المحبة نعم، هي والنجاح صنوان وهي والثروة توأمان حب الأخ لأخيه والإبن لأبويه والأم لفلذة كبدها وتحاب الزوجين، ومحبة الجار. كلها مفاتيح للنجــــاححب الصديق لصديقه ، وفوق هذا وذاك الحب، محبة الله ومحبة رسوله عليه أفضل الصلاة والســـــلام كثيرة هي التعاريف ومتعددة هي المعاني التي تصف هذه الحالة الإنسانية الوجدانية العقلية الســاميةأئذنوا لي هنا بنقل فصل من فصول محبة صديقين تحابا وأجتمعا بقلبيهما في الله، أخوين صديقين جسدا كل معاني المحبة..عنوانـــــها:حب الصديقوهي أقرب للخيال ورويت على لسان أحد مغسلي الموتى وجرت في إحدى الدول العربية...لا تستعجل للمصدر أخي المحبــــــــوب المار بهذا البوست، فهو وارد في نهاية القصة ...(منقول بتصرف دون تاثير على المحتوى، لتقريب اللهجة في كثير من المواضع)يقول راوي القصة،أحضر شاب في الثلاثينات من عمره إلى مغسلة الموتى وكان برفقته بعض معارفه وإخوانه فوجد أحد الإخوة يقوم بإخراج جميع من كانوا موجودين مع المتوفي داخل المغسلة ومن ضمن الذين أخرجهم كان والد الميت، فافتكرت أنه هو الولي عليه أو الأخ الأكبر للمتوفي ..
وعندما بدأت في تجريد ملابسه، وجدت الأخ هذا يبكي بحرقة شديدة فاستغربت في ذلك فحاولت أن أركز في غسيل الميت ومن شدة بكاء هذا الشاب دعاني إلى سؤاله: فقلت له الله يجزاك خير أدعو لأخوك بالرحمة والشفقة فهو الآن بين يدي الله في وضع الرحمة والشفقة، فقال لي وهو يبكي: إنه ليس أخي إنه ليس أخي! فاستغربت كيف أنه ليس أخاه ويقوم بإخراج والد الميت وإخوانه من مكان الغسيل ويبقى هو معه لوحده!
حاولت أن أستدرجه في الكلام من أجل أن أخفف بكاءه فقال لي يا شيخ هذا أكثر من أخي هذا أكثر من أخي وأبي ,, فقلت له كيف الله يجزيك خير .. قال لي يا شيخ درسنا الابتدائية سوياً ودرسنا المتوسطة سوياً ودرسنا الثانوية سوياً وتخرجنا سوياً وعُينّا الاثنين سوياً في دائرة حكومية، وتزوجنا من أختين ورزقنا الله كل واحد من زوجته ولد وبنت ونسكن في نفس العمارة، كل واحد في شقة قبالة الآخرى، وكل يوم نذهب للعمل بسيارة إحدانا واليوم الثاني نذهب بسيارة الآخر. إذا فطر أحد منا مع صديقه هذا، فالغداء والعشاء في بيت الصديق الآخر.
يقول لي أسألك بالله يا شيخ هل مر عليك إخوان شغفا بالطريقة هذه؟ فقلت لا والله .. وأنا أسألكم بالله هل مر عليكم أمر كهذا؟.. قلت له أخي شقيقي أنا يعمل لا أشاهده إلا في المناسبات،
فقلت له ادع له الله يتغمده برحمته وقمنا بالصلاة عليه ودفنه بعد صلاة الظهر.. العبرة ليست هنا يا إخوتي .. العبرة أنه في المقبرة التي دفن فيها صديق هذا الشاب يوجد بها في الصف الواحد حوالي ثلاثين قبر ومن النادر جداً إذا صليت على جنازة الصبح في المقبرة كمثال رقم 17 وحضرت لصلاة العشاء تجد أن القبر وصل لرقم 22 أو 23، ومن النادر جداً أن يدفن في هذه المقبرة في أوقات الصلاة الحكمة هنا يا إخوان،،
ثاني يوم العصر أحضر صديق الميت محمول للغسيل (ذلك الحزين الذي كان يغسل ويبكي صديقه ويناولني المقص والشاش والماء داخل مغسلة الموتى) أحضروه لي وهو ميت! فعندما كشفت عن وجهه تذكرت وجهه فقلت لوالده : إن هذا الوجه ليس بغريب علي ! فقال لي : كيف يا شيخ، هذا هو الشاب الحزين الذي كان بالأمس معك يغسل ويبكي صديقه، فسألت عن سبب وفاته فأخبروني أن زوجته أرادت أن توقظه لطعام الغداء ففضل أن يترك لينام قليلاً حتى صلاة العصر ويقوم لتجهيز العزاء لصاحبه لليوم الثاني، وعندما جاءت زوجته لتوقظه لصلاة العصر وجدته قد فارق الحياة.
أحضروه وقمت بغسله ودموعي على خدي، لم أكن أتصور وأتخيل هذا الرجل كان بالأمس يقف معي يساعدني في غسل زميله والآن نقوم بغسله،
لم تنته القصة ، لم تأتي العبرة بعد،
العبرة يا أخوتي في أكثر من ذلك، سبحان الله، فقد قمت بدفنه في القبر المجاور لصديقه وليس بينه وبين صديقه غير الحاجز الجدار الذي يفصل القبرين... وهذه نادراً ما تحدث!
سبحان الله كانوا في الدنيا سوياً وفي الآخرة سوياً .. أسأل الله لي ولكم الثبات في الدنيا والآخرة وأسأل الله للأخوين الصديقين الرحمة والمغفرة ..
لا إله إلا الله الحي الذي لا يموت..
تحابوا في الله إخوتي..
المصدر: http://www.nourcafe.com/threads/1031-من-أغرب-قصص-المحبة-في-الله[/url]أللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا الى حبك آمينالشكر موصول لكم اختي د. سمية لهذه المادة القيمة، أدام الله حولك المحبة التي يغمرك بها أخوتك وأبنائك في هذا المنتدى، فلا تغيبي عنهم كثير..المبروك