الثالثة: العمارة بكسر العين وهي ما انقسم فيه انساب القبيلة كقريش وكنانة وتجمع على عمائر وعمارات. الطبقة الرابعة: البطن وهي ما انقسم فيه انساب العمارة كبني شخصد مناف وبني مخزوم وتجمع على بطون وأبطن. الطبقة الخامسة: الفخذ وهي ما انقسم فيه انساب البطن: كبني هاشم وبني أمية ويجمع على أفخاذ. الطبقة السادسة: الفصيلة بالصاد المهملة. وهي ما انقسم فيه انساب الفخذ كبني العباس وبني أبي طالب وتجمع على فصائل والبطن تجمع الأفخاذ والعمارة تجمع البطون والقبيلة تجمع العمائر والششخص يجمع القبائل. فهي إذن من الأعلى إلى الأدنى، أم من الأكبر إلى الأصغر:الششخص، فالقبيلة، فالعمارة، فالبطن، فالفخذ، والفصيلة. ومنهم من جعلها عشر طبقات.الجذم، فالجماهير، فالشعوب فالقبائل فالعمائر فالبطون فالأفخاذ فالعشائر فالفصائل فالرهط. قال النووي: وزاد بعضهم العشيرة قبل الفصيلة قال الجوهري: وعشيرة الرجل رهطه الأدنون. وحكا أبو عبيدة عن ابن الكلبي عن أبيه تقديم الششخص على القبيلة ثم الفصيلة ثم العمارة ثم الفخذ فأقام الفصيلة مقام العمارة في ذكرها قبل الفخذ.وبالجملة فأكثر ما يدور على الألسنة من الطبقات الست المذكورة: القبيلة ثم البطن وقل أن تذكر العمارة والفخذ والفصيلة وربما شخصروا عن كل من الطبقات الست بالحي إما بالعموم مثل أن يقال حي من العرب وإما على الخصوص مثل أن يقال حي من بني فلان.قال الماوردي: إذا تباعدت الأنساب صارت القبائل شعوباً والعمائر قبائل يعني وتصير البطون عمائر والأفخاذ بطوناً والفصائل أفخاذا والحادث من النسب بعد ذلك فصائل.وذكر الجوهري أن القبيلة هم بنو أب واحد وقال ابن حزم: جميع قبائل العرب راجعة إلى أب واحد سوى ثلاث قبائل وهي: تنوخ والعتق وغسان فان كل قبيلة منهم من عدة بطون وذلك أن تنوخاً اسم لعشر قبائل اجتمعوا وأقاموا بالبحرين فسموا بتنوخ آخذاً من التتنخ وهو المقام والعتق , جمع اجتمعوا على النبي صلى الله عليه وسلم فظفر بهم فاعتقهم فسموا بذلك وغسان عدة بطون من الازد نزلوا على ماء يسمى غسان فسموا به. وتخصيص الرجل من رجال العرب بانتساب القبيلة إليه دون غيره من قومه بان يشهر اسمه بهم لرياسة أو شجاعة أو كثرة ولد أو غيره فتنسب بنوه وسائر أعقابه إليه وربما انضم إلى النسبة إليه غير أعقابه من عشيرته كإخوته ونحوهم فيقال فلان الطائي فإذا أتى من عقبه من اشتهر منهم أيضا بسبب من الأسباب المتقدمة نسبت إليه بنوه وجعلت قبيلة ثانية فإذا اشتمل النسب على طبقتين فأكثر كهاشم وقريش ومضر وعدنان جاز لمن في الدرجة الأخيرة من النسب أن ينسب إلى الجميع: فيجوز لبني هاشم أن ينسبوا إلى هاشم والى قريش والى مضر والى عدنان فيقال في احدهم الهاشمي والقرشي والمضري والعدناني بل قال الجوهري: أن النسبة إلى الأعلى تغني عن النسبة إلى الأسفل فإذا قلت في النسبة إلى كلب بن وبرة: الكلبي استغنيت أن تنسبه إلى شيء من أصوله. وذكر غيره انه يجوز الجمع في النسب بين الطبقة العليا والطبقة السفلى.ثم أن بعضهم يرى تقديم العليا على السفلى: مثل أن يقال: القرشي العدوي وبعضهم يرى تقديم السفلى على العليا فيقال العدوي القرشي. وقد ينضم الرجل إلى غير قبيلته بالحلف والموالاة فينسب إليهم فيقال: فلان حليف بني فلان أو مولاهم.وإذا كان الرجل من قبيلة ثم دخل في قبيلة أخرى جاز أن ينسب إلى قبيلته الأولى وان ينسب إلى القبيلة الثانية التي دخل فيها وان ينسب إليهما جميعاً مثل أن يقال التميمي ثم الوائلي أو الوائلي ثم التميمي وما أشبه ذلك. والقبائل في الغالب تسمى باسم أبي القبيلة: كربيعة ومضر والأوس والخزرج وما أشبه ذلك وقد تسمى القبيلة باسم الأم: كخندف وبجيلة ونحوهما وقد تسمى باسم خاصة خصت أصل تلك القبيلة ونحو ذلك. وربما وقع النسب على القبيلة لحدوث سبب: كغسان حيث نزلوا على ماء باليمن.وأسماء القبائل في اصطلاح العرب على ثمانية اضرب:أولها: أن يطلق على القبيلة لفظ الأب كعاد وثمود ومدين ومن شاكلهم وبذلك ورد في القران الكريم " والى عاد والى ثمود. والى مدين " يريد بني عاد وبني ثمود وبني مدين ونحو ذلك وأكثر ما يكون ذلك في الشعوب والقبائل العظام بخلاف البطون والأفخاذ ونحو ذلك. وثانيها: أن يطلق على القبيلة لفظ البنوة: فيقال بنو فلان وأكثر ما يكون ذلك في البطون والأفخاذ. وثالثها: أن يراد ذكر القبيلة بلفظ الجمع مع الألف واللام كالطالبيين والجعافرة ونحوهما وأكثر ما يكون ذلك في المتأخرين دون غيرهم. ورابعها: أن يشخصر عنها بال فلان: كال ربيعة وال فضل وال مره وال علي وما أشبه ذلك وأكثر ما يكون ذلك في الأزمنة المتأخرة لا سيما في عرب الشام في زماننا.والمراد بالآل الأهل. وخامسها: أن يشخصر عنها بأولاد فلان ولا يوجد ذلك إلا في المتأخرين من أفخاذ العرب على قلة كقولهم: أولاد زعازع وأولاد قريش ونحو ذلك. وسادسها: أسماء غالب العرب منقولة عما يدور في خزانة خيالهم مما يخالطونه ويجاورونه إما من الحيوان المفترس كاسد ونمر وإما من النبات كنبت وحنظلة وإما من الحشرات حية وحنش وإما من أجزاء الأرض كفهر وصخر ونحو ذلك. وسابعها: الغالب على العرب تسمية أبنائهم بمكروه الأسماء: ككلب وحنظلة ومرة وضرار وما أشبه ذلك وتسمية شخصيدهم بمحبوب الأسماء كفلاح ونجاح ومبروك وفيروز وعنبر ونحوها.والمعنى في ذلك ما حكي انه قيل لأبي الدقيش الكلابي: لم تسمون أبناءكم بشر الأسماء نحو كلب وذئب وعبيدكم بأحسن الأسماء نحو مرزوق ورباح فقال: إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا وعبيدنا لأنفسنا. يريد أن الأبناء معدة للأعداء فاختاروا لهم شر الأسماء والشخصيد معدة لأنفسهم فاختاروا لأنفسهم خير الأسماء. وثامنها: إذا كان في القبيلة اسمان متوافقان: كالحارث والحارث واحدهما من ولد الآخر أو بعده في الوجود شخصروا عن الوالد أو السابق منهما بالأكبر وعن الولد أو المتأخر منهما بالأصغر وربما وقع ذلك في الأخوين إذا كان احدهما اكبر من الآخر.المصدر: صبح الأعشى للقلقشندي | |
|