فوزي عبد القادر موسى عبد دويمابي برتبة لواء
عدد الرسائل : 2478
| موضوع: هكذا اختبارات الحياة! الثلاثاء 19 يوليو - 0:42 | |
|
كان هناك مدرّس مجتهد يُقدّر التعليم حق قدره.. وأراد أن يختبر طلابه اختبارهم الدوري عندما حان موعده.. ولكنه أقدم على فكرة غريبة وجديدة لهذا الاختبار. فهو لم يُجرِ اختباراً عادياً وتقليدياً بالطرق التحريرية المتعارف عليها.. ولا بالأساليب الشفهية المألوفة.. فقد أخبر طلابه بأنه حضّر ثلاثة نماذج للامتحان يناسب كل نموذج منها مستوى معين من الطلاب.. النموذج الأول للطلاب المتميزين الذين يظنون في أنفسهم أنهم أصحاب مستوى رفيع.. وهو عبارة عن أسئلة صعبة. النموذج الثاني للطلاب متوسطي المستوى الذي يعتقدون أنهم غير قادرين إلا على حلّ الأسئلة العادية التي لا تتطلب مقدرة خاصة.. أو مذاكرة مكثّفة. النموذج الثالث يخصّ ضعاف المستوى ممن يرون أنهم محدودي الذكاء.. أو غير المستعدين للأسئلة الصعبة.. أو حتى العادية نتيجة إهمالهم وانشغالهم عن الدراسة. تعجّب الطلاب من أسلوب هذا الاختبار الفريد من نوعه.. والذي لم يتعودوا عليه طوال مراحل دراستهم المختلفة.. وراح كل منهم يختار ما يناسبه من ورقات الأسئلة.. وتباينت الاختيارات. - عدد محدود منهم اختار النماذج التي تحتوي على الأسئلة الصعبة. - وعدد أكبر منهم بقليل تناول الورقة الخاصة بأسئلة الطالب العادي. - وبقية الطلاب تسابقوا للحصول على الوريقات المصممة لضعاف الطلاب. وقبل أن نعرف معاً ما حدث في هذا الاختبار العجيب أسألك: تُرى أي نموذج كنت ستختار لو كنت أحد طلاب هذا الفصل؟ بدأ الطلاب في حل الاختبار .. وكانوا في حيرة من أمرهم.. أحس بعض الطلاب الذين اختاروا الأسئلة الصعبة بأن الكثير من الأسئلة ليست بالصعوبة التي توقعوها! أما الطلاب العاديين فقد وجدوا بالفعل أسئلة عادية وأنهم قادرين على حلّ أغلبها.. وتمنّوا من داخلهم لو أنهم طلبوا الأسئلة الأصعب.. فربما نجحوا في حلها هي الأخرى.. أما الصدمة الحقيقية.. فكانت من نصيب أولئك الذين اختاروا الأسئلة الأسهل.. إذ وجدوا أسئلة لم يظنوا أبداً أنها سهلة. وقف المدرس يراقبهم.. ويرصد ردود أفعالهم.. وبعد أن انتهى الوقت المحدد للاختبار.. جمع أوراقهم.. ووضعها أمامه.. وأخبرهم بأنه سيُحصي درجاتهم أمامهم في حينه.. دُهش الطلاب من ذلك التصريح.. فالوقت المتبقي من الحصة لا يكفي لتصحيح ثلاث أو أربع ورقات.. فما بالك بأوراق الفصل كله؟! واشتدت دهشتهم وهم يرون معلّمهم ينظر إلى اسم الطالب على الورقة وفئة الأسئلة.. هل هي للمستوى الأول أو الثاني أو الثالث.. ثم يكتب الدرجة التي يستحقها.. ولم يفهم الطلاب ما كان يفعله المعلم.. وبقوا صامتين متعجبين.. ولم يطُل عجبهم.. فسرعان ما انتهى الأستاذ من عمله.. ثم التفت إليهم ليخبرهم بعدد من المفاجآت غير المتوقعة. أفشى لهم الأستاذ أسرار ذلك الاختبار - فأول سرّ أو مفاجأة.. تمثّل في أن نماذج هذا الاختبار كلها متشابهة.. ولا يوجد اختلاف في الأسئلة. - أما ثاني الأسرار أو المفاجآت.. فكانت في منح مَن اختاروا الأوراق التي اعتقدوا أنها تحتوي على أسئلة أصعب من غيرها درجة الامتياز.. - وأعطى من تناول ما ظنوا أنها أسئلة عادية الدرجة المتوسطة.. - أما من حصل على الأسئلة التي فكروا في كونها سهلة وبسيطة فقد حصل على درجة ضعيف.. فَغَر أغلب الطلاب أفواههم دهشة واعتراضاً.. وعلى وجه الخصوص أصحاب الأسئلة العادية والسهلة.. وراحوا يتأملون كلام الأستاذ وتبيّن لهم مقصده. وأكّد هذا المدرس المقصد عندما أعلن لهم بأنه لم يظلم أحداً منهم.. ولكنه أعطاهم ما اختاروا هم لأنفسهم.. فمن كان واثقاً في نفسه وفي استذكاره طلب الأسئلة الصعبة.. فاستحق العلامات النهائية. ومن كان يشكّ في إمكانياته ويعرف أنه لم يذاكر طويلاً.. فقد اختار لنفسه الأسئلة العادية.. فحصل على العلامة المتوسطة. أما الطلاب الضعاف المهملين الذين يرون في أنفسهم التشتت نتيجة لهروبهم من التركيز في المحاضرة أو الحصة.. ثم تجاهل مذاكرة الدروس.. فهؤلاء فرحوا بالأسئلة السهلة.. فلم يستحقوا أكثر من درجة ضعيف. وهكذا هي اختبارات الحياة فكما تعلّم هؤلاء الطلاب درساً صعباً من هذا الاختبار العجيب.. عليك أنت أيضاً أن تعلم أن الحياة تُعطيك على قدر ما تستعد لها.. وترى في نفسك قدرات حقيقية على النجاح وأن الآخرين - سواء كانوا أساتذة أو رؤساء عمل أو حتى أصدقاء ومعارف لن يعطوك أبداً أكثر مما تعتقد أنك تستحق.. فإن أردت أن تحصل على أعلى الدرجات في سباق الحياة.. عليك أن تكون مستعداً لطلب أصعب الاختبارات دون خوف أو اهتزاز للثقة. فهل أنت جاهز للاختبارات الصعبة.. أم أنك ستُفضّل أن تحصل على درجة ضعيف؟ | |
|
أبوآيه دويمابي برتبة مقدم
عدد الرسائل : 1150
| موضوع: رد: هكذا اختبارات الحياة! الأربعاء 20 يوليو - 17:50 | |
| تسلم فوزي عبدالقادر وينك إنت وين تلفوناتك عاوزك إتصل علي
| |
|