منتديات ابناء الدويم
الثروة والمحبة والنجاح 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الواحة
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الثروة والمحبة والنجاح 829894
ادارة الواحة الثروة والمحبة والنجاح 103798

منتديات ابناء الدويم
الثروة والمحبة والنجاح 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الواحة
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الثروة والمحبة والنجاح 829894
ادارة الواحة الثروة والمحبة والنجاح 103798

منتديات ابناء الدويم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ابناء الدويم

واحة ابناء الدويم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الثروة والمحبة والنجاح

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
somiya gutbi salim
دويمابي برتبة عريف
دويمابي برتبة عريف



عدد الرسائل : 87

الثروة والمحبة والنجاح Empty
مُساهمةموضوع: الثروة والمحبة والنجاح   الثروة والمحبة والنجاح I_icon_minitimeالأحد 1 يوليو - 23:51

الثروة والنجاح والمحبة )

خرجت امرأه من منزلها فرأت ثلاثة شيوخ لهم لحى بيضاء طويلة وكانوا جالسين في فناء منزلها.. لم تعرفهم .. وقالت لا أظن أني أعرفكم ولكن لابد أنكم جوعى !

سألوها: هل رب البيت موجود؟
فأجابت :لا، إنه بالخارج.

فردوا: إذن لا يمكننا الدخول.

وفي المساء وعندما عاد زوجها أخبرته بما حصل.


قال لها :اذهبي إليهم واطلبي منهم أن يدخلوا!


فخرجت المرأة و طلبت إليهم أن يدخلوا.
فردوا: نحن لا ندخل المنزل مجتمعين.
سألتهم : ولماذا؟
فأوضح لها أحدهم قائلا: هذا اسمه (الثروة) وهو يومئ نحو أحد أصدقائه، وهذا (النجاح) وهو يومئ نحو الآخر وأنا (المحبة)، وأكمل قائلا: والآن ادخلي وتناقشي مع زوجك من منا تريدان أن يدخل منزلكم !


دخلت المرأة وأخبرت زوجها ما قيل. فغمرت السعادة زوجها وقال: ياله من شئ حسن، وطالما كان الأمر على هذا النحو فلندعوا ( الثروة )!. دعيه يدخل و يملئ منزلنا بالثراء!
فخالفته زوجته قائلة: عزيزي، لم لا ندعو (النجاح)؟

كل ذلك كان على مسمع من زوجة ابنهم وهي في أحد زوايا المنزل .. فأسرعت باقتراحها قائلة: أليس من الأجدر أن ندعوا (المحبة)؟ فمنزلنا حينها سيمتلئ بالحب!
فقال الزوج: دعونا نأخذ بنصيحة زوجة ابننا!
اخرجي وادعي (المحبة) ليحل ضيفا علينا!
خرجت المرأة وسألت الشيوخ الثلاثة: أيكم (المحبة)؟ أرجو أن يتفضل بالدخول ليكون ضيفنا


نهض (المحبة) وبدأ بالمشي نحو المنزل .. فنهض الإثنان الآخران وتبعاه !. وهي مندهشة, سألت المرأة كلا من (الثروة) و(النجاح) قائلة: لقد دعوت (المحبة) فقط ، فلماذا تدخلان معه؟
فرد الشيخان: لو كنت دعوت (الثروة) أو (النجاح) لظل الإثنان الباقيان خارجاً، ولكن كونك دعوت (المحبة) فأينما يذهب نذهب معه .. أينما توجد المحبة، يوجد الثراء والنجاح
منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المبروك
دويمابي برتبة رقيب
دويمابي برتبة رقيب
المبروك


عدد الرسائل : 125

الثروة والمحبة والنجاح Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثروة والمحبة والنجاح   الثروة والمحبة والنجاح I_icon_minitimeالإثنين 2 يوليو - 5:56

المحبة

نعم، هي والنجاح صنوان وهي والثروة توأمان



حب الأخ لأخيه والإبن لأبويه والأم لفلذة كبدها وتحاب الزوجين، ومحبة الجار. كلها مفاتيح للنجــــاح

حب الصديق لصديقه ، وفوق هذا وذاك الحب، محبة الله ومحبة رسوله عليه أفضل الصلاة والســـــلام

كثيرة هي التعاريف ومتعددة هي المعاني التي تصف هذه الحالة الإنسانية الوجدانية العقلية الســامية



أئذنوا لي هنا بنقل فصل من فصول محبة صديقين تحابا وأجتمعا بقلبيهما في الله، أخوين صديقين جسدا كل معاني المحبة..

عنوانـــــها:

حب الصديق

وهي أقرب للخيال ورويت على لسان أحد مغسلي الموتى وجرت في إحدى الدول العربية...



لا تستعجل للمصدر أخي المحبــــــــوب المار بهذا البوست، فهو وارد في نهاية القصة ...


(منقول بتصرف دون تاثير على المحتوى، لتقريب اللهجة في كثير من المواضع)


يقول راوي القصة،





أحضر شاب في الثلاثينات من عمره إلى مغسلة الموتى وكان برفقته بعض معارفه وإخوانه فوجد أحد الإخوة يقوم بإخراج جميع من كانوا موجودين مع المتوفي داخل المغسلة ومن ضمن الذين أخرجهم كان والد الميت، فافتكرت أنه هو الولي عليه أو الأخ الأكبر للمتوفي ..
وعندما بدأت في تجريد ملابسه، وجدت الأخ هذا يبكي بحرقة شديدة فاستغربت في ذلك فحاولت أن أركز في غسيل الميت ومن شدة بكاء هذا الشاب دعاني إلى سؤاله: فقلت له الله يجزاك خير أدعو لأخوك بالرحمة والشفقة فهو الآن بين يدي الله في وضع الرحمة والشفقة، فقال لي وهو يبكي: إنه ليس أخي إنه ليس أخي! فاستغربت كيف أنه ليس أخاه ويقوم بإخراج والد الميت وإخوانه من مكان الغسيل ويبقى هو معه لوحده!
حاولت أن أستدرجه في الكلام من أجل أن أخفف بكاءه فقال لي يا شيخ هذا أكثر من أخي هذا أكثر من أخي وأبي ,, فقلت له كيف الله يجزيك خير .. قال لي يا شيخ درسنا الابتدائية سوياً ودرسنا المتوسطة سوياً ودرسنا الثانوية سوياً وتخرجنا سوياً وعُينّا الاثنين سوياً في دائرة حكومية، وتزوجنا من أختين ورزقنا الله كل واحد من زوجته ولد وبنت ونسكن في نفس العمارة، كل واحد في شقة قبالة الآخرى، وكل يوم نذهب للعمل بسيارة إحدانا واليوم الثاني نذهب بسيارة الآخر. إذا فطر أحد منا مع صديقه هذا، فالغداء والعشاء في بيت الصديق الآخر.
يقول لي أسألك بالله يا شيخ هل مر عليك إخوان شغفا بالطريقة هذه؟ فقلت لا والله .. وأنا أسألكم بالله هل مر عليكم أمر كهذا؟.. قلت له أخي شقيقي أنا يعمل لا أشاهده إلا في المناسبات،
فقلت له ادع له الله يتغمده برحمته وقمنا بالصلاة عليه ودفنه بعد صلاة الظهر.. العبرة ليست هنا يا إخوتي .. العبرة أنه في المقبرة التي دفن فيها صديق هذا الشاب يوجد بها في الصف الواحد حوالي ثلاثين قبر ومن النادر جداً إذا صليت على جنازة الصبح في المقبرة كمثال رقم 17 وحضرت لصلاة العشاء تجد أن القبر وصل لرقم 22 أو 23، ومن النادر جداً أن يدفن في هذه المقبرة في أوقات الصلاة الحكمة هنا يا إخوان،،
ثاني يوم العصر أحضر صديق الميت محمول للغسيل (ذلك الحزين الذي كان يغسل ويبكي صديقه ويناولني المقص والشاش والماء داخل مغسلة الموتى) أحضروه لي وهو ميت! فعندما كشفت عن وجهه تذكرت وجهه فقلت لوالده : إن هذا الوجه ليس بغريب علي ! فقال لي : كيف يا شيخ، هذا هو الشاب الحزين الذي كان بالأمس معك يغسل ويبكي صديقه، فسألت عن سبب وفاته فأخبروني أن زوجته أرادت أن توقظه لطعام الغداء ففضل أن يترك لينام قليلاً حتى صلاة العصر ويقوم لتجهيز العزاء لصاحبه لليوم الثاني، وعندما جاءت زوجته لتوقظه لصلاة العصر وجدته قد فارق الحياة.
أحضروه وقمت بغسله ودموعي على خدي، لم أكن أتصور وأتخيل هذا الرجل كان بالأمس يقف معي يساعدني في غسل زميله والآن نقوم بغسله،
لم تنته القصة ، لم تأتي العبرة بعد،
العبرة يا أخوتي في أكثر من ذلك، سبحان الله، فقد قمت بدفنه في القبر المجاور لصديقه وليس بينه وبين صديقه غير الحاجز الجدار الذي يفصل القبرين... وهذه نادراً ما تحدث!
سبحان الله كانوا في الدنيا سوياً وفي الآخرة سوياً .. أسأل الله لي ولكم الثبات في الدنيا والآخرة وأسأل الله للأخوين الصديقين الرحمة والمغفرة ..
لا إله إلا الله الحي الذي لا يموت..
تحابوا في الله إخوتي..
المصدر: http://www.nourcafe.com/threads/1031-من-أغرب-قصص-المحبة-في-الله[/url]



أللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا الى حبك

آمين



الشكر موصول لكم اختي د. سمية لهذه المادة القيمة، أدام الله حولك المحبة التي يغمرك بها أخوتك وأبنائك في هذا المنتدى، فلا تغيبي عنهم كثير..



المبروك






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
somiya gutbi salim
دويمابي برتبة عريف
دويمابي برتبة عريف



عدد الرسائل : 87

الثروة والمحبة والنجاح Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثروة والمحبة والنجاح   الثروة والمحبة والنجاح I_icon_minitimeالأربعاء 4 يوليو - 12:20

شكرا المبروك هذه القصة ضحدت المقولة التى تقول ثلاث مستحيلات فى الدنيا الغول والعنقاء والخل الوفى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المبروك
دويمابي برتبة رقيب
دويمابي برتبة رقيب
المبروك


عدد الرسائل : 125

الثروة والمحبة والنجاح Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثروة والمحبة والنجاح   الثروة والمحبة والنجاح I_icon_minitimeالأربعاء 4 يوليو - 17:35




العزيزة د. سمية
لنتوقف قليلاً عند الخل الوفــــــي
كم هم الخلان الأوفيـاء في حياتنا؟
كم منهم عاشو بيننا وفي دواخلنا؟
أجمل ما حفزني في سطورك الأخيرة موضوع الخل الوفي، فدعينا أختي نقتله بحثاً للأجيال وأنت المربية الفاضلة نلتمس دروسك وعلومك من كل طرح ترفدين به هذا المنتدى بشكل خاص ومواقع وعوالم أسفيرية أخرى بشكل عام من خلال كل المواضيع التربوية الصحية الثقافية النافعة التي تطرحينها،
أسأل الله أن يمتعك بالصحة والعافية وتظل سمية مشعل في هذا الإسفير العريض يضيء الطريق أمام الأجيال، هذه مسؤولية ثبتت قدرتك عليها وأنا هنا لست بمحكم ولا مقيم، بل لا أملك غير نظرة محلل لما يقع تحت يديه من عمل يراه من وجهة نظره مفيد فيتفاعل معه
الخل، أختي العزيزة لم أجد وفاءً له كما في تلك القصة التي أوردها موقع الألوكة الأدبي المميز بأعماله وأتردد إليه من وقت لآخر لما فيه من أعمال مفيدة
موجز القصة:
فقد محسن المبلغ الذي كان معه وهو في طريقه لشراء سيارة جديدة ولم يكن قد ذهب لأي مكان سوى منزل صديقه سعيد، وتحت إصرار وقناعة محسن بفقد المبلغ في منزل صديقه سعيد يقوم الأخير الذي لم يشأ أن يكذب صديقه محسن، يقوم بإحضار المبلغ ويعتذر لمحسن الذي يواصل مشواره فيكسب سيارة جديدة ويخسر في نفس الوقت صديقه سعيد، وتمر الأيام لتؤكد لمحسن أنه أخطأ بحق صديقه الوفي سعيد... تفاصيل الرواية فيها تجسيد لمعنى الوفاء بمعنى الكلمة
لننابع التفاصيل ونكمل القصة (3 صفحات فقط) بزيارة خاطفة لموقع الألوكة كي نقف على وفاء سعيد ذلك الخل الوفي، والقصة كذلك تحت هذا لإقتباس الذي لم أكن أرغب بإدراجه تحته تحاشياً لزحم البوست به ولكن فشل محاولتي وضعف فنياتي في إدراج ملف وورد قد غلب على الأمر..http://www.alukah.net/Literature_Language/0/21417/
اقتباس :

الخل الوفي (قصة قصيرة)

أُسقِط في يد محسن عندما وضَع يده في جيبه فلم يجد المال، دارَتْ به الدنيا، وأخذ يحدِّث نفسه:

"أين ذهب المظروف الذي كان به المال؟ لا بُدَّ أن أحدا أخذه!"، وبعد تفكيرٍ عميق قرَّر أنْ يسأل سعيدًا؛ لعلَّه يجد عنده جوابًا.

أنكر سعيد أنه رأى المال، وطَفِقَ يبحث عنه في كلِّ مكان في الغرفة، وعندما لم يعثر له على أثر، سأله قائلا:

أمتأكِّد يا محسن، أنك لم تتركْه في بيتك؟

أنا متأكِّد أنَّني وضعتُه في جيبي قبل مغادرة البيت.

ربما سقط منك في مكان آخر، تذكَّر جيدًا.

لا أبدًا؛ فأنا جئتُك مباشرة، ولم أذهب إلى أيِّ مكانٍ آخر، وليس لديَّ ذرَّة شكٍّ بأنَّني فقدتُه هنا في بيتك.

طَفِقَ سعيدٌ يفكِّر في طريقة للخروج من المأزِق الذي وقع فيه، ولم يجد بُدًّا بعد تفكيرٍ من إحضار المظروف الذي وصَفَه له محسن.

قدَّمَه إليه مُعتذِرًا وتَوسَّل إليه ألا يخبِر أحدًا، وأنْ يظلَّ الأمر سِرًّا بينهما، ثم انطلَقَا معًا إلى معرض السيارات حسب الاتِّفاق، فاشتَرَى محسن سيارة جديدة.

وبينما هو في طريقه إلى بيته تذكَّر ما وقع له مع سعيدٍ، فاعتَرَاه الذُّهول، فجعل يَتساءَل في نفسه: "أيُعقَل أن يكون سعيد غادرًا؟ أيُعقَل أن يكون في مَقدُور إنسانٍ أن يخدع الناس لمدَّة طويلة من الزمن مثله؟! لقد سارَتْ بسُمْعته الحسنة الركبان، وطبق صيته الجميل الآفاق! ولكن على ما يبدو أنَّه كان داهية، وثعلبًا ماكرًا، وممثِّلاً بارعًا؛ إذ استطاع أن يَتلاعَب بعقول الناس وعواطفهم ويُوظِّف ثقتهم فيه لمآرِبه وأطماعه الشخصية، كم كنت ساذجًا عندما طلبت منه أن يصحبني إلى معرض السيارات ليساعدني في شراء سيارة، ولولا أنَّني اكتشفت الأمر قبل مُغادَرة بيته لضاع المال!

لم يَدُرْ في خَلَدِي لحظة أنَّه سيسرقني، وأعجب من ذلك كلِّه أن يطلب منِّي أن أستره ولا أخبر أحدًا بغدره وخيانته، ألِكَي يبحث عن ضحيَّة أخرى، أو لكي يلسع صديقًا آخر؟!".




هزَّ رأسه متأسِّفًا وهو يصفُّ سيَّارته الجديدة أمام بيته، ثم قال لنفسه: "ألهذا الحدِّ فقدت الثقة وتحوَّل الناس إلى وحوش؟! ربما كنت أشكُّ في نفسي ولا أشكُّ في سعيد"، لقد ذكَّرني غدره قول الشاعر





أَيْقَنْتُ أَنَّ الْمُسْتَحِيلَ ثَلاَثَةٌ الْغُولُ وَالْعَنْقَاءُ وَالْخِلُّ الْوَفِي
ثم قرَّر في نفسه ألاَّ يترك أحدًا يعرف سعيدًا ولديه علاقة به إلا أخبره بالواقعة.

تغيَّرت نظرة الناس إلى سعيد، ولم يكن يدري سبب ذلك، ولَمَّا وقف على السبب حين تَناهَى إلى مَسامِعه ما يَدُور في الحيِّ من كلام وغَمْز ولَمْز، وعلم بأنه أصبح فاكِهَة المجالس، ومثالاً في الخيانة والغدر، لَزِمَ بيته حزينًا كئيبًا، ولم يعد يخرج إلى الناس كعادته.

لقد بلغ به الحزن مبلغًا عظيمًا حين رأى تنكُّر أصدقائه له وتركهم له، وزهدهم في علاقته؛ إذ لا شيء يُحزِن الإنسان كالقدح في ذمَّته وأمانته، إلاَّ أن المصيبة تكون أعظم ووقعها أشد مَضاضة إذا جاء القدح من صديق أو حبيب أو قريب.

لم يجد سعيد مَلجَأً في كربته إلا الله، ليشكو إليه حاله، ويبثَّ إليه آلامه وأحزانه، وكان سلاحه في مصيبته الدعاء والتضرُّع إلى الله.

وذات ليلةٍ من ليال الربيع الجميلة ارتَدَى محسن معطفه ليتَّقي نسيمه البارد، وبينما كان يهمُّ بالخروج من بيته وضع يده في جيبه، وفجأة تحسَّس مظروفًا فأخرَجَه وفتَحَه بلهفة فوجد فيه المال الذي ادَّعى أنَّه فقَدَه في بيت سعيد، فسأل زوجته عن المال في حيرة، فردَّت عليه متعجِّبة: لا أدري عنه شيئًا!

وما لبثت أن هزَّت رأسها وقالت في دهشة: نعم، نعم؛ الآن تذكَّرت، لقد لبست هذا المعطف وأردت الخروج به من البيت يوم اشتريت السيارة، ثم رجعت وقلت لي: إن الجوَّ ليس باردًا ولا داعي لارتِدائه، ثم وضعته وخرجت.

أحسَّ بماء بارد يسري في ركبتيه، ولم يستطع الوقوف على قدميه، فرمى نفسه على الأريكة التي كانت خلفه، وأخذ يُرَدِّد: "لا حول ولا قوَّة إلا بالله".

ثم قال بلوعة:

لقد كنت لئيمًا مع صديقي سعيد يا جميلة، هذا هو المظروف الذي اتَّهمته بمحاولة سرقته منِّي!

ثم قال يؤنِّب نفسه: "لقد ظننت به ظنَّ السوء وفضحته بين الناس، وسبَّبت له أزمة نفسية، فماذا أفعل الآن؟ وكيف ينبغي أن أتصرَّف يا ترى؟".

سكت قليلاً فعاد بخياله إلى بيت سعيد، وجعل يتذكَّر ما دار بينهما، ثم وضع يده على رأسه وطَفِق يَتساءَل: "... غير أنَّني لا أفهم لماذا دفع إليَّ المال ووضع نفسه في موضع شبهة حين طلب مِنِّي عدم إبلاغ الناس بالأمر؟! على كلٍّ ما كان ينبغي لي أن أفضَحَه بتلك الطريقة، وليس أمامي الآن إلا الاعتذار منه؛ فلقد أحسن إليَّ وأسأت له، وهذا ليس من المروءة، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟! ولكن هل سيَقبَل اعتِذاري بعد الذي سبَّبته له من مصائب؟ إن الاعتِراف بالخطأ فضيلة، وعليَّ الاعتِراف بالذنب وتحمُّل مسؤولية تسرُّعي ونَزَقِي".

وفيما كان سعيد غارقًا في بحر أحزانه، سادِرًا في همومه وآلامه، إذ لم يبقَ على الأجل الذي ضربه لجاره لإرجاع المبلغ له إلا ثلاثة أيام، ولم يستطع بيع مزرعته التي عرَضَها للبيع منذ أن اقتَرَض المبلغ وأعطاه لمحسن، فقد جرت الرياح بما لم تشتَهِ السفن، ولم يكن يعلم أن الله قد أذن بنُزُول الفرج.

سمع طَرْقًا على باب بيته فقام مُتثاقِلاً، أخذَتْه الرهبة وسرَتْ في وُجدانِه الحيرة وهو يرى عددًا من أصدقائه السابِقين يتقدَّمهم محسن عند الباب، رحَّب بهم بابتِسامة مُصطَنعة كَئِيبة، ثم دعاهم للدخول.

لم يكن أحدٌ منهم يعلم سبب دعوة محسن لهم لزيارة سعيد في بيته، وظنُّوا أنه أشفق عليه حين سمع أن حالته النفسية قد ساءَتْ وظروفه المالية قد تدهورت.

جلس الجميع في صَمْتٍ كأن على رؤوسهم الطير، هبَّتْ رياح الظنون على سعيد من كلِّ جانب؛ فجلس حائرًا مطأطئ الرأس حزينًا بعدما قدَّم إليهم القهوة.

خرق محسن الصمت قائلاً:

إنما طلبت منكم مرافقتي لزيارة هذا الرجل الأمين لأعتَذِر له، وأعتَرِف بذنبي أمامكم جميعًا لعل الله يغفر لي.

ثم واصَلَ حديثه في جوٍّ من الذهول والدهشة:

كما أريد أن أُعلِن أمامكم جميعًا أن سعيدًا كان نِعمَ الصديق، ونِعمَ الخل الوفي، إلا أنني اتَّهمته بالباطل والبهتان!

ثم قام من مكانه فجأة وهوى على رأس سعيد ليقبِّله فدفَعَه برفق، وهو يُرَدِّدُ في ذُهُول:

أستغفر الله، أستغفر الله.

ووسط دهشة الجميع أخرج محسن مظروفًا من جيبه وقدمه إليه قائلاً:

خذ مالك يا أنبل مَن رأَتْ عيني، وأوفى صديق.

ثم راح يقصُّ عليهم الأمر.

عقدت المفاجأة لسان سعيد ولم يستطع أن يَنبِس ببنت شفة، وكأنَّ الذئب قد أكَلَ لسانه، وكانت عيناه تدمعان من الفرحة، وقلبه يلهج بحمد الله وشكره.

لم يجد سعيد بُدًّا إزاء إلحاح الجميع لمعرفة سبب إقدامه على إعطائه المبلغ، ووضع نفسه في مأزق، وموضع شبهة، فقال سعيد بصوت أجش:

"الحمد لله أولاً على إظهار الحقيقة، فهو وحدَه يعلم أنني كنت أثق في محسن، وأعلم بأنه صادق في ادِّعائه بفقْده ماله، وكنت أعلم أنه واهِم في ذلك، بَيْدَ أنَّه حين أصرَّ على أنه لم يذهب إلى أيِّ مكان آخر، وأنَّه فَقَدَ ماله عندي وفي بيتي، شعرت بالعطف نحوه ولم أُرِدْ أن أكسر قلبه، كما أنَّني أردت ألاَّ أترك مجالاً للشيطان ليتسرَّب إلى قلبه، تركته في غرفة الضيوف واتَّصلت بجاري التاجر بالهاتف، وطلبت منه أن يُقرِضني المبلغ الذي ذكَرَه لي لأجلٍ مسمًّى، فوضعته في مظروف أبيض كالذي وصَفَه لي، وطلبت أن يظلَّ الأمر سرًّا بيني وبينه، فوعَدَني بذلك ولم يَفِ بوعده!".

سكت قليلاً ثم قال بعطف:

سامَحَك الله يا محسن.



تقبلوا تحياتي،،،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فوزي عبد القادر موسى عبد
دويمابي برتبة لواء
فوزي عبد القادر موسى عبد


عدد الرسائل : 2478

الثروة والمحبة والنجاح Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثروة والمحبة والنجاح   الثروة والمحبة والنجاح I_icon_minitimeالأحد 25 نوفمبر - 18:54



أخواي العزيزان: سمية والمبروك

افتقدتكما ردحاً ولا أود الغياب عنكما مستقبلاً..
العبرة في الموضوع والسرد.. لا تجده إلا في المكان الصالح.. من المرء الصالح..
من لم يتحرك فؤاده وتستثار عواطفه فهو بكامله جلمود..

موضوعكما عميقان.. مبكيان بكاءً يزيل غشاوة الضمير المتسخ باللهث وراء الثروة والنجاح.. ناسين أو متناسين ثالوثهما الذي قد نجده - من ضمن ما نجد - في الخل الوفي....

موضوعان دسمان.. فيهما الكثير من الدروس والعبر... تشكران عليهما.. مع باقة من التحية والتقدير...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبوآيه
دويمابي برتبة مقدم
دويمابي برتبة مقدم
أبوآيه


عدد الرسائل : 1150

الثروة والمحبة والنجاح Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثروة والمحبة والنجاح   الثروة والمحبة والنجاح I_icon_minitimeالإثنين 26 نوفمبر - 14:31

لكم الشكر والتقدير


الدكتورة سميه


الاخ سعيد


الاخ والعم فوزي


تسلموا ي
ارب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الثروة والمحبة والنجاح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كيف أزرع الألفة والمحبة في قلوب إخواني وأخواتي؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابناء الدويم :: التيجاني حاج موسى-
انتقل الى: