طور فريق من العلماء في معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا،
محلولا قابلا للتفكك بيولوجيا لوقف نزيف الجروح خلال
ثوان لدى تطبيقه على القوارض.
ويعتقد الفريق المؤلف من خبراء من الولايات المتحدة
وهونج كونج، أن التقنية الجديد قد تمثل ثورة حقيقية في مجال
معالجة الجروح، فعندما يوضع المحلول على الجرح المفتوح،
فإنه يشكل مادة هلامية تغلق مكان الإصابة. وما إن يلتئم الجرح،
حتى تتحلل المادة الهلامية إلى جزيئات يمكن
أن تستخدمها الخلايا للبدء في عملية ترميم النسيج المتضرر.
السر وراء ذلك هو أن المحلول مكون من شظايا بروتينية
تسمى بيبتيدات. وعندما تلامس هذه الأخيرة الجرح،
فإنها تتكتل تلقائيا لتشكل المادة الهلامية من دون أن تؤثر
على الخلايا المجاورة. وقال رئيس الفريق، الدكتور روتليدج إليس بنكي:
“لقد اكتشفنا طريقة لوقف النزيف في أقل من 15 ثانية،
مما يعتبر نقلة نوعية على هذا الصعيد، إذ من الممكن
أن يكون لهذا المحلول استخدام مهم في العمليات الجراحية،
وخصوصا التي تتم في بيئات حرجة مثل جبهات الحرب،
إذا ما علمنا أن ذلك يمكن أن يختصر زمن الجراحة بنسبة 50%”.
ومن ميزات المحلول الجديد، إمكانية استخدامه في البيئات الرطبة،
وبخلاف المواد الأخرى، لم يتسبب هذا المحلول في
أي رد فعل مناعي لدى الحيوانات التي عولجت به. ولا يعرف
الخبراء حتى الآن، آلية عمل هذه التقنية على وجه الدقة،
ولكنهم يعتقدون أن البيبتيدات تتفاعل مع الشبكة
الخلوية العلوية المحيطة بالخلايا. وقد استخدموا المحلول
لتمكين عدد من حيوانات “الهامستر” من استعادة الرؤية
بعد أن تعرضت القناة البصرية لها لأضرار.
من جهته، قال الدكتور ديفيد بيكر الذي أجرى أبحاثاً عديدة
في مجال التئام الجروح، من كلية لندن الجامعية:
“الدراسة الجديدة رائعة، ولكن يجب معرفة المزيد من التفاصيل
حول دور المحلول في العملية الطبيعية لالتئام الجروح.
ولا شك في أن هذه التقنية سوف تحظى باهتمام مرضى الناعور
الذين سيحرصون على اصطحابها أينما ذهبوا لاستخدامها
في حال حدوث أي طارئ”. مترجم ومنقول