موضوع: اليــــــــــــــود
--------------------------------------------------------------------------------
الوظائف الفسيولوجية :
1- اليود منظم لنمو و تطور الجسم من خلال الثايروكسين : ينشط هرمون الثايروكسين و كذلك ثلاثي يود الثايرونين ، التفاعلات التمثيلية الأساسية لدرجة تصل الي 30% و يترتب على زيادة معدل التمثيل الأساسي زيادة استهلاك الأكسجين و إنتاج الطاقة . و يطلق معظم الطاقة الناتجة من هذا التنشيط في شكل حرارة .
2- هناك وظائف أخرى يكون دور اليود فيها أقل وضوحا من وظيفته في تنظيم التمثيل الأساسي ، و تشمل تحول الكاروتين الي فيتامين ( أ ) و تصنيع البروتين و امتصاص الكربوهيدرات و تنظيم تصنيع الكوليسترول في الجسم . و قد وجد أن نسبة الكوليسترول تزداد نقص إفراز الغدة الدرقية و تقل بفرط إفرازها ، كما أن للثايروكسين دورا في التكاثر .
أعراض نقص اليود و التسمم به :
1- مرض الجويتر المتوطن :
عند عدم كفاية اليود في الغذاء أو عدم امتصاصه يحدث تضخم في الغدة الدرقية ، بحيث تصل في المراحل الأخيرة للمرض الي 750 غم ( الوزن الطبيعي للغدة الدرقية 25غم ) . و ينتشر المرض في بلدان مختلفة من العالم ، ففي بعض الولايات المتحدة الأمريكية قدرت نسبة الإصابة بالجوتير (%7,2) . و هو يحدث بصورة خاصة لسكان المناطق الجبلية التي انجرفت تربتها مع الزمن ، و غسل معها اليود ، فقل توفره في المياه و التربة و انعكس ذلك على النباتات النامية في هذه المناطق . و تقدر حالات الجويتر في العالم بحوالي ( 300-200) مليون حالة بينما يصل عدد اللذين يعانون من حالات النقص في العالم 10000 مليون .
و ليس نقص اليود هو السبب الوحيد للجويتر ، فقد يحدث المرض نتيجة النقص في أنزيمان تكوين الثايروكسين . و بغض النظر عن السبب ، فإن الغدة الدرقية تتضخم نتيجة لنقص اليود و اختلال وظيفتها تبعا لذلك .
و يمكن معالجة المرض في مراحله الأولى بإعطاء اليود أو هرمون الثايروكسين و اجتناب المواد المدرقة في الطعام و خاصة في وجبات المجموعات الأكثر عرضة للإصابة به كالحوامل و الفتيات و المراهقات ، فقد أدى إعطاء اليود عن طريق أضافته الي ملح الطعام .Iodized salt و إعلام الناس بكيفية استعماله لتقليل حالات الجويتر في كثير من المناطق الجغرافية ، فقد أدى استعماله في ميشغن Michigan الي تقليل حالات نقص اليود الي 32% سنة 1925 . و الإناث أكثر عرضة للإصابة بالجويتر ، إذ تبلغ الإصابة به في الإناث ستة أضعاف نسبة الإصابة في الذكور . أما في المراحل المتأخرة و عند حدوث تضخم كبير في الغدة الدرقية فلا بد من الجراحة ، و ذلك لأسباب جمالية و لأن التضخم قد يعيق التنفس و يؤثر على الصوت الطبيعي عند المصاب بالمرض .
2- مرض القماءة عند الأطفال :
و هو مرض يحدث في الأطفال الذين تعاني أمهاتهم من نقص اليود خلال فترة المراهقة و في أثناء الحمل ، بسبب قلة توفره للنمو الطبيعي للجنين .و يتميز هذا المرض بضعف النمو ( القزمة ) ، و حدوث تشوهات في الوجه و الأنف و التخلف العقلي و خشونة الصوت و جفافة و تضخم البطن و بروزه . و يمكن تخفيف حدة هذه الأعراض بل و معالجتها بإعطاء اليود للطفل مبكرا بعد الولادة ، و إلا فإن الأعراض تكون مزمنة .
3- المكسيديما :
تحدث هذه الحالة في مرحلتي الطفولة و المراهقة عند نقص اليود فيهما . و تتلخص أعراضها في خشونة الشعر ة قلة كثافته و جفاف الجلد و اصفراره و ضعف القدرة على تحمل الطقس البارد و انخفاض الصوت و خشونته و قد يؤدي المرض الي خلل في الغدة الدرقية أو الغدة النخامية التي تفرز الهرمون المنبه للغدة الدرقية .
و المكسيديما و القماءة ما يزالان منتشران في أماكن مختلفة من العالم ، خاصة في المناطق الجبلية ، فقد سجلا في سوسيرا و مناطق جبال الأنديز و غيرهما من بقاع العالم .
4- فرط إفراز الغدة الدرقية و التسمم باليود : يعرف المرض الناتج عن فرط إفراز الغدة الدرقية Hyperthyroidism بمرض غريفس Graves,disease أو الجويتر ألجحوظي . و قد ترتفع فيه نسبة التمثيل الأساسي الي 100% فوق الطبيعي . و يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة من النشاط الزائد للغدة الدرقية و زيادة الثايروكسين في الدم و سرعة التهيج و العصبية و نقص الوزن و زيادة الشهية و ضعف القدرة على تحمل الحرارة و حدوث ارتجا فات في اليدين عند مدهما و جحوظ في العينيين .
مصادر اليود الغذائية :
من أهم مصادر اليود الغذائية : الأطعمة البحرية و الخضروات و النباتات المزروعة في ترب غنية باليود . و يختلف النباتي الواحد في كمية اليود التي يحتويها اختلافا كبيرا ، فقد وجد أن هناك تباينا في محتوى الجزر من اليود تراوح ( لكل 100 غم ) من 240 ميكروغم في فلوريدا الي 407 ميكروغم في أوكلاهوما و 1283 ميكروغم في لويزيانا . و قد وجدت قيم عالية تصل الي ,6 غم يود لكل 100 غم من الوزن الجاف في بعض الأعشاب البحرية . و يعتبر مسحوق الأسماك الذي يستخدم في أعلاف الحيوانات و الطيور مصدرا جيدا لليود . كما أن الملح المضاف إليه اليود من أهم المصادر الغذائية لليود في هذه الأيام . و في الولايات المتحدة الأمريكية يضاف اليود الي الملح بمعدل 10 ملغم لكل 100 غم ، بينما توصي منظمة الصحة العالمية بإضافة 1 ملغم لكل 100 غم من الملح .
الاحتياجات اليومية :
تقدر منظمة الصحة العالمية احتياجات الفرد اليومية الي اليود بحوالي(100-140) ميكروغم يود في اليوم للنساء البالغات و الرجال البالغين على التوالي ، أما المقررات الأمريكية فهي 150 ميكروغم / اليوم للبالغين و المراهقين ، مع زيادة 25 ميكروغم للحوامل و 50 ميكروغم لمرضعات ، بينما ينصح بإعطاء الأطفال دون سن الحادية عشرة كميات تتراوح من ( 40-120 ) ميكروغم / اليوم