مع التقدم في السن يحتاج الإنسان إلى رعاية وعناية فائقة، وخاصة فيما يتعلق بتغذيته اليومية حتى لا يتعرض لمشاكل صحية مختلفة. وهناك فروق بين من هم في نفس الحقبة العمرية الواحدة، فبينما نجد مَن يتمتعون بصحة جيدة وغير معتمدين على الآخرين، نجد مَن يعانون من أمراض مزمنة ويحتاجون إلى رعاية واهتمام.
ولا بد من معرفة أن هناك علاقة بين التغذية وتقدم العمر وأن للتغذية أثراً على وظائف الجسم ودوراً في الوقاية من أعراض الكبر والشيخوخة. ولأن كل عضو في الجسم يفقد وظيفته بالتلف التدريجي للخلايا، وبالتالي يفقد الجسم حيويته لذلك، فإن معرفة الاحتياجات اليومية للمسنين من أهم الأمور التي اهتم بها الباحثون والمختصون.
* تغيرات السن
* والسؤال هنا: ما هي التغيرات التي تحدث مع تقدم السن؟ وما الذي يحدث للمسنين؟
مع تقدم السن تنخفض نسبة الأنسجة العضلية فيحدث فقدان في حوالي 5% من حجم العضلات بينما تزيد الأنسجة الدهنية، وتحدث بعض التغيرات الفسيولوجية، ومن أهمها:
ـ نقص إفرازات الغدد المعوية.
ـ انخفاض تركيز كثير من الهورمونات.
ـ فقدان الأسنان لأن المتناول من الحليب ومشتقاته اقل من الاحتياج اليومي، إضافة إلى نقص فيتامين (د) لعدم تعرضهم لأشعة الشمس وبقائهم بالمنزل وعدم حصولهم على الكمية الكافية منه.
ـ كما إن الإمساك يصبح من الأمور المزمنة في مرحلة تقدم السن بسبب قلة تناول السوائل وتراجع انقباضات الجهاز الهضمي ونقص مرونة القولون.
ـ وقد لوحظ أن بعض أعراض الكبر مثل التأخر في التئام الجروح والتراجع في حدة المذاق وفقدان الشهية هي أيضا من أعراض فقدان عنصر الزنك في الجسم كما يسهم نقصه في زيادة احتمال تصلب الشرايين والخرف والسرطان.
ـ ازدياد حالات الإصابة بأمراض القلب.
* الاحتياجات الغذائية
* يختلف احتياج الفرد مع تقدم العمر، فعامل الوراثة واختلاف الأفراد في السلوك والنمط الغذائي خلال الصغر تؤثر على ظهور المشاكل الغذائية مع تقدم العمر وكذلك بالنسبة للمسنين الذين يعانون من أمراض مزمنة ويتناولون بعض الأدوية، فقد تتعارض مع الاستفادة من بعض المغذيات.
الطاقة: مع تقدم العمر تقل احتياجات الفرد من السعرات الحرارية، فالمخصصات الغذائية المحبذة في المرحلة العمرية تكون للرجل في سن 51 سنة من 2747 سعرة حرارية الى 2557 سعرة حرارية في السبعينات، وللمرأة في سن 51 سنة 2179 سعرة حرارية الى 2046 سعرة حرارية في السبعينات. ويرجع انخفاض السعرات الى قلة الحركة وانخفاض نسبة الانسجة العضلية.
البروتينات: تتساوى المخصصات اليومية من سن 19 الى مرحلة المسنين، وتكون للرجل 56 غراما وللمرأة 46 غراما يوميا. ولذلك لا بد من زيادة البروتينات ذات الكفاءة العالية والمنخفضة في السعرات الحرارية كاللحوم الخالية من الدهون.
الدهون: كما هو الحال لجميع مراحل عمر الانسان ما عدا قبل سنتين من عمر الطفل، ينصح بالإقلال من تناول الدهون بحيث لا تزيد عن 30% من السعرات الحرارية الكلية.
* الكربوهيدرات
* ينصح بزيادة المتناول من الكربوهيدرات حتى تمثل 45 الى 65% من مجموع السعرات الحرارية الكلية اليومية وذلك للمحافظة على البروتين من استعماله كمصدر للطاقة ـ ويفضل تناول الكربوهيدرات المعقدة، وكالتالي:
ـ الاطعمة المصنعة من هذا النوع من الكربوهيدرات مثل الخضراوات والحبوب الكاملة والفاكهة تكون مصادر جيدة للفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.
ـ استخدامها يضيف عنصر الألياف الى الطعام والذي يساعد كبار السن على الوقاية والعلاج من حدوث الامساك.
* فيتامينات ومعادن
* الفيتامينات: هناك الكثير من الدراسات التي توضح بأن الفرد بعد سن الخمسين يتناول اقل من احتياجه اليومي من الفيتامينات ويمكن لكبار السن الحصول على حاجتهم من الفيتامينات اذا ما تنوعت مصادر الطعام وخصوصا الخضراوات والفواكه، لأن هذه الأنواع مصادر للفيتامينات كما ان نقصها يؤدي الى الامساك، وجميع الفيتامينات مهمة وكلٌ له دوره: فيتامين (إيه): ضروري لسلامة الجلد والعظام والمحافظة على سلامة الانسجة وقرنية العين. فيتامين (دي): يعمل على زيادة امتصاص الكالسيوم والفسفور من الامعاء.
فيتامين (إي): يعتبر مضادا للأكسدة ويقي من امراض القلب وبعض انواع السرطان.
فيتامين (بي ـ 6): يساعد على اطلاق الطاقة.
فيتامين (بي ـ 12): ضروري لنمو الخلايا بشكل طبيعي مع وجود حمض الفوليك وفيتامين (سي).
ومع تقدم السن يقل افراز الحامض المعدي الذي يساعد على تحرير الفيتامين من الاطعمة حتى يمكن امتصاصه، ويؤدي نقصه الى فقر الدم الخبيث ويؤدي الى فقدان الشهية والتهاب اللسان وشحوب الوجه وتدهور الحبل الشوكي وحدوث تغيرات في نخاع العظام.
المعادن: وهي مهمة جدا، فمثلا الكالسيوم أكثر العناصر المعدنية من حيث وجوده، 99% منه في الهيكل العظمي والاسنان وكذلك الصوديوم من العناصر المهمة، ولكن نتناوله بحرص لان الزيادة قد تؤدي الى ارتفاع ضغط الدم. أما المغنسيوم فمهم وتعد الخضراوات من مصادره الجيدة. ومن المعادن الكلور والحديد فهناك بعض المسنين قد يصابون بفقر الدم لضعف امتصاصه أو لأسباب مرضية، أما الزنك فلا بد من تناوله في هذه المرحلة لأهميته لأنه قد ينقص معدل الزنك في الجسم للحالة الصحية أو نتيجة تناول بعض الأدوية التي تقلل من امتصاصه. ومصادر الزنك هي اللحم والبيض والحليب، ونقصه يؤدي الى خلل في جهاز المناعة وتأخر التئام الجروح وفقدان الشهية وحاسة التذوق وقد يسهم في زيادة احتمال تصلب الشرايين والخرف.
واخيرا فان الماء هو من أهم العناصر الضرورية للحياة، ولا بد من شرب الماء حتى دون الشعور بالعطش.