ثمن العناد
من سنن الحياة وطبائع الأشياء أن تحدث بعض الخلافات في الحياة الزوجية نتيجة التباين واختلاف الميول والطباع وبيئة التنشئة بين الزوجين. وكثيرون من الأزواج يستطيعون بالحكمة والحوار الهادئ والصبر التغلب عليها والوصول بسفينة الحياة الزوجية إلى بر الأمان، بينما يعجز آخرون عن ذلك ويلجأون إلى أبغض الحلال، متصورين أنه الحل الأمثل لكافة المشكلات.. لكن كلمة «الطلاق» وإن كانت سهلة النطق فهي قاسية المعنى وشديدة التبعات، فجميع أطرافها خاسرون وأولهم الأطفال الذين لا ذنب لهم في ما اقترفت يد آبائهم.
ولعل من أكثر تبعات الطلاق صعوبة موضوع الرؤية، إذ تحتفظ الأم عادة بحضانة الأطفال حتى بلوغهم سناً معينة مع السماح للأب برؤيتهم تبعاً لما يقرره القانون، وهنا تبدأ المأساة إذ تحكي أروقة المحاكم وساحات أقسام الشرطة عشرات القصص والحكايات التي يعاني فيها الآباء من أجل رؤي منة أطفالهم، بعدما قررت الأمهات استخدامهم كسلاح لإذلالهم والتنغيص عليهم.
وبينما تبرر الأمهات مواقفهن هذه بانشغال الآباء بحياتهم الجديدة، وعدم وفائهم بالتزاماتهم المادية تجاه أطفالهم، رغبة منهم في إضافة المزيد من الأعباء على عاتقهن، وأيضاً خوفهن من أن يلجأ الآباء إلى خطف الأطفال وحرمان الأمهات منهم مدى الحياة، يصرخ الآباء الذين يقضون الساعات الطوال في الحدائق العامة ومقار الأحزاب والأندية في انتظار أن تأتي الأمهات ومعهن الأطفال، من دون أن يأتي أحد أو يتحرك المسؤولون لوضع حد لهذا الوضع المأساوي.
وبين مبررات الأمهات وصراخ الآباء يدفع الأبناء وحدهم الثمن أمراضاً نفسية تجعلهم بشكل أو بآخر أفراداً غير أسوياء في المجتمع.
و«المرأة اليوم» إذ تفتح هذا الملف الشائك وتلقي الضوء على المآسي التي يتعرض لها الأطفال من ضحايا قانون الرؤية، وتطرح آراء نخبة من علماء النفس منقول منوالاجتماع حول الآثار المترتبة على عناد المطلقين وتعنتهم في منح أطفالهم فرصة العيش بصورة صحية سليمة، وفي أجواء مناسبة، تؤكد أن القانون وإن كان بلاشك يحتاج إلى إعادة نظر وتعديل، إلا أن الأهم من القانون وتعديله هو الضمير الذي يجب أن يضع مصلحة الصغار فوق أي اعتبار. منقول
[b][flash][/flash]