- اقتباس :
يتساقط الأحباب والأصدقاء عام بعد عام!! بعضهم يسقط من القلب :وبعضهم من الذاكرة: البعض الأخر يسقط من العين حينها ندرك بان السعادة ليست في عددهم بل في قيمتهم
العزيز أبو آية،
تساقط الأحباء والأصدقاء الذي تتحدث عنه أنت هنا من المسلمات غير الطيبات،،،
فالأحباب والصحاب هم تماماً مثل وريقات الأشجار في تأثرها بالفصول إذ تنمو في مواسم كالربيع والخريف بينما تسقط في الشتاء..
مشاغل الدنيا ، هموم المعيشة وشظفها ، الهجرة ، البعاد ، الإبتعاد ... كلها أسباب تنأى بالأحباب...... ولطالما فرق النأي المحبينا (إبن زيدون)***،
إعتدنا القول: "الذاكرة بقت خربة"، حقيقة أنها لا تخرب ولكنه فعل الأيام وغابر السنين وزحمة الأشياء التي تكدس البيانات في هذه الشريحة من الدماغ فتتراص المعلومـات طبقاً فوق طبق، فيصبح الاصدقاء المرتبطين بتواريخ حديثة في سطح الذاكرة بيد أن رفاق الدرب القدامى الأولين (ناس الحارة والبلي والبحر والحواشة والمدرسة الأولية وإلى آخر الأمكن الجميلة) يحتلون (بكسر التاء) في قاع الذاكرة ولا يخرجهم إلا الشديد القوي حين يرتبطون بأحداث ووقائع ومناسبات مؤثرة (عضة كلب وشرقة موية قوية اثناء تعلم الســـــــــــباحة أو عكة كبيرة في الكورة أو حتى موقف رائع من بطل مثل دهرمندرا في فلم "من أجل أبنائي" أو وضع يهز الوجدان ويبقى معلق بالذاكرة مثل سيدني بوتيه في "أســـــتاذي لك حبي"، وألن ديلون في فلم "عاطفة أب")، كلها أحداث مؤثرة ومفعمة بالإنسانية والمشاعر تجعل من الأشخاص المرتبطين بها موجودين على الدوام على سطح الذاكــــرة يشـــــــغلون مكانة مرموقــــــة من مركز الشعور،،،
والسقوط من الذاكرة وحتى التواري عن النظر أمور طبيعية يلعب فيها التقادم والزمن دور كبير، أما الأحداث والوقائع الهامة المرتبطة بالشخوص والمواقف فدوماً تبقى حية في السطح...
أما السقوط من القلب، أمر لا يتمناه عاقل ولا يرضاه أحد لحبيب، من بعيد أو من قريب..
أعرف أحد أصدقائي شائت الأقدار أن تفرقه عن زوجته الأولى (ولم يكن لهما من بعض أبناء) فتزوج من أخرى وهي بدورها رزقها الله الإنسان الذي يســـــــــــعدها...
ولازالا يتصلان ولا ينقطع السؤال عن الأحوال بينهما - بعلم وسمع ووعي وفي وجود الشريكين الآخرين في حياة كل منهما.. منتهى الوفاء والإخلاص .. سبحان الله..
هذا ((سبيل الأولين والآخرين)) أخي أبوآية،،
وأسأل الله أن يجمعك بأحبابك وخلانك ويجعلهم دوماً ملتفون حولك
واسال الله أن يديم المحبة واسباب الالفة وأن يجمع بين القلوب
ولعل بين الفينة والأخرى لنا ولكم إتكاءة مع عمنا عوض الكريم القرشي برفقة الشفيع (لهما المغفرة والرحمة)
يا الفي الجنـــــوب حي الشمال
يا الفي الشروق ليك شـــــــــــوقنا طال طال
يا الفي الغروب هاك لحنـي قال
وحالك يا أبوآية - قطع شك - بقول:
الذكريت ... (صادقة ونبيلة، مهما تجافينا ...بنقول حليلا..)
_______________________________________________________________________
*** راجع نونية إبن زيدون لعل فيها متنفس لنا وبضع إجابة مما أتيت به من سؤال..
أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا، ،،، وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَـــــــــــــــا
حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُــــــــــــــــــــــــنا ،،، فغَدَتْ سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَـــــــــــــا
بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنــَـــــــــــــــــا ،،، شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَـــــــــــــــا
لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنــــــــــــــــــــا ،،، أنْ طالَمـــــــــــــا غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!
وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَـــــــــــــــــــا بَدَلاً مِنْكُمْ ،،، وَلا انصـــــــرَفتْ عنكمْ أمانينَـــــــا
وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَـــــــــــــــــــــا ،،، مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
حتى آخر القصيدة..
المبروك