ابني الحبيب:
اشتياقي إليك أكبر من كل الكلمات..
لقد قاتلت لسنوات طويلة ومنذ كنت طفلا كي تبقى معي وفي أحضاني لأحميك وأساندك وأعلمك كل شيءعن الحياة..والآن وبعد أن أصبحت رجلا سلمتك بكلتا يدي لنفسك وكلي ثقة بان الله يرعاك.. ولكن قلبي ينفطر ألما وشوقا إليك يا ابني الغالي..
واتمنى أن أكون قد أحسنت بتربيتك فمقياس نجاحي كأم هو مقدار نجاحك وحسن خلقك مع الناس فبعد أن حملتك ميزان الأمانة ووضعتك في بداية طريق النجاح الآن قد أصبح القلم في يدك وجف قلمي ..
وإن تهت عن الطريق أو ساءتك صعوبات الحياة أو حن قلبك إلينا فتوجه إلى الله فهو صاحب من لا صاحب له وأنيس من لا أنيس له وهو من استودعتك عنده.. وهو وليك في الدنيا والآخرة ..
لقد أصبحت الآن رجلا وستحمل منذ الآن مسؤولية اختياراتك وتصرفاتك ولكن لي عندك رجاء ..أن أبقى الصديقة التي لا تخفي عنها شيئا وتشركها في أسرارك وافراحك وأتراحك وتستشيرها لعلمك بأنها اكثر من يحبك وينصحك نعم انصحك فهذا هو الشيء الوحيد المتبقي لي منك وهو الذي يشعرني بدفىء قربك وحرارة محبتك ..فلا تبخل علي به ولتبقى صداقتنا حبل مودة يصل ما قطعته الغربة وبعدها في قلوبنا .
وتأكد بأني احبك واحترم آرائك بقدر ما تحبني وتحترم آرائي ..
وتأكد باني مازلت أساندك دائما مادمت على حق ..فلطالما ساندتني وملأت حياتي فرحا وحبا وحنان.
وأخيرا اتمنى لك السعادة بقدر ما تتمناها لي فاحرص على آخر ما تبقى لي منك الصداقة والصدق ..
أحبك من كل قلبي ..يا ابني الحبيب....