اسمر جميل رائعة الكاشف من سوريا

راسلني الاخ الطيب غبد الرحيم بهذه الرسالة و انا استميحه عذرا بنشرها للجميع بما فيها من مشاعر و ذوق رفيع


لعمري أنني لم اثق في أي صاحب ورشة أو أي فني بورشة سوري برغم كثرة الورش السورية التي تعج بها أوساط احياء الرياض ويكفي أن لليمين ولليسار من بيتي ورشتين لسوريين وكذلك في الشارع المقابل توجد ثلاث ورش لسوريين

ولعمري أنني لم أقف امام قصاب داخل محل جزارة سورية كي أبتاع بضْعَ لحم، إلا للضرورة القصوى التي أكتفي فيها بما يسد الرمق برغم الابتسامة العريضة في وجه القصاب السوري أمام زبائنه

ولعمري أنني لم أحلم بزيارة سوريا بالرغم من أن كل من زار أرض الفرات (إبتداءً ببدرالدين وإنتهاءً بهشام) قد عاد منها بأجمل إنطباع حول شامها وطعامها وسوقها ومياه فراتها والنواعير الجميلة التي تزين فناءات البيوت العتيقة فيها

ولعمري أنني لم أعر مسلسل باب الحارة الذي خلق ضجة لم تبلغها ضجة مسلسل الحاج متولي الذي لم ينل مني حظاً سوى بعض لقطات، بل أجزم أنني لم أحضر حلقة كاملة في باب الحارة إلا مجبر مثلما حدث معي بصالة إنتظار أحد المستشفيات حيث مكثت كثيراً أنتظر دوري في العيادة

ولعمري أنني لم أولع بما تعرضه كثير من محلات منتجات المأكولات السورية المنتشرة بجانبي شارع الثلاثين بالسليمانية وكذلك شارع الحمزة بالنسيم الشرقية عكس شغف الناس بجودة وروعة هذه المنتجات
وللأسف أنني لم أحظ بشرف صداقة أحد الأخوة السوريين وللمفارقة أن ممن تعلمنا على أيديهم أيام الدراسة أساتذة ومتخصصات من كل القارات كان بينهم الكيني والبريطانية والنيجيري والهندية والسويدي والأمريكية والمصري والهولندية والألماني والجنوبية وليس بينهم أحد يحمل الجنسية السورية، بال من الغرابة أل يكون من بين الطلاب المبعوثين للدراسة بالمؤسسات السودانية على نفقة منح التبادل الأكاديمي ولا تلك الممولة من الـ UNDP في حين عاصرنا طلاب من فلسطين وإيران وجنوب أفريقيا واريتريا وأثيوبيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وكل الأشقاء الأفارقة الذين يفدون من المركز الأفريقي الإسلامي آنذاك.
وللأمانة أنني قد استمعت قبل أيام في إذاعة الرياض (البرنامج العام) أن المرأة السورية قد تبوأت مؤخراً المرتبة الأولى متقدمة كل نساء العالم في مسابقة جودة الطبخ والاهتمام بطبخ المأكولات المنزلية المُعدَةَ بيد وخبرة وذوق وحنكة ربة البيت السوري
وفوق ذلك أنني أكن لثورة تشرين/أكتوبر 73 (الحركة التصحيحية) كل التقدير حينما نجحت في تطبيق شعارات الاعتماد على الذات، تلك الشعارات التي أوشكت أن تدخل في فقه العبادات عندنا في السودان، تلك الشعارات التي كانت ولازالت تُردد : "نلبس مما نصنع ونأكل مما نزرع" وبقدر نجاح سوريا في تطبيقها، فنحن في السودان لم نزل نراوح المكان والزمان كأنما نبحر في بركة راكدة واسعة ليس حولها شطئان..
ولكن اصدقني القول إن قلت لك أنني بعد الاستماع للحن الكاشف (عليه الرحمة) من هذه المبدعة (لها التحية)، قد وصلت لقناعة أنني كنت الخاسر في عدم إبداء الإهتمام بثقافة هذا الشعب وهذه الأرض وهذا الصوت طيلة هذه الأيام...
أقول قولي واندم على مشاهدة كل الإذاعات والفضائيات العربية التي إن أذاعت أو بثت لنا أعمال سودانية لا تزد عن البمبو السوداني (مع التقدير لأبوالسيد عليه الرحمة) ناهيك ان تختار عمل جميل وتؤديه بأصوات مواطنيها في كورال مهيب يعكس الإهتمام بشعب السودان..
واختم القول لجمال بدعاء أن يجمعنا الله - وكل من يرد لبريده هذا الإنطباع - في ضفاف الفرات... بلاد الشام



الطيب عبد الرحيم

مشكوريييييييييييييييييييييييين علي هذه المساهمة الرائعة وعلي هذا المقطع الذى اطربنا بحق وحقيقة

مشكور دكتور ابوبكر التحيه لك ولصديقك والرحمه والمغفره للمبدع الفنان الكاشف

كلما استمع لهذا المقطع اجدد لك التحية والثناء ولصديقك وللمبدع رحمه الله استاذنا الكاشف وللمبدعة المطربة التي اجادت فاستحقت الثناء وللشعب السورى علي هذه اللفته

التحية لك استاذى الجليل ابو بكر والتحية للاخ الطيب