خواطر حول الشيخ/ عبد الحميد كشك غفر الله له ورحمه.
الحمد لله القائل : { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً } الأحزاب23، والصلاة والسلام على الرسول الأمين الذي بعثه الله رحمةً للعالمين ، وعلى آله وصحبه الطاهرين ؛ وبعد :
فمما لا شك فيه أ ن فقد الأمة لعلمائها المخلصين يُعد من أعظم المصائب ، وبخاصة متى كان هؤلاء العُلماء ممن وهبوا أنفسهم للدعوة إلى الله تعالى على علمٍ وبصيرةٍ ؛ وممن لا يتوانون عن الصدع بكلمة الحق ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، دون أن تأخذهم في الله لومةً لائم . ومنذ عشر سنوات مضت ، فقدت الأمة الإسلامية واحداً من أبرز دعاتها الذين يندر أن يجود الزمان بمثلهم ؛ فقد كان – رحمه الله – علماً من الأعلام ، وداعيةً من أشهر وأبرز الدعاة ، وفارساً من فرسان المنابر المعدودين في عصرنا .
إنه فضيلة الشيخ / عبد الحميد كشك خطيب مدرسة محمد ، وصاحب العبارة الشهيرة :
" أما بعد: فيا حماة الإسلام وحراس العقيدة ".
وعلى الرغم من أن الشيخ – رحمه الله – كان قد مُنع من الخطابة منذ عام 1402هـ تقريباً ؛ إلا أن صوته الداعي إلى الحق ، والآسر للقلوب والأسماع ، ما زال وسيظل ـ بإذن الله ـ يتردد في أنحاء كثير من بلاد العالم عبر أشرطة التسجيل التي يسمعها الناس صباح مساء دونما كللٍ أو مللٍ . وما ذلك إلا لأن تلك الخُطب والدروس والمواعظ إنما خرجت من قلبٍ صادقٍ ، وجرت على لسانٍ صادق ـ ولا نزكي على الله أحدا ـ فوعتها الأسماع ،وأحبتها الأفئدة ، وتقبلتها النفوس بكل لهفةٍ واشتياق ، وبكل طواعيةٍ واختيار .
ولكن من هو الشيخ عبدالحميد كشك ؟
وما هي أبرز ملامح وميزات مدرسته المتميزة في فن الخطابة المنبرية ؟!
أما الشيخ فهو الداعية الموفق ، والخطيب الملهم ، والواعظ المؤثر ، والمتحدث المسدد عبدالحميد بن عبدالعزيز بن محمد كشك . الذي أمضى ( 63) عاماً هي مجموع سنوات عمره ؛ مجاهداً في سبيل إعلاء كلمة الحق ، ونصرة الدين . فهو من مواليد العاشر من مارس عام 1933م في بلدة ( شبراخيت ) بمحافظة البحيرة في جمهورية مصر العربية .
عرفه الناس خطيباً مفوهاً نابهاً ، وداعيةً جريئاً موفقاً ، يصدع بكلمة الحق ويجهر بها دون أن تأخذه في الله لومة لائم . حفظ القرآن الكريم قبل سن العاشرة من عمره ، ثم التحق بالمعهد الديني في الإسكندرية ، وكان ترتيبه الأول على مستوى الجمهورية في الشهادة الثانوية الأزهرية .