أخوتي الأعزاء.. أقدم إليكم مقتطفات من كتاب الحقيقة الغائبة .. أسرار برمودا والتنين..
الموقع:
يقع مثلث برمودا في المحيط الأطلنطي شرق ولاية فلوريدا الأمريكية .. ويحدد الموقع على هيئة مثلث تمتد أضلاعه بين خليج المكسيك غرباً إلى جزر ليورد جنوباً ثم إلى شمال جزيرة برمودا ومنه إلى خليج المكسيك مرة أخرى.
وبذلك تشتمل منطقة مثلث برمودا على الساحل الشرقي لولاية فلوريدا الأمريكية وبعض الجزر الشهيرة مثل: جزر البهاما، وجزيرة بورتريكو، وجزيرة برمودا، وأيضاً أجزاء من جزيرتي كوبا وهاييتي .. ويصل عدد الجزر الصغيرة الموجودة في برمودا إلى (300) جزيرة، (20) جزيرة منها فقط آهلة بالسكان، في حين أن الجزر الباقية خالية تماماً، وربما هذا يعود للمخاوف التي ارتبطت بالمنطقة.
تسمية المنطقة:
سميت منطقة مثلث برمودا بأسماء كثيرة، أُطلقت عليها من قِبل من عاش بالجوار لها أو من قِبل البحارة المارين بها، ومن تلك الأسماء التي اشتهرت بها: جزر الشيطان، بحر الاختفاء، مقبرة الأطلنطي .. والملاحظ في هذه الأسماء أنها ترمز للخوف والرعب الذي تعرض له مطلقيها نتيجة للمخاطر التي واجهوها في المنطقة.
أما السبب في تسمية المنطقة بالمثلث فذلك لا يعود إلى هيئة موقعها كما يظن الكثير، بل يعود إلى حادث الاختفاء الشهير الذي شهدته المنطقة في (5) ديسمبر عام 1945م، حينما أعلنت السلطات الأمريكية عن اختفاء خمس طائرات فوق منطقة مثلث برمودا كانت تحلق على شكل مثلث .. لذا أُخذت التسمية من الوضعية التي كانت تطير عليها الطائرات .. ولكون هذا الحادث فريد من نوعه من حيث الغموض والغرابة، ولكونه قد أكسب المنطقة شهرة واسعة حيث لفت انتباه وسائل الإعلام لها، نُسبت إليه التسمية.
ولنذكر بشيء من التفصيل هذا الحادث لنتعرف على مدى الخطورة والغرابة والغموض الذي يلف منطقة مثلث برمودا:
في (5) ديسمبر عام 1945م انطلقت خمس طائرات من قاعدة "فورت لودير ديل" بفلوريدا للقيام بمهمة تدريبية، فكان عليها أن تطير على شكل مثلث وأن يكون خط سير رحلتها من فلوريدا لمسافة 160 ميلاً ناحية الشرق ثم 40 ميلاً ناحية الشمال ثم العودة مجدداً للقاعدة التي أقلعت منها.
وأُطلق على مجموعة الطائرات الخمس اسم "السرب 19"، وكان على متنها خمس طيارين وثمان مساعدين، موزعين على مجموعة الطائرات.
انطلقت الطائرات في رحلتها في الثانية ظهراً تحت قيادة الملازم (شارلز تيلور) الذي تأتي طائرته على رأس المثلث والذي له تاريخ جيد في الطيران، حيث يملك أكثر من 2500 ساعة طيران، ومعروف بمهارته وخبرته الكافية لتولي قيادة مجموعة من الطيارين .. وكانت ظروف المناخ جيدة ومناسبة جداً في الوقت الذي أقلعت طائرات "السرب 19" فيه.
وبعد ساعة وربع الساعة من إقلاع "السرب 19"، أي في تمام الساعة الثالثة والربع، كانت القاعدة تنتظر رسالة من قائد السرب ليحدد فيها ميعاد وصول السرب وتعليمات الهبوط، لكن بدلاً من ذلك تلقت القاعدة رسالة غريبة من قائد السرب (شارلز تيلور) يقول فيها:
ـ الملازم (تيلور) ينادي القاعدة .. نحن في حالة طوارئ .. يبدو أننا خارج خط السير تماماً .. لا أستطيع رؤية الأرض .. لا أستطيع رؤية الأرض!
ـ القاعدة: ما هو مكانك بالضبط؟
ـ القائد: (تيلور) لا أستطيع تحديد المكان ولا حتى أدري أين نحن على الإطلاق، أعتقد أننا فقدنا في الفضاء!
ـ القاعدة: استمر في الاتجاه ناحية الغرب.
ـ القائد (تيلور): لا أدري في أي اتجاه يوجد الغرب، كل شيء غريب ومشوش تماماً، لا أستطيع تحديد أي اتجاه، حتى المحيط أمامنا يبدو في وضعٍ غريب لا أستطيع تحديده!
وانقطع الاتصال ما بين القاعدة وقائد السرب، لكن القاعدة كانت تستمع إلى الرسائل المتبادلة بين طائرات السرب، وكانت تلك الرسائل واضحة تماماً للقاعدة، ولكنها غريبة أثارت عدد لا يحصى من علامات الاستفهام والتعجب، فقد أشارت تلك الرسائل إلى أن وقود الطائرات قد قارب على النفاد، وكذلك أشارت إلى أن الطيارين لم يتمكنوا من قراءة البوصلة التي أخذت تشير إلى الاتجاهات بطريقةٍ غير مفهومة!
وما كان من القاعدة التي أُصيبت بالذهول والدهشة إلا أن تداركت الأمر وأرسلت على الفور طائرة الإغاثة "مارتين مارينر" لنجدة "السرب 19" الذي يبدو أنه يواجه خطراً غريباً .. وطائرة الإغاثة "مارتين مارينر" هذه؛ طائرة ضخمة يبلغ عدد أفراد طاقمها نحو ثلاثين فرداً.
وفي تمام الساعة الرابعة بعد الظهر تلقت القاعدة رسالة مفاجئة من "السرب 19" تقول: ((لا ندري أين نحن بالتحديد .. أعتقد أننا نطير على مسافة 225 ميلاً من الاتجاه الشمالي الشرقي للقاعدة .. لا بد أننا قد مررنا بفلوريدا، وأعتقد أننا الآن فوق خليج المكسيك)) .. وأعرب قائد "السرب 19" عن نيته في الدوران 180 درجة على أمل أن يعود مرة أخرى إلى فلوريدا، ولكن بدأ الاتصال يضعف تدريجياً إلى أن انقطع تماماً.
وتشير بعض التقارير إلى أن آخر ما سمعته القاعدة بعد ذلك من "السرب 19" قول القائد : ((يبدو كأننا نطير فوق مياه بيضاء .. لقد فُقدنا تماماً!((
وأتت رسالة من طائرة البحث "مارتين مارينر" تشير فيها إلى سوء حالة المناخ في المنطقة ووجود رياح عنيفة.
وانقطع الاتصال مع "السرب 19" و"مارتين مارينر"، ولم يصل منهما أي رسائل بعد اتصالهم الأخير!
وعلى إثر ذلك خرجت أكبر فرقة إنقاذ في التاريخ، ضمت 300 طائرة مختلفة ومئات القوارب واللنشات وعدد كبير من الغواصات لإنقاذ "السرب 19" و"مارتين مارينر"، واستمر البحث ما يزيد عن أربعة آلاف ساعة والذي لم يسفر عن وجود أي أثر لطائرات "السرب 19" وطائرة البحث "مارتين مارينر"!
ولم تقدم الحكومة الأمريكية أي تفسير منطقي لهذه الحادثة التي شغلت الرأي العام الأمريكي عشرات السنين، فأُنتج عن الحادثة أفلام وثائقية وسينمائية أبرزت مدى الغرابة والغموض لها.