[size=24]
قرحة المعدة من أكثر أمراض الجهاز الهضمي انتشاراً بين الرجال والنساء في جميع دول العالم، والقرحة كما هو معلوم هي عبارة عن تآكل أو تجويف صغير ينشأ في الجدار الداخلي المبطن للمعدة أو الاثنا عشر، وقد ينشئ هذا الغشاء مادة مخاطية لحماية المعدة من الحامض المعدي، وعند حدوث تآكل بهذا الغشاء فان المواد الحامضة التي تفرزها المعدة تأكل جدار المعدة وتسبب ما يطلق عليه القرحة، ولا يتعدى قطرها في أغلب الأحوال سنتيمتراً واحداً، وتشتد الأعراض كلما زاد حجم القرحة.
يرجع سبب القرحة إلى وجود بكتيريا الهليكوباكتر التي تعيش بصورة طبيعية داخل الجدار المخاطي المبطن لجدار المعدة، من دون أن تسبب مشاكل طبية في الغالب. ورغم عدم معرفة سبب نشاط هذه البكتيريا التي تعمل على تآكل جدار المعدة وتحدث القرحة، لكن أكثر النظريات قبولاً هي المخالطة اللصيقة مع مريض القرحة، وانتقالها كذلك عن طريق الطعام والشراب.
من الأسباب الأخرى للقرحة استخدام مسكنات الألم المعروفة والشائعة، مثل الأسبرين والبروفين وكثرة التدخين وشرب الكحوليات، إضافة إلى الضغوط العصبية. وحول إن كان باستطاعة مريض القرحة الصيام، فالطب تطور تطوراً كبيرا فى علاج القرحةاً، وأصبح بالإمكان تناول العلاج مرة واحدة يومياً، ومريض القرحة المستقرة الذي تم علاجه بالمضادات الحيوية ضد الهليكوباكتر يمكن شفاؤه بصورة تامة، ويمكنه الصوم بعد تأكد الطبيب من استقرار الحالة.
ومن الضروري أن يستشير مريض القرحة الطبيب قبل الصوم حتى في غياب الأعراض الجانبية، لما قد يشكله الصوم من خطورة عليه بسبب زيادة مستويات الحامض المعدي وخاصة عندما تكون المعدة فارغة من الطعام، وكذلك حتى لا يتعرض لحدوث نكسات مرضية مفاجئة. و ينصح المريض بالإفطار في حالة القرحة الحادة أو عند حدوث مضاعفات مثل النزيف، من جانب آخر يحتاج مريض القرحة غير المستقرة إلى إرشادات طبية متعددة”.
من هنا لابد لمريض القرحة أن يراعي بعض التعليمات في حالة صيامه ,يجب تنفيذ تعليمات الطبيب بدقة، وتناول الأدوية بصفة مستمرة وعدم التوقف الا بأمر الطبيب، مع الإقلال من المواد الحارة والحراقة، والقهوة والشاي والمشروبات الغازية، وتناول كميات كافية من الماء. إلى جانب التوقف عن التدخين الذي يعد أمرا حيويا لعلاج القرحة والوقاية منها في آن واحد. وضرورة غسل اليدين جيدا وخاصة بعد الخروج من الحمام وتجنب المخالطة اللصيقة مع مريض القرحة، مع تعلم طرق الاسترخاء والتعامل مع الضغوط الحياتية، ومعالجة ارتجاع الحامض بالمريء وكذلك أسباب زيادة إفراز الحامض المعدي.
ومن الأمور المهمة التي لا يجب الإغفال عنها هو تناول كمية كافية من الماء يوميا يساعد علي التخلص من الكلورين الذي يزيد إفراز حمض المعدة. وتجنب عصير الليمون والبرتقال وبياض البيض، والجريب فروت والمشروبات الغازية لأنها تسبب ألما لدى مريض قرحة المعدة نتيجة حدوث حرقان في فم المعدة. ومن أفضل طرق طهو الطعام هي الطرق البسيطة كالمسلوق والأطعمة المهروسة كالبطاطس البيوريه التي لا تؤدي إلى تهيج المعدة. من المستحسن عدم شرب السوائل بكثرة أثناء تناول الطعام، ويراعى ألا تكون ساخنة أو شديدة البرودة كالماء المثلج، والحذر كل الحذر من تناول التوابل الحارة والأطعمة المولدة للغازات لأنها تحدث انتفاخاً وتزيد من الشعور بالآلام، مثل البصل والكرنب والقرنبيط والخيار والفلفل الأخضر واللفت والبقول. وبالنسبة للدهون فهي مفيدة لمرضي القرحة لأنها تؤخر من تفريغ محتويات المعدة كما أنها تقلل من الإفرازات المعدية. ولكن يجب التقليل من تناول الدهون المشبعة واستبدالها بالدهون المتعددة عدم التشبع. والابتعاد أيضا عن العوامل التي تتلف الغشاء المخاطي للمعدة مثل الشطة والفلفل الأسود وجوزة الطيب والقرنفل والخردل والثوم.