[color:877f=red]البروتينات النباتية أفضل من الحيوانية لبناء عظام الجسم
* الذين يتناولون بروتينات حيوانية تزداد لديهم الكسور بمعدل ثلاثة أضعاف * الفول والقمح والبقوليات من أفضل مصادر البروتينات النباتية * البروتينات الحيوانية تزيد من كسور الذراعين نيويورك: «الشرق الأوسط» تقول احدى الدراسات الحديثة إن الحمية الغذائية الغنية بالبروتينات النباتية والفقيرة بالبروتينات الحيوانية قد تساعد على بناء عظام قوية.
لقد عرف العلماء منذ زمن بعيد أن الغذاء الغني بالبروتينات يمكن ان يؤثر في مخزون الكالسيوم في العظام، وقد يكون ذلك عائدا لتسهيل البروتينات لحل الكتلة العظمية، لكن الدراسة الحديثة اظهرت أن مصدر البروتينات قد يشكل فارقا في تأثيرها. فالبروتينات ذات المصدر النباتي كالفول والقمح والفواكه، قد لا يكون لها التأثير السيئ نفسه على الكتلة العظمية، مثل البروتينات ذات المصدر الحيواني كاللحوم والاسماك ومشتقات الحليب.
هل هذا يعني انه قد حان الوقت لاستبدال السمك بالجبنة المستخرجة من فول الصويا، وشرائح اللحم بالفول والبقوليات؟ قد تكون الاجابة عن هذا لا، إذ ان المعطيات المتوفرة حتى الآن غير جازمة ابدا، وهناك بعض التخوف من ان يستبق المدافعون عن حقوق الحيوانات والنباتيون اجراء دراسات وابحاث اعمق حول الموضوع، ويستغلونه للترويج لمعتقداتهم على الرغم من ان الاجابة النهائية عن تلك التساؤلات لم تظهر حتى الآن.
لماذا تسبب البروتينات ترققا في العظام؟ اوضح الدكتور ديبوره سليمير، مدير عيادة الكثافة العظمية في جامعة كاليفورنيا: «عندما يقوم الجسم بهضم واستقلاب البروتينات الحيوانية تنطلق نتيجة لذلك كمية معتبرة من الحمض الى الجريان الدموي، ومع تقدم العمر تشيخ الكليتان ايضا ولا تعودان قادرتين على تعديل هذه الحموض بالكفاءة نفسها عندما نكون شبابا، وعندها يلجأ الجسم لطرق بديلة لتعديل هذه الحموض وطرحها. وأحد الطرق الرئيسية للقيام بهذه المهمة هو مادة مرتبطة بكالسيوم العظام، التي تنطلق لحماية التوازن الحامضي القلوي في الجسم، حيث يتم بعد ذلك طرح الكالسيوم الزائد في البول، الامر الذي يفقد العظام العنصر المعدني الاساسي في بنائها. اما استقلاب البروتينات النباتية فيطلق كمية اقل من الحموض لا تستلزم استهلاك مخزون الجسم من الكالسيوم لتعديلها».
قام الدكتور سليمير بمقارنة اكثر من الف امرأة في سن اليأس، فوجد ان النساء اللواتي غلب البروتين الحيواني في غذائهن على البروتين النباتي كان احتمال اصابتهن بكسور الورك ونقص الكثافة العظمية اكبر بثلاث مرات من النساء الأخريات. وقد أيدت دراسات أخرى نتائج هذه الدراسة، كان آخرها دراسة قامت بتحليل المعطيات المتوفرة عن نزيلات احدى مصحات المسنين على مدى اثني عشر عاما، التي وجدت ايضا ان الغذاء الغني بالبروتينات الحيوانية ذو علاقة بزيادة خطر التعرض لكسور الذراعين، وبالمقابل ظهرت دراسات بنتائج مخالفة تماما لهذه الدراسة وتقول إن الحمية الفقيرة بالبروتينات الحيوانية ذات علاقة وثيقة بحدوث الضياع العظمي.
ويقول احد الخبراء إنه لا ينصح بالقيام بأي تغيير كبير في نظام التغذية اعتمادا على هذه الابحاث المتضاربة. ويعلق احد اعضاء المؤسسة القومية لترقق العظام في الولايات المتحدة الاميركية بالقول: «إن الحمية الغنية بالبروتينات الحيوانية تسيء فقط لأولئك الذين لديهم اصلا نقص في موارد الكالسيوم، اما النساء اللواتي يتناولن الحاجة اليومية الموصى بها من الكالسيوم والبالغة 1200 الى 1500 مليغرام يمكنهم تناول اللحوم ومشتقات الحليب من دون خوف فقدان كتلتهم العظمية. وبالمقابل يقول مؤيدو حقوق الحيوان والتغذية النباتية ان الانسان ليس بحاجة لكل هذا القدر من الكالسيوم اذا توقف عن تناول البروتينات الحيوانية. ويرد بالقول خبير المؤسسة القومية لترقق العظام إن زيادة الوارد من الكالسيوم اسهل بكثير من التوقف عن تناول البروتينات الحيوانية فلماذا نتبع الطريقة الصعبة.
وعلى الرغم من هذا الجدل القائم بين الخبراء إلا ان جميعهم متفق على امر واحد هو ان هذه الدراسة تقدم سببا آخر لأكل المزيد من الخضر والفواكه لتضمن بأن طعامنا يحتوي على ما يكفي من الكالسيوم.