مرض طفيلي ينتقل عن طريق البعوض. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن
الملاريا تمثل مشكلة خطيرة خصوصا في أفريقيا، حيث إنها تتسبب في 20 في
المائة من وفيات الأطفال. ويتعرض الطفل الأفريقي في المتوسط من 1.6 إلى
5.4 إصابة بحمى الملاريا كل عام. وكل 30 ثانية يموت طفل من الملاريا. على
الرغم من تطور العلم، لا تزال الملاريا مشكلة رئيسية في كثير من أنحاء
العالم. ويقدر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية الأميركية، أن 41 في
المائة من سكان العالم يعيشون في مناطق تنتقل فيها الملاريا، في أفريقيا،
وآسيا، والجزيرة العربية، وأميركا الوسطى والجنوبية، ومعظمهم من المناطق
التي يكون مناخها مداريا أو شبه استوائي، أي أكثر من 100 بلد.
وسجلت الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة في السعودية في عام 2007، 2864
إصابة بحمى الملاريا، 30.65 في المائة منهم تحت سن 15 سنة. والملاريا
متوطنة في وادي تهامة ومنطقة جازان في المنطقة الجنوبية الغربية. أما في
الكويت فسجلت 233 حالة ملاريا في سجلات عام 2002، بينما أعلنت منظمة الصحة
العالمية دولة الإمارات العربية المتحدة منطقة خالية من الملاريا في عام
2007.
يشير برنامج دحر الملاريا (Roll – Back Malaria)، وهو برنامج عالمي
لمكافحة الملاريا، إلى أن المرض منتشر على نطاق واسع، بالرغم من القضاء
عليه في عدد من البلدان، التي بها مناخ معتدل، في منتصف القرن العشرين.
وقد نجحت جهود السيطرة على المرض في خفض معدلات الإصابة، فبعض مراكز أو
برامج مكافحة الملاريا أنشئت في مطلع الخمسينات.
* كيف تحدث الملاريا؟
* للملاريا قصة تاريخية وتطور علمي بدأ منذ عام 1880 حين اكتشف الدكتور
شارل لافران أن طفيليات الملاريا موجودة في الدم البشري. وقد أجريت أبحاث
متعددة ومتخصصة في محاولة لفهم وحل لغز هذا المرض. وحتى الآن حاز 4 علماء
وباحثين جائزة نوبل بفضل ما قدموه من دراسات عن الملاريا. واكتشف العلماء
أن السبب الحقيقي للملاريا طفيلي ذو خلية واحدة يسمي بالـ«بلازموديم»
(plasmodium). ويعيش طفيلي البلازموديم في جسم مضيفه يتغذي منه، ولكن دورة
حياته تعتمد علي أنثى بعوضة الانوفولس والإنسان الذي انتقل إليه.
في البشر، ينمو طفيلي الملاريا ويتكاثر في الكبد أولا ثم في خلايا الدم
الحمراء. أما في الدم، فتتكاثر خلايا الطفيليات داخل الخلايا الحمراء
وتدمرها، وتفرج عن طفيلي صغير Merozoites يهاجم خلية سليمة أخرى، وهكذا
دواليك.
طفيلي مرحلة الدم هو الذي يسبب أعراض الملاريا. وتنتقل العدوى عندما تتغذى
أنثى بعوضة الانوفلوس بدم إنسان مريض وتلتقط الطفيلي في مرحلة Gametocytes
الذي يبدأ دورة حياة جديدة ويتكاثر داخل البعوضة.
بعد 10-18 يوما، توجد طفيليات Sporozoites في الغدد اللعابية للبعوض.
وعندما تلسع البعوضة إنسانا سليما للتغذي على دمه يتم انتقال طفيلي
Sporozoites من البعوض إلى دم الإنسان وتبدأ العدوى البشرية عندما يلتصق
الطفيلي بخلايا الكبد. وبذلك فإن البعوض ينقل الملاريا من إنسان لآخر
(يعمل «كناقل»). ولا يتأثر البعوض نفسه عندما يكون مصابا بالطفيليات.
* ما هي أنواع الملاريا؟
* هناك أربعة أنواع مختلفة من الطفيلي:
البلازمود المنجلي Plasmodium falciparum
• وهذا هو النوع الأكثر شيوعا،
يؤدي إلى ثلاثة أرباع إصابات الملاريا، التي تتسبب في أعراض شديدة ويتسبب
في معظم الوفيات.
• البلازمود فيفيكس Plasmodium Vivax
يتسبب في نوع أقل خطورة من الملاريا،
ولكنه يمكن أن يعيش في الكبد البشري لمدة تصل إلى 3 سنوات مما قد يؤدي إلى
إعادة الإصابة.
• البلازمود اوفيل
Ovale Plasmodium
تسبب في نوع حميد من الملاريا، ويمكن أن يعيش في الدم والكبد لعدة سنوات دون أن يسبب أعراضا.
• البلازمود ملاريا
Plasmodium Malariae،
يسبب نوعا حميدا من الملاريا، إلا أنه نادر نسبيا.
* الأعراض عند الأطفال
* ما هي علامات وأعراض الملاريا في الأطفال؟
تعتمد شدة الملاريا على مناعة
الشخص المصاب. وبالنسبة للأطفال فما زال جهاز المناعة في مرحلة النمو
ولذلك لم يتطور بشكل سليم، وهم أكثر عرضة لأشد أشكال الملاريا، مثل
المسنين وأولئك الذين لهم مشاكل مناعية. كما تعتمد على نوع الإصابة. بعض
الأعراض عند الأطفال تشمل:
• الحمى، ومن الممكن أن تصل درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية في الحالات الحادة.
• التوتر الزائد.
• فقدان الشهية.
• صعوبة في النوم.
• الارتعاش والقشعريرة.
• التعرق.
• الصداع.
• الغثيان والقيء.
• آلام في المعدة.
ولحمى الملاريا صفة خاصة تشمل ارتفاع درجة الحرارة أو الحمى ثم الارتعاش
والتعرق وتحدث هذه الحالة في مراحل متباعدة. وللأسف لأن الأعراض غير
محددة، فقد يصبح من الصعب تشخيص الملاريا بسهولة، وخاصة إذا كان الطفل في
بلد لا تتوطنه الملاريا.
* مضاعفات الملاريا
* ما هي المضاعفات الناجمة عن الملاريا في الأطفال؟ إن التعقيدات الأكثر
شيوعا التي يمكن أن تحدث في الأطفال بسبب الملاريا تشمل ما يلي:
- ملاريا الدماغMalaria Celebral: أشد أنواع الملاريا تعقيدا، هي
الدماغية، حيث يحدث انسداد للشعيرات في المخ بسبب خلايا الدم الملوثة
بالملاريا، ومن الأعراض التي يمكن أن تحدث للطفل، التشنجات، أو التوتر
الحاد، أو فقدان الوعي وفي حالات خطيرة الغيبوبة، أو غيرها من الأعراض
العصبية.
- فقر الدم الحاد: فقر الدم الشديد ناتج عن عدم التخلص من خلايا الدم
الحمراء المصابة، مما يزيد عدد الخلايا غير الطبيعية، وعدم استجابة نخاع
العظم لمد الجسم بخلايا دم سليمة، مما يؤدي إلى تكسر الدم. وفي بعض
الأحيان بسبب الأنيميا الحادة، قد يحتاج الطفل إلى عملية نقل الدم.
- هبوط في سكر الدم: يحدث بسبب زيادة امتصاص الجلوكوز من الجسم، وضعف
إنتاج الجلوكوز. وتشير الدراسات إلى أن نقص سكر الدم يكون أكثر شيوعا في
الأطفال، خاصة الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.
ولدى الملاريا فترة حضانة تتراوح بين 8 – 28 يوما.
* ما هو التشخيص والعلاج؟
* تشخيص الملاريا عند الأطفال يتم عادة عن طريق علامات وأعراض معينة،
بالإضافة إلى اختبارات الدم. في المناطق التي تتوطن فيها الملاريا، يميل
بعض الأطباء بأن يعطوا العلاج قبل التأكد من الإصابة، حيث إن اختبارات
الدم قد لا تكون دقيقة جدا في بعض الأحيان. هناك العديد من الأدوية لعلاج
الملاريا، التي تهاجم الطفيليات، بالإضافة إلى علاج المضاعفات الأخرى.
والحالات الشديدة عند الأطفال قد تحتاج إلى علاج في المستشفى، لا سيما
بالنسبة للملاريا الدماغية وفقر الدم الشديد.
* ما يمكن أن يفعله الآباء؟
* التيقظ ومتابعة الوضع الصحي لأطفالنا مسؤولية صعبة جدا تقع على عاتق
الآباء والأمهات، فهما العين الساهرة والراصدة لصحة الطفل باستمرار.
الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالملاريا على الرغم من انه يمكن علاجها
بسهولة. إذا تركت الملاريا الحادة دون علاج يمكن أن تتسبب في إلحاق ضرر
جسيم بصحة الطفل أو قد تؤدي إلى الموت. على هذا النحو ينبغي أن يكونا في
حالة تأهب، خصوصا إذا كان الطفل يعيش في بلد يعاني من الملاريا أو إذا
كنتم في زيارة لبلد تنتشر به الملاريا، ويجب أن يحرصا على عرض الطفل على
الطبيب.
5 اقتراحات للآباء.. حول الملاريا
1. في المناطق التي تنتشر فيها
الملاريا، حاول الحد من تعرض طفلك للسعات البعوض، من خلال النوم تحت
الناموسيات، أو باستخدام طارد للحشرات أو غيرها من الاحتياطات، فالوقاية
خير من العلاج.
2. إذا رغبت في زيارة بلد تتفشى فيه الملاريا، تأكد من أن يتحصن طفلك بالعلاج الوقائي من الملاريا.
3. اعرف كل ما يمكن عن الملاريا، وخاصة كيفية تلافيها، فقد أظهرت الأبحاث
أن التدابير الوقائية مثل الناموسيات تخفض معدل الإصابة بالملاريا إلى
النصف.
4. لا تترك طفلك محموما لأكثر من يوم واحد، قد يكون شيئا أكثر من مجرد لسعة برد، خاصة إذا كنت تعيش أو تزور منطقة فيها ملاريا.
5. تأكد من أن طفلك يأخذ عقاقير مكافحة الملاريا بصورة منتظمة، بحيث لا يطور الجسم مقاومة لأدوية الملاريا مما يزيد من صعوبة العلاج