[b]1. . تَبيَّـن أنّ الإفطار الصحّي لا يُسهم فقط في مكافحة السِّمنة، بل يساعد أيضاً على الوقاية من «داء السكّري» ومرض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية. أن تفويت وجبة الصباح يخفّف من مُجمَل الوحدات الحرارية التي يتناولها الانسان، غير أنه مع حلول منتصف فترة قبل الظهر وموعد الغداء، يجد نفسه يَتضوّر جوعاً، فيَنْكبّ على تناول أي نوع من الطعام يتوافر أمامه. والواقع أن مَن يلغي وجبة الصباح يستعيض عن وحداتها الحرارية أثناء النهار عن طريق قَضم الطعام من دون تفكير، وعن طريق الإفراط في الأكل في وجبتي الغداء والعشاء. ومن الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى فشل الجهود الرامية إلى تخفيف الوزن.
[size=24][color:ecce=darkred[size=24]]أن تناول وجبة إفطار صحية يومياً، يساعد على التخفيف من إمكانية الإصابة بالبَدانة وبظاهرة مقاومة الجسم لـ«الأنسولين» (مؤشر مبكر للاصابة بداء السكري) بنسبة تتراوح بين 35 و50 %.
[size=24]عندما نُفوِّت وجبة الإفطار، تتباطأ عملية الأيض في الجسم وتنخفض مستويات سكر الدم. ونتيجة لذلك نشعر بجوع شديد في فترة لاحقة من الصباح، وتتراجع مستويات الطاقة والنشاط لدينا. ويدفعنا ذلك إما إلى الانكباب، قبل مواعيد الوجبات، على قضم أي أطعمة متوافرة أمامنا، وغالباً ما تكون حلويات غنية بالدهون، وإما إلى تناول حصص أكبر من الطعام في وجبتي الغداء والعشاء. أما عندما نتناول الوجبة الصباحية، فإن أجسامنا تحصل على الغذاء الضروري لها، ونشعر بالرضا وبالشَّبَع، فتتراجع إمكانية إفراطنا في الأكل بقية النهار.
[و الواقع أن تناول وجبة إفطار جيدة، تحتوي على ما بين 610 و850 وحدة حرارية قبل الساعة التاسعة صباحاً، يتلاءَم تماماً مع إيقاعات الجسم البيولوجية. وهذه الأخيرة تؤثر في الهورمونات، وفي طريقة استخدام الجسم للكربوهيدرات والبروتينات كوقود، وفي فاعلية حرق الدهون في الجسم. كذلك فإنّ تناول الأطعمة المناسبة في الوقت المناسب، يساعد على تسريع عملية الأيض، ويرضي تَوقنا إلى الطعام قبل أن يصبح حادأ، وهذا يساعد على تخفيف الوزن. ولكن كي تكون وجبة الإفطار فاعلة على مستوى تخفيف الوزن، يجب أن تحتوي على نسبة عالية من البروتينات التي تساعد على الإحساس بالشبع، إضافة إلى الكربوهيدرات . والواقع أن أيض هذه الأخيرة، عندما نتناولها قبل الساعة التاسعة صباحاً، يكون مختلفاً عمّا هو عليه عند تناولها مساء. ففي الصباح يستخدمها الجسم الذي يحتاج إلى بذل الكثير من النشاط والجهد لأداء مهمّات النهار، كوقود لزيادة طاقته عوضاً عن تخزينها على شكل دهون. أمّا في المساء، وخاصة في وقت متأخر ليلاً، أي حين تتضاءل حاجة الجسم إلى الطاقة، بسبب اقتراب موعد النوم، فإنّ تناول الكربوهيدرات يؤدي في معظم الأحيان إلى تخزينها على شكل دهون. وتقول المتخصِّصة الأميركية في التغذية جيري بروستير، من «مركز ماونت كيسكو الطبي» في نيويورك، إنها تنصح جميع مَن يَستشيرونها بشأن تخفيف الوزن، بتناول وجبة إفطار كبيرة متوازنة، لأنها تساعد في الحفاظ على استقرار مستويات سكر الدم. وتفسِّر قائلة إنّ تناول وجبة إفطار تقليدية مثل الفطائر والكعك، أو رقائق الحبوب المحلاة بالسكر، يؤدي إلى ارتفاع في مستويات سكر الدم والأنسولين. وبعد استخدام هذا السكر الزائد، تظل هناك كميات كبيرة من الأنسولين في الجسم، ما يتسبب في احساسنا بالجوع، ويخلق لدينا تَوقاً شديداً إلى تناول الكربوهيدرات. أما الوجبات الصباحية المتوازنة، التي تتألف من البروتينات والكربوهيدرات والألياف الغذائية، فإنّ تناولها لا يؤدي إلى مثل هذه الارتفاعات في مستويات السكر والأنسولين..
[إنّ ما يزيد تعقيد المشكلة، هو أنّ «السيروتونين»، المادة الكيميائية التي يفرزها الدماغ والتي تساعد على شعورنا بالرضا وبالارتياح، تكون في أعلى مستوياتها في الصباح، ما يعني أن حدَّة التَّـوق إلى الأكل تكون في أدنَى مستوياتها عندما نستيق، أي أننا لا نشعر برغبة كبيرة في الأكل. ولكن مع تقدُّم ساعات النهار، تنخفض مستويات السيروتونين، ونبدأ في الإحساس بالتوق إلى تناول الشوكولاتة والبسكويت، وما يشبههما من أطعمة. واذا تناولنا هذين الأخيرين، فإن مستويات «السيروتونين» سترتفع لدينا، وسيبدأ الجسم في ربط مشاعر الرضا والارتياح بهذه الأطعمة، فندخل في حلقة مفرغة من إدمان الحلويات، ونجد أنفسنا نهرع إلى تناولها كلما انتابتنا مشاعر وانفعالات سلبية»[/col