امي يا امرأة توثق عصب الرؤيا
والإصرار..
يا امرأة تعرف كيف تقود
...
النصر بكل وقار..
يا امرأة بين يديها الحق شعار
وديار تنهض خلف ديار
لأنين الناس وللأنفاس
لجرح النجوى والأقدار..
يا امرأة صارت
في خارطة المجد إطار
يا امرأة تعرف كيف ستبني
بين ضياء الحب
وبين ظلام الزمن الصعب
جدار..
يا امرأة سكبت في صحراء
الوجد يقيناً
فاض حنيناُ
كالأنهار
يا امرأة جعلت في لحظات
عبق الشمس يعم الدار
فتمدت علماً فتحاً عشقاً
أدباً يهطل كالأمطار
وصباحاً يرحل في الأعماق
وحقلاً ينضح بالأشجار
يا امرأة في ذاكرة الضوء نهار
أغوار البحر تهيم لديها
والإلهام ندى كفيها
والإيمان العذب مدار
من قبل صباحك
كان جفاف الساحة نار
كان البرق ينام حزيناً
في البيداء بدون ستار
كان الظل يهيم وحيداً
بين الصمت بجوف الغار
كأن الأرض انشقت هماً
والنجمات ارتجفت ولهاً
والأعماق بلا أسرار
ولما جئت تهادى الطيف
على الطرقات بكل مسار
وهلّ الخير على الآفاق
عطاء بعدك ليس يثار
صدر العصر انفتح سماحاً
خط الأفق الأخضر صار
من فيض رؤاك يمد رؤاه
جحافل وهج واستشعار
لا الطوفان تداعى وهناً
لا الميقات ولا التيار
لا نزف البحر العشق توارى
أو تاب الشوق من الإبحار
فالفتح القادم يرنو تيهاً
والزمن الماضي منك يغار
فالعهد الآتي صوبك عيدُ
يزدان بأرضك كالأزهار
يا امرأة تلهم صمت الرؤيا
يا امرأة تبقى حقل نضار
وحدائق أنس واستشراق ٍ
فجر يتدفق بالأنوار
يا امرأة الخير
وخط السير
رحاب الساحة والأخيار
يرعاك المولى والأحداق
وهمس النجمة والأقمار
يا امرأة تبقى تل عطاءٍ
قلعة صدق لا تنهار.