وما الحبُّ إلا في الحياةِ كنحلةِ
والناسُ في تلكَ الحياةِ زهوروها
...فإن أعطتِ النحلَ الكريمَ تكرّماَ
وطابَ من بعدِ اللقاءِ رحِيقُها
وتبسّم الوردُ الجميلُ تبهجاَ
عن طيبِ نفسِ واللقاءُ يُزينُها
يرُوقُ حبّا للزهور مُحِبّها
ويمتلىء بالشهدِ كُلُ سلالها
الحبُّ معنىً ساميٌ أفهامهُ
لا ينطوي في نزوةِ وسهامها
أو ضحكةِ أو نظرةِ مسمومةِ
أو سوء كلمِ أو سمومُ فعالها
الحبُّ يُظفي للحياةِ جمالها
لا أن يعطل حُسنها وبنائها
الحبُّ تضحيةٌ لينعمَ غيرنا
حتى يعمَّ الخيرُ في أرجائها
إنظر إلى حبِّ الإلهِ لعبده
هل كانَ يجزي نفسهُ بذنوبها ؟
أم أنّه يمهل لعلكَ راجعُ
يوماَ ودهراَ هدّهن صروفها
إنظر إلى حبِّ الحبيبِ لصحبهِ
هل كانَ يؤثر نفسهُ بأمورها ؟
أم كانَ ما يأتيه بعضُ مغانمِ
يُعطي عموم الناس من خيراتها
وأنظر إلى حبِ الرسولِ لزوجةِ
كالعقدِ موثوق الرباطِ حبالها
ووفائهُ لخديجةِ من بعدها
قد غارتِ الزوجاتُ ، كيفَ يُحبها؟
وأنظر إلى نملِ الحياةِ تمعّناَ
سترى عجاب من ورى أفعالها
إن كانَ خيرٌ واجدٌ بطريقها
رجعت وأحيت قومها وبيوتها
إنظر إلى حب النجومِ لبعضها
الشمسُ تعطي للنجومِ شعاعها
النجمُ من غيرِ الشموسِ كائبةٌ
قد زادَ من بعدِ الضياء جمالها
والبدرٌ لا بدرٌ وحسنٌ شائعٌ
من غيرِ شمسِ أو صدى أفعالها
فلنرتقي بالحب حتى نرتقي
للخلدِ في أعلى الجنانِ جنانها
كن هكذا للحبِّ خيرُ مصاحبِ
تملك زمامَ سعادةِ وثِمارُها