العلااقة بين الغذاء والمزاج وتأثيرها على صحة الفرد
تأتي أيام نشعر فيها أننا في مزاج معيّن لأكل نوع معيّن من الطعام، لا غيره. فقط لأننا في مزاج خاص وكأنه لا يشبع جوعنا إلا هذا الطعام، مهما أكلنا. غريب فعلاً! كيف يحدث هذا ولماذا؟ كثيرون منا يحبون تناول هذه الأطعمة التي تشعرهم بالارتياح والفرح عند الشعور بالضجر، الضغط النفسي أو المزاج السيء. بكل بساطة لأنها تؤثر على مزاجنا!
يكمن السر في الوجبة التي تختارينها، سواءً خفيفةً كانت أم أساسية فهي تؤثر على شعورك. خاصة لأنها تزيد من نسبة السيروتونين في الدماغ، وهو هرمون الشعور بالفرح. ومادة السيروتونين، بدورها تشعرك بالراحة، بالسلام الداخلي أو حتى بالنعاس.
اسلوب تناول الطعام لدى الإنسان يرتبط بعدد من الجوانب النفسية كما ان هناك علاقة مباشرة بين الطعام وبعض الأمراض النفسية كما ان نوعية الطعام الذي يأكله الفرد تسهم إلى حد كبير في تحديد مزاجه حيث وجد ان تناول البروتين و المواد الدهنيه ليلاً قد يؤدي إلى نوم مضطرب تشوبه الكوابيس ...كما يولد مزاجاً معكراً في الصباح التالي ... و يمكن تفسير ذالك بأن البروتينات و المواد الدهنيه تحرم الدماغ من الاستفاده من ماده السيروتونين وهو الهرمون المسؤول عن صفاء المزاج والشعور بالسعاده .
ما هي الأطعمة التي ترفع المعنويات؟
• الشوكولاته :يؤثر ايجابياً تناول قطعه صغيره من الشوكولاته على الإحساس بالضيق و الملل . اذ تعمل السكريات الموجودة فيها على تعديل المزاج و تعطي إحساسا و شعوراً بالسعادة .
إن الشوكلاتة واحدة من أكثر الأطعمة المساعدة على رفع المعنويات. فعندما تولد رغبة شديدة بتناول الشوكولاته، ذلك يعني أن الشخص يكون فعلاً في مزاج سيئ. لا تحتوي الشوكولاته فقط على السكر الذي يرفع نسبة السيروتونين في الدماغ، بل أيضاً على مواد تؤثر على إشارات الدماغ، لدرجة تُشعر الإنسان بحالة فرح. لذلك، بإمكانك التمتع بطعمه اللذيذ بكميات معتدلة من حين إلى آخر.
الأسماك الغنية بدهون الأميغا-3: يساعد أكل السمك الغني بدهون الأوميغا-3، وهو نوع من الدهون الصحية، على التخفيف من حالة الكآبة وذلك عبر التأثير على الإشارات المنتشرة بين خلايا الدماغ. دهون الأوميغا-3 موجود في سمك السلمون، السردين، أو بعض المصادر النباتية خاصةً المكسّرات والبذور مثل بذور الكتان والجوز.
بالنسبه للكاربوهيدرات و النشويات والسكريات فهي تساعد الدماغ على الاستفادة من مادة السيروتونين و تسهم بالتالي في الحصول على مزاج معتدل خلال ساعات النوم .ولدى الاستيقاظ في ساعات الصباح
الأولى. اختار الحبوب الكاملة التي يهضمها الجسم ويمتصها ببطىء، فتشعرك بالشبع والرضى.
الأطعمة التي تحتوي على مجموعة الفيتامينات ب: تشمل الفصولياء، الحبوب الكاملة، السمك، مشتقات الحليب، الدجاج، البيض، الموز، الأفوكادو وهي غنية أيضاً بالتريبتوفان الذي بدوره يعزّز نسبة السيروتونين في الدماغ.
أثبتت الدراسة الحديثة أن هناك العديد من الأكلات التي تؤدي إلى الراحة النفسية وتعالج الاضطرابات العاطفية كالبيض، والسمك، واللبن، والخضراوات، والبقوليات، كما أن نقص هذه المواد في الجسم يؤدي إلى ظهور الكآبة والانفعال وزيادة الحساسية تجاه المؤثرات العادية في البيئة المحيطة.
وتؤكد الأبحاث أيضاً أن الخس يعمل على تهدئة الأعصاب، ويعمل الجزر على الهدوء والطمأنينة النفسية، أما الكبد، والأرز، والقمح فيزيد تناولها من قدرة الإنسان على تحمل الألم، كما تقلل انفعالاته، وتسبب له حالة من الاسترخاء والخمول.
وباختلاف الأكلات، هناك أيضاً عدد من المشروبات الساخنة والباردة التي تساعد على الهدوء والصفاء النفسي، حيث يساعد تناول الكمون والكركديه والينسون ومشروب النعناع على التقليل من القلق ويرعى عند تناول هذه المشروبات أن يتم غليها كما هي على حالتها الطبيعية كحبوب.
ومن العصائر الشهيرة بقدرتها على تهدئة الأعصاب وطرد القلق الليمون وعصير التفاح والتوت واليوسفي.
كما يعمل التمر على كتساب المرء الشجاعة وتقوية الأعصاب أما الموز فيساعد على التأمل وحسن التفكيرويؤكد الأطباء بالجمعية الدولية لدراسة الأحماض الدهنية أن هناك فوائد جمة للعقل ومن تناول الأحماض المعروفة بأسم "أوميجا 3" والتي تتوفر بكثرة في الأسماك والبيض حيث من الممكن أن تحول دون الإصابة بالإحباط كما أنها تعزز عملية التعلم.
أشعة الشمس ستساعدك لتكون بأفضل حال!
وها هي الشمس أيضاً تشرق كل صباح لتحسين مزاجك! هذا لأن الجلد يصنع الفيتامين د من أشعة الشمس وهذا بدوره يرفع من معنوياتك. كل ما تحتاجه للحصول على حاجتك من الفيتامين د هو تعريض الوجه واليدين للشمس 3 أيام في الأسبوع لمدة 15 دقيقة. تذكّر، إذا لم تتمكّن من التعرّض للشمس، تأكّد أن نظامك الغذائي يحتوي على الحليب المدعّم بالفيتامين د، سمك السلمون(الساردين) والبيض.
الرياضة تحسن المزاج أيضاً
تعمل التمارين الرياضية على التخفيف من حدّة الضغط اليومي الذي تتعرض له، بالمقابل هي تساعدك على رفع معنوياتك. فهي تعمل على تعزيز هرمون الشعور بحالة جيدة يسمى بالإندوفينات “Endorphins” . لذا عندما تشعرين برغبة للأكل من دون جوع حقيقي، لا تدخلي المطبخ مباشرةً، جرّبي أن تخرجي وتتمشي أو تزوري النادي الرياضي، بالطبع ستشعرين بالإرتياح من دون تناول المزيد من السعرات الحرارية!
ومجدّداً، يبقى تناول وجبات صحية متوازنة خلال النهار، من أهم ما يمكن أن تقدمه لجسمك لتزوّديه بالطاقة والنشاط، وفي نفس الوقت تزويد الدماغ بالمواد التي يحتاجها كي يفرز السيرتونين، هرمون الشعور بالفرح. لذا، حضّر وجبتك المفضّلة لتتلذّذ بها واستعدّ لأوقات فرحة وسعيدة.
و أثبتت الدراسات و الأبحاث ان هناك علاقة مباشره بين الطعام وبعض الأمراض النفسية.فالاكتئاب مثلا يرتبط بشكل مباشر بكميه الطعام التى يتناولها المريض,فإما أن يفقد المريض الشهية الأمر الذي يجعله يعاني على المدى الطويل من الهزال والنحافة الشديدة أو ان يميل إلى الشراهة المرضية .وهذا يؤدي الى زياده كبيره في الوزن .و بعكس الاعتقاد الشائع فأن هذه الامراض التي ترافق حالات الاكتئاب ليست
محصورة بالمجتمعات الغربية بل انها بدأت تنتشر في مجتمعاتنا العربية
خلق بعض التغييرات فى النظام الغذائى الخاص بكِ يمكن أن يحسن من حالتك المزاجية، مع مراعاة الآتى:
- تناول الإفطار الصحي: فأذا كان الإفطار عادة قطعة من الخبز المحمص وبعض الفواكه الطازجة،فعليك إضافة القليل من البروتين مع كوب من اللبن منخفض الدسم أو الجبن المنزلى، فهذا البروتين يمكنه أن يساعد فى تنشيط خلايا المخ،واعطاؤك المزيد من الطاقة مع مساعدتك على مكافحة التعب والآلام، وعند تخطي وجبة الإفطار فقد تفقدين تركيزك الزهنى وكذلك الشعور بالتعب وسرعة الإنفعال.
- تجنب وجبات الغذاء الثقيلة التى سرعان ما تشعرك بالكسل: فأن تناول صحن من المكرونة مع الصلصة قد يبدو جيدا،ولكنك ستشعر بالنعاس فور الإنتهاء من الطعام.
والأفضل أن يكون الغذاء مزيجا من البروتين والخضروات والحبوب الغنية بالكاربوهيدرات، مع تجنب المحليات والسكريات، وهذا لأنها تعمل على رفع نسبة السكر فى الدم بسرعة واعطاؤك المزيد من الطاقة، ثم تتركك وقد تشعر بالنعاس عند انخفاض مستوى السكر مرة أخرى.
- اختيار الوجبات الخفيفة: فإذا كنت ممن يتناولون الوجبات الخفيفة فعليك اختيار تلك الوجبات التى تحتوى على دهون أقل أو أن تكون خالية من الدهون،كما أن اختيار الكميات البسيطة من الكاربوهيدرات هو الأفضل على الإطلاق.
- الحد من البروتين فى العشاء: فيمكنك تناول العشاء الغنى بالكاربوهيدرات كالمكرونة مثلا والبطاطس والحبوب والأرز مع القليل من البروتين،وهذا سوف يساعدك على الإسترخاء قبل وقت النوم.
ومن ناحية أخرى فعليك التأكد من حصولك على ما يكفى من البروتين فى وجبات الطعام الأخرى،مع عدم الإفراط فيه أثناء وجبة العشاء.
والسبب فى ذلك هو أن عند تناول المزيد من البروتين فى العشاءسوف يدفع الجهاز الهضمى على العمل لفترات طويلة،وستجدين صعوبة فى الحصول على نومة هادئة.
- شرب الكثير من الماء: وخاصة إذا كنتى تمارسين التمرينات الرياضية يومياً، فعليك شرب المزيد من الماء،وهذا يختلف وفقا لحالتك الصحية ووزنك ومستوى نشاطك وكذلك النظام الغذائى الخاص بكِ والبيئة المحيطة، أيضا فقد تحتاجين الى المزيد من الماء إذا كنتى فى مناطق مرتفعة أو جافة، كما أن بعض المشروبات مثل التى تحتوى على مادة الكافيين قد تؤدى الى مزيد من فقدان السوائل.
- التحكم فى مستوى القلق والتوتر: فالتوتر والقلق يمكن أن يدفعك فى البحث عن الأطعمة التى تحتوى على نسب دهون مرتفعة،وكذلك الموالح والسكريات أو تجنب بعض الأطعمة، وبالتالى فهذا سوف يؤثر على وزنك وصحتك العامة.
- تحسين صحتك بالوسائل الطبيعية: كتناول وجبات متوازنة والحفاظ على وزن صحى،والحد من السكر والكافيين والكحول.
[/color]