قواعد عامة في العبادات
ورد في كتاب " قواعد التصوف : للشيخ أحمد زروق ، بعض القواعد العامة والهامة في العبادات :
أولاً : " كمال العبادة بحفظها والمحافظة عليها ، وذلك بإقامة حدودها الظاهرة والباطنة ، من غير غلو ولا تفريط 0
والمفرّط مضيّع ، والغالي مبتدع ،سيّما إن اعتقد القربة في زيادته 0 فمن ثم قيل : الوسوسة بدعة ، وأصلها جهل بالسنة ، وخبال في العقل ، يدفعها دوام ذكر : " سبحان الملك الخلاق { إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد × وما ذلك على الله بعزيز } ابراهيم مع كل ورد0
ثانياً : الأجر على قدر الاتباع ، لا على قدر المشقة ، كتفضيل الايمان والمعرفة والذكر والتلاوة ، على ما هو أشق منها بكثير من الحركات الجسمانية [أعمال البدن]0
[ أما ] قوله عليه الصلاة والسلام : (( أجرك على قدر نصبك )) (1) إخبار خاص في [موضوع ] خاص ، لا يلزم عمومه ، سيما [ وأنه]صلى الله عليه وسلم ، ما خُيّر في أمرين إلا اختار أيسرهما ، مالم يكن إثماً)(2) مع قوله ))إن أعلمكم بالله وأتقاكم لله أنا )) (3) وكذا جاء: (( خير دينكم أيسره )) (4) إلى غير ذلك0
ثالثاً: التشديد في العبادة منهي عنه ، كالتراخي عنها 0
والتوسط : أخذ بالطرفين ، فهو أحسن الأمور ، كما جاء (( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ))الفرقان/67{ ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها}الإسراء /110 ، وقال عليه الصلاة والسلام : (( أما أنا فأقوم وأنام ، وأصوم وأفطر 00 )) (5) 0
وكان صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل نصفه، وثلثه، وثلثيه، وهو الوسط باعتبار من يأتي على كله ، أو لا يقوم منه إلا اليسير 0
وكذلك ردّ عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما للوسط بصيام الدهر، وقيام نصف الليل ، ختم القرآن في سبع ، إلى غير ذلك [ فرده للتوسط ] 0
لذا لزم التوسط في كل مكتسب ، لأنه أرفق بالنفس ، وأبقى للعبادة 0
رابعاً : تحديد ما لم يرد في الشرع تحديده ابتداع في الدين :ولاسيما إن عارض أصلاً شرعياً ، كمن يصوم يومه لفوات ورد ليلته ، والذي لم يجعل له الشارع كفارة إلا الاتيان به قبل صلاة الصبح أو زوال اليوم 0 وكذا قراءة الفاتحة قبل الصلاة ، وتوقيت ورد الصلاة ونحوه ، مما لم يرد من الشارع نص فيه 0
لا ما ورد فيه نص أو إشارة كصلاة الرواتب وأذكار ما بعد الصلاة ، وقراءة القرآن وصيام النفل ، ونحوه ، فافهم 0
خامساً : دوام الشيء بدوام ما رُتب عليه 0 وثوابه على قدر نيته ، ورتبته على قدر التقرب به: والله دائم الربوبية ، فأحكام عبوديته دائمة على خلقه ، لا ترتفع عنهم 0
وأصل العبادة عنده مَنْ عَبَدَه لأنه أهل للعبادة ، مع رجائه والخوف منه ، والهيبة ، أو الحياء ، ونحوه ، فافهم 00 "
كتاب : قواعد التصوف ، أحمد زروق ، ص : 93 –101