أصدر الشيخ محمد الحسن ولد الددو رئيس مركز تكوين العلماء ورئيس جامعة عبد الله بن ياسين يوم أمس الأثنين 17 سبتمبر 2012م الموافق 01 ذو القعدة 1433هـ فتوى بشأن موضوع عرض الفلم المسيء للإسلام الذي أنتج في أمريكا الأسبوع الماضي وأثار موجة عارمة من ردود الفعل الغاضبة في العالم الإسلامي كما تباينت الآراء والمواقف التي صدرت بشأنه سواء من جهات رسمية أو غير رسمية.
وقد بين الشيخ الددو في هذه الفتوى تباين آراء الناس بصدد عرض هذا الفلم، فبين أن مواقف الناس أربعة:
• الموقف الأول: التجاهل وعدم المبالات.. وهو موقف سلبي لم يقم أصحابه بما أوجب الله عليهم من النصرة ولم ينجحوا في الامتحان.
• الموقف الثاني: الاعتداء على من لم يشارك في الجريمة وقتل المعاهدين وإحراق السفارات... وهذا موقف همجي يأباه الشرع والعقل.
• الموقف الثالث: الاعتراض على الاحتجاجات الشعبية بدعوى أنها في ذاتها غير مشروعة وأنها لا تفيد.. وهذا الموقف برمته باطل، فالاحتجاجات الحضارية من إنكار المنكر والبراءة منه ومن القيام لله بالقسط، وهي ضغط مؤثر داخلي وخارجي لا ينكره إلا مكابر..
• الموقف الرابع: الاحتجاج والإنكار والضغط بمختلف الوسائل الحضارية المشروعة، وهذا الموقف هو الصواب الذي ندين الله به ونراه واجبا شرعا..
وقد ساق الشيخ الأدلة الدامغة لتبرير هذا الموقف وأصّل له تأصيلا شرعيا من الكتاب والسنة، واعتبر الاحتجاج والإنكار والضغط بمختلف الوسائل الحضارية المشروعة هو الوسيلة الأنجع للضغط على الحكومة الأمريكية وغيرها من الحكومات لمنع عرض الفلم ونشره، وإجبارها على سن القوانين التي تمنع الإقدام على مثل هذه الجريمة في المستقبل كما هو الحال في السابق حين أُجبروا تحت ضغط الاحتجاجات على سن قوانين تمنع الاعتداء على المصحف من طرف الجيش الأمريكي..
كما بين الشيخ في هذه الفتوى أن الاعتداء وقلب الحقائق وتشويه المقدسات لا يدخل تحت حرية التعبير، ولا بد أن يعاقب أصحابه كما يعاقب في الغرب من أنكر المحرقة اليهودية.. |