فوزي عبد القادر موسى عبد دويمابي برتبة لواء
عدد الرسائل : 2478
| موضوع: الزمكان الأحد 30 مايو - 16:08 | |
| مادة علمية: الزمكان عالم بلا حدود عالم الأسرار في بداية الثمانينات، كان حلم العلماء الأول هوبلوغ مرحلة، اعتبروها ذروة الاتصالات والانتقالات في الكون، وأطلقوا عليها اسم " الانتقال الآني " ومصطلح " الانتقال الآني " هذا يعني الانتقال في التو واللحظة منمكان إلى آخر، يبعد عنه بمسافة كبيرة أو بمعنى أدق الانتقال الآن وفوراً وهذاالانتقال هو ما نراه في حلقات " رحلة النجوم ".. تلك الحلقات التليفزيونية الشهيرة، التي تحولت إلى سلسلة من أفلام الخيال العلمي الناجحة، بالاسم نفسه، والتي نرىفي كل حلقاتها شخصا على الأقل، يدخل إلى أنبوب زجاجي ، لينتقل بوساطة شعاع مبهرإلى أنبوب آخر ، في مكان آخر.فكرة مثيرة مدهشة، تختصر الزمان والمكان إلىأقصى حد ممكن، وككل فكرة مثلها، نجحت في إثارة اهتمام وخيال العلماء، الذينيتعاملون مع كل أمر باعتباره ممكن الحدوث، لو نظرنا إليه من زاوية ماوبينمااكتفى المشاهد العادي بالانبهار بالفكرة ، أو الاعتياد عليها ، كل العلماء يكدونويجتهدون ، لإيجاد سبيل علمي واحد إليها وعدني بأنك لن تشعر بالدهشة،والمفاجأة عندما أخبرك أنهم قد نجحوا في هذا ، إلى حد ما . نعم.. نجحوا في تحقيقذلك " الانتقال الآني " في العمل، ولكن هذا لم ينشر على نطاق واسع.. السؤالهو لماذا !؟! ما داموا قد توصلوا إلى كشف مذهل كهذا، فلماذا لم ينشر الأمر، باعتباره معجزة علمية جديدة، كفيلة بقلب كل الموازين رأسا على عقب ؟! والجواب يحويعدة نقاط مهمة كالمعتادفالانتقال، الذي نجح فيه العلماء، تم لمسافة تسعينسنتيمترا فحسب، ومن ناقوس زجاجي مفرغ من الهواء إلى ناقوس آخر مماثل، تربطهماقناة من الألياف الزجاجية السميكة، التي يحيط بها مجال كهرومغنطيسي قويثم إنذلك الانتقال الآني ، تحت هذه الظروف المعقدة ، والخاصة جدا ، لم ينجح قط مع أجساممركبة ، أو حتى معقولة الحجم ، كل ما نجحوا فيه هو نقل عملة معدنية جديدة ، من فئةخمسة سنتات أميركية من ناقوس إلى آخر.ثم انه لم يكن انتقالا آنيا على الإطلاق، إلا لو اعتبرنا أن مرور ساعة وست دقائق ، بين اختفاء العملة من الناقوس الأول،وحتى ظهورها في الناقوس الثاني ، أمرا آنيا ! لذا، ولكل العوامل السابقة، اعتبرعلماء أوائل الثمانينات أن تجاربهم، الخاصة بعملية الانتقال الآني قد فشلتتماما ولكن علماء نهاية التسعينات نظروا إلى الأمر من زاوية مختلفة تماما، فمنوجهة نظر بعضهم، كان ما حدث انتقالا عبر " الزمكان " أو شخصر الزمان والمكان معا، وليس انتقالا آنيا بالمعنى المعروف ومن هذا المنطلق ، أعادوا التجربة مرة أخرى،ولكن من منظور مختلف تماما ، يناسب الغرض الذي يسعون إليه هذه المرة ، ولتحقيقالغرض المنشود ، رفعوا درجة حرارة العملة المعدنية هذه المرة ، وقاسوها بمنتهىالدقة ، وبأجهزة حديثة للغاية ، وحسبوا معدلات انخفاضها ، في وسط مفرغ من الهواء،ثم بدؤوا التجربة.وفي البداية، بدا وكأن شيئا لم يتغير، قطعة العملة اختفتمن الناقوس الأول ثم عادت إلى الظهور في الناقوس الثاني، بعد ساعة وست دقائقبالتحديد، ولكن العلماء التقطوا العملة هذه المرة، وأعادوا قياس درجة حرارتهابالدقة نفسها، والأجهزة الحديثة نفسها للغاية. ثم صرخوا مهللين. فالانخفاض الذيحدث، في درجة حرارة العملة المعدنية الصغيرة، كان يساوي وفقا للحسابات الدقيقة، أربع ثوان من الزمن فحسب، وهذا يعني أن فرضيتهم الجديدة صحيحة تماما . فتلكالسنتات الخمسة الأميركية قد انتقلت ليس عبر المكان وحده، ولكن عبر الزمانأيضا أو بالمصطلح الجديد، شخصر الزمكان فعلى الرغم من أن الزمن الذي سجلهالعلماء فعليا، لانتقال تلك العملة، من ناقوس إلى آخر، هو ساعة وست دقائق، إلاأن زمن الانتقال، بالنسبة لها هي، لم يتجاوز الثواني الأربع.انتصار ساحقلنظرية السفر عبر الزمن. ولكن يحتاج إلى زمن طويل آخر، لوضعه موضع الاعتبار، أوحتى لوضع قائمة بقواعده، وشروطه، ومواصفاته. فالمشكلة، التي ما زالت تعترض كلشيء هي أن تكل النواقيس المفرغة ما زالت عاجزة عن نقل جسم مركب واحد، مهما بلغتدقته، أو بلغ صغره.. لقد حاول العلماء هذا، حاولوا وحاولوا وفي كل مرة، كانتالنتائج تأتي مخيبة للآمال بشدة ، فالجسم المركب الذي يتم نقله ، تمتزج أجزاؤهببعضها البعض ، على نحو عشوائي ، يختلف في كل مرة عن الأخرىوليس كما يمكن أنيحدث ، لو أننا صهرنا كل مكوناته مع بعضها البعض ، ولكنه امتزج من نوع عجيب ، لايمكن حدوثه في الطبيعة ، حيث تذوب الجزيئات في بعضها البعض ، لتمنحنا في النهايةشيئا لا يمكن وصفه ، المزدوجة المتناقضة ، التي تثير حيرة الكل بلا استثناء. إنهممكن ومستحيل في آن واحد، ممكن جدا، بدليل أنه يحدث من آن إلى آخر ومستحيل جدا، لأنه لا توجد وسيلة واحدة لكشف أسرار وقواعد حدوثه في أي زمن . بل ولا توجد حتىوسيلة للاستفادة منه. ولقد كان الأمر يصيب العلماء بإحباط نهائي، لولا أن ظهرعبقري آخر، في العصر الحديث ليقلب الموازين كلها رأسا على عقب مرة أخرى انه " ستيفن هوكنج Stephen William Hawking " الفيزيائي العبقري ، الذي وضع الخالق عز وجل قوته كلها في عقله، وسلبها من جسده ، الذي أصيب في حداثته بمرض نادر ، جعل عضلاته كلها تضمر وتنكمش، حتى لم يعد باستطاعته حتى أن يتحرك ، وعلى الرغم من هذا فهو أستاذ للرياضيات بجامعة " كمبردج " البريطانية ، ويشغل المنصب ذاته ، الذي شغله " اسحق نيوتن " واضع قوانينالجاذبية الأولى منذ ثلاثة قرونوالعجيب أن ستيفن هوكنج قد حدد هدفه منذ صباه، ففي الرابعة عشرة من عمره، قرر أن يصبح عالما فيزيائيا . وهذا ما كان. ولقد كشفستيفن هوكنج عن وجود أنواع أخرى من الثقوب السوداء، أطلق عليها اسم " الثقوبالأولية " بل اثبت أن تلك الثقوب تشع نوعا من الحرارة ، على الرغم من قوة الجذبالهائلة لها ومع كشوفه المتتالية، التي قوبلت دوما باستنكار أولي، ثم انبهارتال ، فتح هوكنج شهية العلماء ، للعودة إلى دراسة احتماليات السفر شخصر " الزمكان " الكوني ، لبلوغ كواكب ومجرات، من المستحيل حتى تخيل فكرة الوصول إليها بالتقنياتالمعروفة حاليا.وهنا ظهرت إلى الوجود مصطلحاتوكشوف جديدة مثل أنفاق منظومة الفضاء والزمن، والدروب الدوارة، والنسيج الفضائي، وغيرها، وكل مصطلح منها يحتاج إلى سلسلة من المقالات لوصفه، وشرح وتفسير أبعادهالمعقدة، وأهميته المدهشة في عملية السفر عبر الزمن والمكان .. أو الزمكانوأصبحذلك المصطلح يضم قائمة من العلماء، إلى جوار " ألبرت أينشتين "مثل " كارلشفارتزشليد " و " مارتن كروسكال " و " كيب ثورن " و " ستيفن هوكنج " نفسه وبالنسبة للمعادلات الرياضية ، مازال السفر عبر الزمن ممكنا ، وما زالهناك احتمال لأن يسير الزمن على نحو عكسي ، في مكان ما من الفضاء أو الكون ، أو حتىفي بعد آخر ، من الأبعاد التي تحدث عنها " أينشتين " والآخرون وما زالت هناكعملياترصد لأجسام مضادة تسير عكس الزمن ، وتجارب علمية معملية ، تؤكد احتماليةحدوث هذا الأمر الخارق للمألوف ، تحت ظروف ومواصفات خاصة ودقيقة جداوما زالالعلماء يجاهدون ويعملون ويحاولون ولكن يبقى السؤال نفسه حتى لحظه كتابة هذه السطور . هل يمكن أن تتحول قصة " آلة الزمن " يوما إلى حقيقة؟! وهل يتمكن البشر اليوم منالسفر شخصر الزمكان إلى الماضي السحيق، أو المستقبل البعيد ؟ هل ؟! من يدري؟! ربما.أخوتي الأعزاء في منتدى أبناء الدويملتعميم الفائدة أرجو زيارة موقع: Stephen William Hawking. أو موقع: NASAأو موقع: Hubble. | |
|