انتبه الى غدائك قد يكون دائك
يصف الأطباء صداع الشقيقة بأنه أشد ألماً من صداع الإجهاد من العمل. فآلام الشقيقة تصاحبها أعراض مثل الخفقان والعجز عن التفكير أو حتى تحريك الرأس من شدة الألم، وقد يصاحبها الغثيان والقي وعدم تحمل الضوء، وربما وخز ضعيف في اليدين والقدمين، وحساسية غير عادية للروائح والأصوات مما يؤدي إلى تقلب في المزاج وتهيج مفرط. ويستمر الصداع لمدة أربعة ساعات، وقد يمتد إلى ثلاثة أيام إذا لم تتخذ التدابير لتسكينه. ورغم انتشار هذا الصداع بصورة كبيرة بين الناس (إذ يكفي أن تعلم أن أكثر من ثلاثة وعشرين مليون أمريكي يعانون منه)، إلا أن أسبابه ما زالت غير دقيقة التحديد ، وما زال هناك جدل حول تلك الأسباب، إلا أنه من المؤكد أن هناك أكثر من سبب لهذا الصداع، ومعظم الآراء تربطه بالمواد الكيميائية وبعض المواد الطبيعية التي تسبب تحفيز وتهيج المخ مما ينتج عنه الصداع ،كما أن هناك آراء تؤكد أن هناك أموراً أخري في أسلوب الحياة لا يلتفت إلى تغييرها الإنسان تؤدي إلى الشقيقة. ومن فرضيات أسباب هذا النوع من الصداع الفرضية التي تقول: إن 20% من هذا الصداع سببه الغذاء، إذ يعتقد أن هناك بعض المواد الكيميائية الموجودة طبيعياً أو مضافة للأغذية يتعدي تأثيرها على شعيرات المخ وأوعيته الدموية فيوسعها ويسبب الصداع. فمن تلك الأغذية الطبيعية الجبن والمكسرات والبيتزا. ومن الأغذية التي تضاف لها كيماويات اللحوم المعاملة بأملاح النيترات، والشاي، والقهوة، والشوكولاتة، لوجود الكافيين بها، والأغذية المتخمرة والمخللات، وتوضع على رأس هذه قائمة الأغذية الأطعمة التي يضاف إليها ملح آحادي جليوتاميت الصوديوم (msg). وقبل الاسترسال في الحديث لا بد أن نؤكد أن هذه مجرد فرضية لا ترقي حتى اليوم للقطع واليقين، وربما تكون صحيحة، وربما تكون بعض، أو كل هذه الأغذية مسبباً فعليا ًللشقيقة .فإن كنت ممن يشكو من صداع الشقيقة، فالأمر بين يديك لأنه ما عليك إلا أن تثبت أو تنفي مثل هذا الكلام.. كيف؟ إن الأمر بسيط ولكنه يحتاج إلى ربط وصبر..وهاك الطريقة
كلما جاءتك الشكوى من صداع الشقيقة أمسك بورقة وقلم ثم سجل:
تاريخ ووقت حدوث الصداع.
الأعراض قبل الصداع المصاحبة له وبعده .
وصف دقيق للألم وشدته.
كيف عالجته سواء بمسكنات (نوعها) أو بغيرها.
ما الأطعمة التي تناولتها قبل الصداع، (سجل كل الأطعمة التي تناولتها خلال الساعات العشر السابقة للصداع حتى وقت حدوثه)، وكميتها ودرجة حرارتها، وطريقة طبخها وإعدادها.
النشاطات أو الضغوط التي مارستها أو تعرضت لها خلال اليومين السابقين للصداع حتى حدوثه.
كلما عاودك الصداع، أمسك بالورقة والقلم وأعد تسجيل ما سبق. بعد عدة مرات حاول ربط بين أنواع الأغذية التي تكرر أكلك لها قبل الصداع وحدوث الصداع..كذا أنواع الضغوط أو النشاطات.. ثم قبل الحكم استشر طبيبك فيما توصلت إليه وتابع معه حقيقة استنتاجك.. إذا وجدت أن فرضية العلاقة بين الغذاء والشقيقة حقيقية، فأبعد تلك الأغذية من قائمة طعامك، وأستشر طبيب التغذيه عن البدائل لها
للتغذية دور في الحد من وجع الرأس أو الصداع النصفي، إذا تسببت إحدى المواد الغذائية المتناولة في ألم في الرأس أو في ازدياد حدة الألم مثلما يحدث في حالة الصداع النصفي.
من أهم ما نتداوله من نصائح غذائية هو تجنب تناول الأغذية التي تحتوي على مواد حافظة مثل مادة مونو صوديوم جلوتاميت.
والحد من الإفراط في تناول الكافيين كالشاي والقهوة والكاكاو، وتجنب تناول اللحوم المصنعة التي تحتوي على نسبة من النيترات، والحرص على تناول أكثر من 3 إلى 5 وجبات في اليوم. ولكن هل لهذه النصائح الفائدة المرجوة، وماذا عن آخر المستجدات العلمية نظير ذلك؟.
وتشير آخر الدراسات الجديدة إلى إنخفاض نسبة عنصر المغنيسيوم المتأين في الدم لدى حوالي نصف الذين يعانون من صداع نصفي، وقد أبرزت هذه الدراسات دور عنصر المغنسيوم في الحد من عدد ومدة نوبات الصداع النصفي، بما فيه الصداع النصفي لدى النساء قبل الدورة الشهرية. ويرتكز مجمل هذه النتائج إلى أن قلة المغنيسيوم في الدم يمكن أن تؤدي إلى زيادة معاناة الشخص من الصداع النصفي، حتى أن بعض الدراسات أشارت إلى أن حقن المغنيسيوم يمكن أن يخفف بعض الصداع النصفي في غضون دقائق. ألا أننا ما زلنا بحاجة إلى دراسات البحث الأعمى المزدوج (seiduts hcraeser dnilb elbuod) والتي نعتبرها الأساس العلمي في تحديد دور المغنيسيوم في الحد من أوجاع الرأس والصداع النصفي بأنواعه. ولعل من أهم المصادر الغذائية لعنصر المغنيسيوم هي الخضراوات الورقية الخضراء، مثل الخس والبقدونس والملفوف، والمكسرات كاللوز والجوز والفستق، والحليب ومنتجاته، ومنتجات الحبوب الكاملة.
الى ذلك أشارت بعض الدراسات إلى أن فيتامين ب 2 (المعروف بالرايبيفلافين) قد يساهم في خفض وتيرة ومدة الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص مقارنة بهؤلاء الذين لم يتناولوه، ولكننا بحاجة إلى دراسات ذو جودة عالية ومتسمة بالبحث الأعمى المزدوج لتحديد دور ب2 المناسب.
وقد شاع لدينا استخدام الحلبة لتخفيف آلام أوجاع الرأس والصداع النصفي، وقد أثبتت بعض الدراسات فعالية الحلبة في تخفيف الآلام نظرا لاحتوائها على مادة السابونين التي تزيد من افراز الهرمونات الاستيرويدية داخل الجسم، وتساعد بدورها في تخفيف الآلام، إلا أن نوعية الدراسات لم تشمل بعد الدراسات المزدوجة، ولكن لا ضرر من إستخدام الحلبة إذا لم يتم تناولها مع الأدوية والعقاقير والمكملات الغذائية. ويمكن اضافة نبتة الحلبة وأوراقها وبذورها الى السلطات. كما ويمكن استخدام بودرة الحلبة في خليط البهارات المشكلة أو الكاري عند الطبخ وفي صنع الحلاوة. ويمكن أيضا استخدام زيت بذور الحلبة كشراب مع الماء الساخن.
والجدير بالذكر بأن ما أثيته لنا العلم بأن هنالك بعض أنواع الأطعمة التي قد تتسبب في زيادة نوبات أوجاع الرأس أو الصداع النصفي، منها الأطعمة الغنية بالحمض الأميني التيرامين والموجود في اللحوم المدخنة والمعتقة، كبد الدجاج، السمك المعلب، الأجبان المعتقة، الباذنجان والملفوف، الخميرة، والشوكولاتة، وبعض أنواع الفواكه كالموز والأفوكادو والحمضيات، والأطعمة الغنية بمادة النايترات الموجودة في المواد الحافظة خاصة تلك المستخدمة في إنتاج اللحوم، والأطعمة التي تحتوي على مواد المحسنة للنكهة التي تضاف لأطباق المطبخ الصيني مثل المونوصوديوم جلوتاميت، بالإضافة إلى بعض منتجات الألبان.
ويعتمد علاج أوجاع الرأس والصداع النصفي على محاور رئيسية خمسة تقتضي بالتشخيص الدقيق لمعرفة مسببات الألم والذي يتخلله تحليل لمسببات الغذاء المحتملة وتحديد طرق السيطرة عليها، تغيير النمط الحياتي والذي يتخلله جانب من الطب التكميلي مثل التدليك والمساج، و التدخل الطبي اذا لزم الأمر باستخدام الأدوية أو المكملات الغذائية لتجنب حدوث الألم أو لمعالجة أعراض الألم، أو استخدام العناصر الغذائية مثل المغنيسيوم في حالة الصداع النصفي لدى النساء قبل الدورة الشهرية، والعلاج السلوكي، و العلاج النفسي. ولعله يجب علينا أن نميز بين أوجاع الرأس والصداع النصفي، فهنالك أنواع عديدة من أوجاع الرأس، منها ما يكون نتيجة الدورة الشهرية، أو التوتر والاجهاد، أوالغذاء، ومنها ما ينجم عن نزلات البرد أو التحسس أو التهاب الجيوب الأنفية. ويعرف الصداع النصفي (الشقيقة أو المايغرين) بالشعور بآلام في الرأس شديدة ومتتابعة والتي يمكن أن تترافق مع عدم وضوح الرؤيا والتقيؤ والاستفراغ. ويمكن لألم الرأس في حالة الصداع النصفي أن يستمر لفترة 6 ساعات الى 48 ساعة.وقد يصاحب الألم الشعور بالدوران والدوخة، وفقدان الشهية، والتعب، وألم في العين، أو التحسس للضوء، والشعور بالضعف والهزال والتنمل في بعض أطراف الجسم، كما ويمكن الشعور بعدم القدرة على التركيز، والحاجة الماسة للنوم وأوجاع في الرقبة.
وتعود مسببات وجع الرأس الى عوامل عدة والتي بدورها تؤثر على تغيير قطر الأوعية الدموية، فمثل هذه العوامل تتسبب في تضيق الوعاء الدموي مما يقلل من وصول الدم الى مناطق في الجسم فيشعر الشخص بعدم وضوح الرؤية، والضعف والتنمل. وبعد دقائق وساعات عدة، تتوسع الأوعية الدموية متسببة بتدفق الدم بصورة أكبر مصاحبا أوجاع شديدة في الرأس. ومن هذه الأسباب: الاجهاد المستمر، المشاكل العاطفية، الضغط النفسي أو الجسدي، الحساسية، الامساك، مشاكل الكبد، قلة النوم أو كثرة النوم، التغيرات الهرمونية (خاصة خلال الدورة الشهرية لدى النساء)، التعرض للشمس أو شدة الحرارة، الأضواء القوية، قلة الرياضة والنشاط البدني، تغير الضغط، انخفاض مستوى السكر في الدم، شرب الكحول (البيرة والنبيذ الأحمر بشكل خاص)، كثرة تناول الكافيين، التدخين أو التعرض للدخان، والتعرض لبعض أنواع الروائح أو العطور. كما أن لتناول بعض الأدوية تأثير للشعور بألم في الرأس خاصة لدى النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل والأشخاص الذين يتناولون بعض أنواع الأدوية المستعملة لمعالجة ارتفاع ضغط الدم.
ومن العوامل الأخرى التي قد تزيد من فرصة الاصابة بالصداع النصفي هو أن تكوني أنثى اذ تعتبر النساء أكثر عرضة للاصابة من الرجال، أن يكون هنالك أشخاص في العائلة ممن يعانون من الشقيقة، استخدام حبوب منع الحمل (خاصة اذا كنت من المدخنات أو تعانين من ارتفاع في ضغط الدم)، أو إذا كان العمر تحت سن الأربعين (فتقل نسبة الاصابة بالصداع النصفي عند الرجال والنساء سوية فوق سن الأربعين).
ولعل أهم ما يجب أن ندركه بأن للنظام الغذائي دور في الحد من أوجاع الرأس والصداع النصفي، سواء أكان هذا الدور وقائي أم علاجي، ولكن تعتمد فعالية النظام الغذائي بصورة كبيرة على الحالة الفردية للشخص وعلى مسبباته الفردية ونمط حياته، فالإتجاه الدارج الآن يتمثل بكثرة التعرض للإجهاد والضغط اليومي، تناول وجبة واحدة إلى
اثنتين فقط في اليوم والمقتصرة على مجموعة محددة من الأطعمة ، إختيار و تناول الأطعمة السريعة والمعلبة والجاهزة والمشروبات الغازية، وزيادة تناول الأغذية الغنية بالطاقة والتي تحتوي على نسبة عالية من الدهن والسكر والملح والتي ينقصها عناصر غذائية مهمة كالفيتامينات والمعادن ، قلة شرب الماء، تناول القليل من الخضار والفاكهة ومنتجات الحبوب، استخدام السكر بكثرة واستخدام الملح والصوديوم، شرب القهوة المنبهات، والمشاريب الغازية بكثرة مع عدم الحفاظ على وزن صحي. ولعل لهذه الأنماط الدور في المساهمة في تحديد دور الإستجابة للعلاج الطبي والتغذوي في حالة أوجاع الرأس والصداع النصفي.
ويعنى دور التغذية في هذه الحالة بوضع برنامج غذائي معين واعتماد تغيير في سلوكيات معينة إلى سلوكيات محسنة بدراسة وتخطيط، فمع تحول السلوك المخطط إلى عادة، تصبح عملية ضبط وجع الرأس والصداع النصفي مسألة تلقائية، مع مراعاة التدخل الطبي حسب التشخيص. ولا يتناول البرنامج الغذائي ما نأكله فقط، وإنما أيضا متى وأين نأكل ومدى إستجايتنا للمحيط الخارجي ولمجريات الحياة والضغوطات. فإن البرنامج الأمثل للغذاء يمنحنا مجموعة منوعة من الأطعمة، ومنها تلك النباتية والغنية بالمغنيسيوم وفيتامين ب، ويوفر لنا المرونة في الظروف المتغيرة
منقول مع جزء من محاضرة