العشى اليلى

العشى الليلي:

عندما تتضاءل الرؤية في الضوء الخافت

تبدأ الإصابة بالعشى الليلي في سن مبكرة، ونسبة إصابة الذكور به أكثر منها عند الإناث.

يبدأ هذا المرض محدثا تلفا في أطراف الشبكية ويتجه تدريجيا نحو الوسط،
وتبدأ الشكوى عندما يشعر المريض بمشاكل في الرؤية ليلا وفي الضوء الخافت،
ولدى استفحال هذا المرض فإن المصاب يشعر بأن نظره الجانبي أخذ يتقلص وكأنه
ينظر إلى الأشياء من خلال أنبوب أو اسطوانة دقيقة، وفي مرحلة متقدمة من
المرض تتأثر حدة النظر وقوته، ولكن لا يصل الأمر إلى العمى التام، وتصاحب
الإصابة بهذه الحالة الإصابة بالماء الأبيض في العين، يذكر أن هذا المرض
وراثي، ولم يتوصل إلى علاج له حتى الآن.

العشى الليلي أو التهاب الشبكية الصبغي

بعد التوصيف العام للعشى الليلي يمكن أن نصل لتعريف له على أنه مرض يصيب
العين؛ فلا يتمكن المصاب من رؤية الأشياء أثناء الليل، وخاصة عند الانتقال
بسرعة من مكان مضيء إلى آخر مظلم، ومن المعروف أن الرؤية في الضوء الخافت
أو المكان المظلم اختبار هام لمعرفة صحة الإبصار.

آلية حدوث العشى الليلي

ينتج هذا المرض عن خلل يصيب مستقبلات الضوء بالشبكية، حيث يوجد في شبكية العين نوعان من خلايا المستقبلات العصبية الضوئية، هما:

العصيات:

وتتواجد في أطراف الشبكية، وتعمل في الضوء الخافت، وتساعد في مجال الرؤية المحيطية.

المخروطيات:

وتتواجد في مركز الإبصار، وتعمل في الأضواء الطبيعية، وتعطي للإبصار قوته وحدته، وتساعد على تمييز الألوان.

وتحدث الإصابة بالعشى عندما تصاب هذه العصيات الموجودة في الشبكية، مما
يضعف قوة الإبصار في الإضاءة الخافتة وخاصة أثناء الليل، كذلك ينخفض مجال
الرؤية الجانبية، ومع تقدم الحالة المرضية تتأثر المخروطيات كذلك، الأمر
الذي يؤدي إلى انخفاض حدة النظر، وقد يصاب النظر بحالة شديدة من الضعف،
ولكن الوصول إلى هذا المستوى من الضعف يستغرق فترة طويلة تتراوح بين30
إلى40 سنة، وفي الحالات الأشد من العشى يحدث ضمور لعروق الشبكية والعصب
البصري.

أسباب الإصابة بالعشى الليلي

تتعدد الأسباب المؤدية للإصابة بالعشى الليلي، ومن أهم هذه الأسباب:

• نقص فيتامين (أ) في الدم نتيجة عدم تناول الغذاء المتكامل المحتوي على
فيتامين (أ)، مما يؤدي إلى اختلال في شبكية العين وهي المسؤولة عن الرؤية
القاتمة في الضوء.

• إصابة العين بالماء الأبيض(cataract)، وهو عبارة عن وجود مناطق معتمة في عدسة العين.

• أسباب وراثية، وذلك بسبب النقص في المادة الصبغية الموجودة في الخلايا العصوية(rods) والموجودة في شبكية العين.

• إصابة العين بمرض الجلوكوما( الماء الأزرق)؛ حيث يرتفع ضغط العين الداخلي
لمعدل أعلى من المعدل الطبيعي، مما يؤدي إلى تلف في أنسجة العصب البصري،
وبالتالي تفقد العين قدرتها على الإبصار.

أعراض وعلامات الإصابة بالعشى الليلي

1. أعراض بصرية

من الأعراض الواضحة هنا عدم القدرة أو صعوبة الرؤية في الظلام أو الضوء
الخافت، يصاحب ذلك احمرار والتهاب العينين، كذلك ظهور فقاقيع رمادية اللون
على بياض العين، وتصاب القرنية بالجفاف.

2. أعراض غير بصرية

وتشمل تأخر النمو العقلي والجسماني خاصة عند الأطفال، وتزداد القابلية
للعدوى بالأمراض، ويصاحب ذلك تغير في طبيعة الجلد، حيث يصبح ملمسه جافا
وخشن الملمس.

أنواع العشى الليلي

يقسم العشى الليلي إلى نوعين:

الأول:

ناتج عن مشاكل في التغذية وبالتحديد نقص فيتامين(أ).

الثاني:

وراثي أو خلقي، ويحدث فيه تلون لأطراف الشبكية، وينتج عنه ضعف الإبصار خاصة في الليل، وقد يتفاقم هذا الضعف ليكون أثناء النهار كذلك.

طرق الوقاية من العشى الليلي

• تناول الأغذية الغنية المحتوية على مكونات فيتامين( أ ) كالخضراوات وخاصة
الجزر لاحتوائه على مادة الكاروتين، والفاكهة الصفراء كالخوخ والمشمش،
وترجع أهمية تناول هذا الفيتامين إلى أنه يشترك مع البروتين في تكوين شبكية
العين، وبالتالي فإن نقصه يؤدي إلى بطء في تكوين صبغة الإبصار.

• في حال وجود العشى الليلي الوراثي ينبغي تجنب الزواج من الأقارب.

• الرضاعة الطبيعية للطفل لمدة سنتين من الأم.

• زيادة شدة الضوء في المحيط الخارجي يساعد على تحسين درجة الرؤية.

طرق العلاج من العشى الليلي:

يعتمد علاج العشى الليلي على نوع العامل المسبب له، وذلك كالتالي:

• إذا كان السبب نقص فيتامين(أ) كما في حالة سوء التغذية فيكون العلاج
بتناول فيتامين (أ) عن طريق الفم بجرعات 2500- 5000 وحدة دولية يوميا، مع
زيادة هذه الجرعة في حالات الحمل والرضاعة.

• علاج أمراض العين في حال الإصابة بها مثل الجلوكوما أو المياه البيضاء، لأنه بعلاجها يعالج العشى الليلي.

• ارتداء النظارات الطبية من أهم طرق العلاج المبكر.

العشى الليلي عند الأطفال

قد يلاحظ الأهل أحيانا وجود خوف دائم لدى أطفالهم إذا تواجدوا في أماكن
مظلمة، وأحيانا يجافي النوم أعين أطفالهم بسبب هذا الخوف، ويبدأون بالتحايل
للنوم في غرفة نوم الوالدين، أو يطلبون منهما القدوم معهم إلى غرفتهم.

ونقول إن خوف الأطفال من الظلام أمر طبيعي لدى معظم الأطفال، لكن الخوف
الشديد يستدعي فحص نظر الطفل؛ فقد يكون العشى الليلي هو سبب حالة "الفوبيا"
التي يعيشها الطفل.

وتكون المشكلة أعمق بالنسبة للوالدين حينما يصاب الطفل بهذه الحالة في فترة
تسبق تعلمه للكلام، حيث يعجز الطفل عن التعبير ويلجأ إلى البكاء، ويلاحظ
الأبوان على أطفالهم المصابين بهذا المرض صعوبة في رؤية الأشياء الصغيرة
وعدم سلاسة في حركتهم وسيرهم في الأماكن المعتمة.

ويبدو أن معظم هذه الإصابات المبكرة تتعلق بخلل ينشأ أثناء الولادة ينمو مع
الطفل؛ حيث تضطرب وظائف الشبكية وهي حالات تعجز جراحة العيون عن إصلاحها.

ولا توجد إحصائيات معينة تظهر مدى انتشار العشى الليلي بين الأطفال، ولكن
المعروف أنه ينتشر بين الذكور أكثر بثلاث مرات انتشاره بين الإناث.

وفي مثل هذه الحالات ينصح الأهل بإشعال نور بسيط في غرفة الطفل يبدد مخاوفه
في الليل، والأهم من ذلك أن يصطحب الوالدان أطفالهم إلى طبيب العيون
للتأكد من سبب هذا الخوف.

أسئلة وأجوبة حول مرض العشى الليلي والتهاب ملتحمة وقرنية العين

س: ما أهمية تناول الأغذية الغنية بفيتامين( أ )؟

ج: ترجع أهمية تناول هذا الفيتامين لأنه يشترك مع البروتين في تكوين شبكية
العين، وبالتالي فإن نقصه يؤدي إلى بطء في تكوين صبغة الإبصار وبالتالي
الإصابة بالعمى(العشى) الليلي.

س: كيف ينتقل فيروس التهاب ملتحمة وقرنية العين؟

ج - تتعدد الوسائل التي ينتقل عن طريقها فيروس التهاب الملتحمة والقرنية ومنها:

• ينتقل الفيروس من اليد إلى العين إذا لامست اليد إفرازات العين المصابة.

• المصافحة بالأيدي بين شخص مصاب وآخر سليم.

• استعمال الأدوات الشخصية للمصاب بالفيروس مثل المناشف..

• استعمال الأدوات الملوثة بالفيروس.

س: ما الأغذية التي تحتوي على فيتامين(أ)؟

ج: يوجد فيتامين( أ ) في كبد الحيوانات مثل الدجاج والأبقار وفي زيت السمك،
كما يوجد في البيض والزبدة والجبنة واللبن، ويوجد في الخضراوات الورقية
الداكنة كالسبانخ، والخضراوات ذات الألوان الصفراء والخضراء كالبطاطا
الحلوة والقرع وخصوصا الجزر لاحتوائه على مادة الكاروتين، وفي الفاكهة
الصفراء كالخوخ والشمام والمشمش.

س: كيف يمكن تجنب الإصابة بالتهاب ملتحمة وقرنية العين؟

ج - تشمل طرق الوقاية ما يلي:

• الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين جيدا، والمحافظة على نظافة البيئة المحيطة.

• غسل اليدين جيدا خاصة بعد مصافحة الشخص المصاب.

• اعتزال المريض وعدم ملامسته الآخرين خلال فترة المرض حتى يتم الشفاء.

• عدم استخدام أدوات المريض الشخصية وخاصة تلك التي تلامس العينين مثل المناشف والنظارات.. وغيرها.

س: هل العشى الليلي مرض وراثي؟ وإن كان كذلك فكيف يورث؟

ج: نعم، هو مرض وراثي؛ حيث يورث العشى الليلي من الوالدين بطرق جينية عدة:
إما سائدة أو متنحية أو بوجود طفرة جينية، ويعتبر النوع المتنحي أكثر أنواع
العشى الليلي شيوعا، ويعد الزواج من الأقارب المصابين من أهم أسباب ظهور
هذا المرض.

س: كيف يمكن الاكتشاف المبكر لحالات العشى الليلي؟

ج: ينصح بالكشف المبكر على الشبكية في حالة وجود قريب مصاب بهذا المرض، أو في حال الاشتباه بأي ضعف في النظر.

س: هل يوجد علاج شاف لمرض العشى الليلي؟

ج: بما أن مرض العشى الليلي ينتج من نقص أحد العناصر الهامة في شبكية
العين، فإنه وللأسف لا يمكن علاج هذه الحالة، ولكن يمكن تفادي انتقاله إلى
الأجيال القادمة؛ لأن هذا المرض ينتقل عن طريق الجينات الوراثية.

عافانا الله وياكم منقول

شكراً ليكي د. سمية..

موضوعك متكامل ونقاطه مفيدة جداً.. بحيث لم نجد "نفس" لسؤال.. تشكري...

شكرااخى المكرم فوزى على المرور