القرد والقرنتي
جلس قرد على شجرة دوم بجوار شاطئ النهر.. والتقط ثمرة من ثمارها وألقاها في الشاطئ.. فأحدث ذلك صوتاً أعجبه فألقى ثمرة ثانية ثم ثالثة..
وحدث أن كان قرب الشاطئ فرس نهر "قرنتي".. التقط هذه الثمار وظن أن القرد قد ألقاها له دلالة على المحبة والتودد له.. فخرج وتحدث إلى القرد وأعجب بذكائه وحكمته. وظل يتردد عليه كل يوم.. ويسهر معه حتى ساعة متأخرة من الليل.. يتحدثان ويتسامران..
تضايقت زوجة القرنتي من كثرة غيابه وعودته متأخراً عن بيته وأسرته.. وشكت إلى إحدى جاراتها.. وكانت عجوزاً حكيمة.. فنصحتها بأن تتمارض.. وحينما يحضر زوجها ويلاحظ مرضها ويعجز عن معرفة سبب المرض وعلاجه.. تخبره بأن يستشير جارتهما العجوز... وفعلاً حضر الزوج وأخبرته زوجته بمرضها.. وذهب وأحضر الجارة العجوز وكشفت عليها.. وأخبرتهما بأن علاجها الوحيد هو.. قلب قرد..
رجع الزوج كئيباً إلى شجرة الدوم وقابل صديقه القرد.. وأخبره بأن له بيتاً في الجزيرة الجميلة وسط النهر.. وطلب منه الذهاب معه لرؤيته فوافق.. وأركبه في ظهره وسبح به تجاه الجزيرة.. وكان القرنتي كئيباً ومحتاراً في أمره.. وظل يفكر.. هل يترك زوجته تموت وعلاجها الوحيد هو قلب قرد؟.. أم يخون صديقه الذي يحبه.. ويغطس به في الماء ويغرقه ويأخذ قلبه شفاءً لزوجته؟
لاحظ القرد كآبة القرنتي وحيرته فسأله.. وأخبره بحقيقة الأمر..
فقال له القرد: لماذا لم تخبرني بذلك عند الشجرة؟.. ذلك لأن لنا عادة نحن القرود وهي أننا إذا زرنا صديقاً لا نأخذ قلبنا معنا.. لئلا نُفتن بزوجته.. ارجع بنا إلى الشجرة... فصدقه القرنتي وعاد به.
وعندما وصلا إلى اليابسة.. جرى القرد وقفز إلى الشجرة وتسلّق أعلاها.. وقال للقرنتي: علاجك يا صديقي أن ترجع إلى زوجتك.. ولا تعود لتسهر معي.. فتتأخر عنها..