منتديات ابناء الدويم
كتاب الجامع لأحكام القرآن 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الواحة
سنتشرف بتسجيلك
شكرا كتاب الجامع لأحكام القرآن 829894
ادارة الواحة كتاب الجامع لأحكام القرآن 103798

منتديات ابناء الدويم
كتاب الجامع لأحكام القرآن 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الواحة
سنتشرف بتسجيلك
شكرا كتاب الجامع لأحكام القرآن 829894
ادارة الواحة كتاب الجامع لأحكام القرآن 103798

منتديات ابناء الدويم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ابناء الدويم

واحة ابناء الدويم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كتاب الجامع لأحكام القرآن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فوزي عبد القادر موسى عبد
دويمابي برتبة لواء
فوزي عبد القادر موسى عبد


عدد الرسائل : 2478

كتاب الجامع لأحكام القرآن Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الجامع لأحكام القرآن   كتاب الجامع لأحكام القرآن I_icon_minitimeالخميس 24 مايو - 15:10

المجلد الرابع عشر


تفسير سورة الأحزاب



الأحزاب : ) 40 ( ما كان محمد . . . . .) الاحزاب 40 (
فيه ثلاث مسائل : الأولى لما تزوج زينب قال الناس : تزوج امرأة ابنه فنزلت الآية أي ليس هو بابنه حتى تحرم عليه حليلته ولكنه أبو أمته في التبجيل والتعظيم وأن نساءه عليهم حرام فأذهب الله بهذه الآية ما وقع في نفوس المنافقين وغيرهم وأعلم أن محمدا لم يكن أبا أحد من الرجال المعاصرين له في الحقيقة ولم يقصد بهذه الآية أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لم يكن له ولد فقد ولد له ذكور : إبراهيم والقاسم والطيب والمطهر ولكن لم يعش له بن حتى يصير رجلا وأما الحسن والحسين فكانا طفلين ولم يكونا رجلين معاصرين له الثانية قوله تعالى : ) ولكن رسول الله ( قال الأخفش والفراء : أي ولكن كان رسول الله وأجازا ولكن رسول الله وخاتم بالرفع وكذلك قرأ بن أبي عبلة وبعض الناس ولكن رسول الله بالرفع على معنى هو رسول الله وخاتم النبيين وقرأت فرقة ولكن بتشديد النون ونصب رسول الله على أنه اسم لكن والخبر محذوف وخاتم قرأ عاصم وحده بفتح التاء بمعنى أنهم به ختموا فهو كالخاتم والطابع لهم وقرأ الجمهور بكسر التاء بمعنى أنه ختمهم أي جاء آخرهم وقيل : الخاتم والخاتم لغتان مثل طابع وطابع ودانق ودانق وطابق من اللحم وطابق الثالثة قال بن عطية : هذه الألفاظ عند جماعة علماء الأمة خلفا وسلفا متلقاة على العموم التام مقتضية نصا أنه لا نبي بعده ( صلى الله عليه وسلم ) وما ذكره القاضي أبو الطيب في كتابه المسمى بالهداية : من تجويز الاحتمال في ألفاظ هذه الآية ضعيف وما ذكره الغزالي
(14/195)





في هذه الآية وهذا المعنى في كتابه الذي سماه بالإقتصاد إلحاد عندي وتطرق خبيث إلى تشويش عقيدة المسلمين في ختم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) النبوة فالحذر الحذر منه والله الهادي برحمته قلت : وقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : ) لا نبوة بعدي إلا ما شاء الله ) قال أبو عمر : يعني الرؤيا والله أعلم التي هي جزء منها كما قال عليه السلام : ) ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة ) وقرأ بن مسعود من رجالكم ولكن نبيا ختم النبيين قال الرماني : ختم به عليه الصلاة والسلام الاستصلاح فمن لم يصلح به فميئوس من صلاحه قلت : ومن هذا المعنى قوله عليه السلام : ) بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وفي صحيح مسلم عن جابر قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ) مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى دارا فأتمها وأكملها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون منها ويقولون لولا موضع اللبنة قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء ) ونحوه عن أبي هريرة غير أنه قال : ) فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين )
الأحزاب : ) 41 ( يا أيها الذين . . . . .) الاحزاب 41 (
أمر الله تعالى عباده بأن يذكروه ويشكروه ويكثروا من ذلك على ما أنعم به عليهم وجعل تعالى ذلك دون حد لسهولته على العبد ولعظم الأجر فيه قال بن عباس : لم يعذر أحد في ترك ذكر الله إلا من غلب على عقله وروى أبو سعيد عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ) أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون ) وقيل : الذكر الكثير ما جرى على الإخلاص من القلب والقليل ما يقع على حكم النفاق كالذكر باللسان
الأحزاب : ) 42 ( وسبحوه بكرة وأصيلا) الاحزاب 42 (
أي اشغلوا ألسنتكم في معظم أحوالكم بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير قال مجاهد : وهذه كلمات يقولهن الطاهر والمحدث والجنب وقيل : ادعوه قال جرير
(14/196)





فلا تنس تسبيح الضحى إن يوسفا دعا ربه فاختاره حين سبحا وقيل : المراد صلوا لله بكرة وأصيلا والصلاة تسمى تسبيحا وخص الفجر والمغرب والعشاء بالذكر لأنها أحق بالتحريض عليها لإتصالها بأطراف الليل وقال قتادة والطبري : الإشارة إلى صلاة الغداة وصلاة العصر والأصيل : العشي وجمعه أصائل والأصل بمعنى الأصيل وجمعه آصال قاله المبرد وقال غيره : أصل جمع أصيل كرغيف ورغف وقد تقدم مسألة هذه الآية مدنية فلا تعلق بها لمن زعم أن الصلاة إنما فرضت أولا صلاتين في طرفي النهار والرواية بذلك ضعيفة فلا التفات إليها ولا معول عليها وقد مضى الكلام في كيفية فرض الصلاة وما للعلماء في ذلك في سبحان والحمد لله
الأحزاب : ) 43 ( هو الذي يصلي . . . . .) الاحزاب 43 (
قوله تعالى : ) هو الذي يصلي عليكم ( قال بن عباس : لما نزل إن الله وملائكته يصلون على النبي قال المهاجرون والأنصار : هذا لك يا رسول الله خاصة وليس لنا فيه شيء فأنزل الله تعالى هذه الآية قلت : وهذه نعمة من الله تعالى على هذه الأمة من أكبر النعم ودليل على فضلها على سائر الأمم وقد قال : كنتم خير أمة أخرجت للناس والصلاة من الله على العبد هي رحمته له وبركته لديه وصلاة الملائكة : دعاؤهم للمؤمنين واستغفارهم لهم كما قال : ويستغفرون للذين آمنوا وسيأتي وفي الحديث : أن بني إسرائيل سألوا موسى عليه السلام : أيصلي ربك جل وعز فأعظم ذلك فأوحى الله جل وعز : إن صلاتي بأن رحمتي سبقت غضبي ذكره النحاس وقال بن عطية : وروت فرقة أن النبي ( صلى الله عليه وسلم )
(14/197)





قيل له : يا رسول الله كيف صلاة الله على عباده قال : ) سبوح قدوس رحمتي سبقت غضبي ) واختلف في تأويل هذا القول فقيل : إنه كلمة من كلام الله تعالى وهي صلاته على عباده وقيل سبوح قدوس من كلام محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وقدمه بين يدي نطقه باللفظ الذي هو صلاة الله وهو ) رحمتى سبقت غضبي ) من حيث فهم من السائل أنه توهم في صلاة الله على عباده وجها لا يليق بالله عز وجل فقدم التنزيه والتعظيم بين يدي إخباره قوله تعالى : ) ليخرجكم من الظلمات إلى النور ( أي من الضلالة إلى الهدى ومعنى هذا التثبيت على الهداية لأنهم كانوا في وقت الخطاب على الهداية ثم أخبر تعالى برحمته بالمؤمنين تأنيسا لهم فقال : ) وكان بالمؤمنين رحيما (
الأحزاب : ) 44 ( تحيتهم يوم يلقونه . . . . .) الاحزاب 44 (
اختلف في الضمير الذي في يلقونه على من يعود فقيل على الله تعالى أي كان بالمؤمنين رحيما فهو يؤمنهم من عذاب الله يوم القيامة وفي ذلك اليوم يلقونه ) وتحيتهم ( أي تحية بعضهم لبعض ) سلام ( أي سلامة لنا ولكم من عذاب الله وقيل : هذه التحية من الله تعالى المعنى : فيسلمهم من الآفات أو يبشرهم بالأمن من المخافات ) يوم يلقونه ( أي يوم القيامة بعد دخول الجنة قال معناه الزجاج واستشهد بقوله جل وعز : وتحيتهم فيها سلام وقيل : يوم يلقونه أي يوم يلقون ملك الموت وقد ورد أنه لا يقبض روح مؤمن إلا سلم عليه روي عن البراء بن عازب قال : تحيتهم يوم يلقونه سلام فيسلم ملك الموت على المؤمن عند قبض روحه لا يقبض روحه حتى يسلم عليه
الأحزاب : ) 45 ( يا أيها النبي . . . . .) الاحزاب 45 : 46 (
(14/198)





هذه الآية فيها تأنيس للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) وللمؤمنين وتكريم لجميعهم وهذه الآية تضمنت من أسمائه ( صلى الله عليه وسلم ) ستة أسماء ولنبينا ( صلى الله عليه وسلم ) أسماء كثيرة وسمات جليلة ورد ذكرها في الكتاب والسنة والكتب المتقدمة وقد سماه الله في كتابه محمدا وأحمد وقال ( صلى الله عليه وسلم ) فيما روي عنه الثقات العدول : ) لي خمسة أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب ) وفي صحيح مسلم من حديث جبير بن مطعم : وقد سماه الله رءوفا رحيما وفيه أيضا عن أبي موسى الأشعري قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يسمي لنا نفسه أسماء فيقول : ) أنا محمد وأحمد والمقفي والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة ) وقد تتبع القاضي أبو الفضل عياض في كتابه المسمى ) بالشفا ( ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ومما نقل في الكتب المتقدمة وإطلاق الأمة أسماء كثيرة وصفات عديدة قد صدقت عليه ( صلى الله عليه وسلم ) مسمياتها ووجدت فيه معانيها وقد ذكر القاضي أبو بكر بن العربي في أحكامه في هذه الآية من أسماء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) سبعة وستين اسما وذكر صاحب ) وسيلة المتعبدين إلى متابعة سيد المرسلين ( عن بن عباس أن لمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) مائة وثمانين إسما من أرادها وجدها هناك وقال بن عباس : لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عليا ومعاذا فبعثهما إلى اليمن وقال : ) اذهبا فبشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا فإنه قد أنزل علي ) وقرأ هذه الآية قوله تعالى : ) شاهدا ( قال سعيد عن قتادة : شاهدا على أمته بالتبليغ إليهم وعلى سائر الأمم بتبليغ أنبيائهم ونحو ذلك ) ومبشرا ( معناه للمؤمنين برحمة الله وبالجنة ) ونذيرا ( معناه للعصاة والمكذبين من النار وعذاب الخلد ) وداعيا إلى الله ( الدعاء إلى الله هو تبليغ التوحيد والأخذ به ومكافحة الكفرة و ) بإذنه ( هنا معناه : بأمره إياك وتقديره ذلك في وقته وأوانه ) وسراجا منيرا ( هنا استعارة للنور الذي يتضمنه شرعه
(14/199)





وقيل : وسراجا أي هاديا من ظلم الضلالة وأنت كالمصباح المضيء ووصفه بالإنارة لأن من السرج ما لا يضيء إذا قل سليطه ودقت فتيلته وفي كلام بعضهم : ثلاثة تضني : رسول بطيء وسراج لا يضيء ومائدة ينتظر لها من يجيء وسئل بعضهم عن الموحشين فقال : ظلام ساتر وسراج فاتر وأسند النحاس قال : حدثنا محمد بن إبراهيم الرازي قال حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن شيبان النحوي قال حدثنا قتادة عن عكرمة عن بن عباس قال : لما نزلت يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا دعا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عليا ومعاذا فقال : ) انطلقا فبشرا ولا تعسرا فإنه قد نزل علي الليلة آية يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا من النار وداعيا إلى الله قال شهادة أن لا إله إلا الله بإذنه بأمره وسراجا منيرا قال بالقرآن ) وقال الزجاج : وسراجا أي وذا سراج منير أي كتاب نير وأجاز أيضا أن يكون بمعنى : وتاليا كتاب الله
الأحزاب : ) 47 ( وبشر المؤمنين بأن . . . . .) الاحزاب 47 : 48 (
قوله تعالى : ) وبشر المؤمنين ( الواو عاطفة جملة على جملة والمعنى منقطع من الذي قبله أمره تعالى أن يبشر المؤمنين بالفضل الكبير من الله تعالى وعلى قول الزجاج : ذا سراج منير أو وتاليا سراجا منيرا يكون معطوفا على الكاف لا في أرسلناك قال بن عطية : قال لنا أبي رضي الله عنه : هذه من أرجى آية عندي في كتاب الله تعالى لأن الله عز وجل قد أمر نبيه أن يبشر المؤمنين بأن لهم عنده فضلا كبيرا وقد بين تعالى الفضل الكبير في قوله تعالى : والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون
(14/200)





عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير فالآية التي في هذه السورة خبر والتي في حم عسق تفسير لها ) ولا تطع الكافرين والمنافقين ( أي لا تطعهم فيما يشيرون عليك من المداهنة في الدين ولا تمالئهم الكافرين : أبي سفيان وعكرمة وأبي الأعور السلمي قالوا : يا محمد لا تذكر آلهتنا بسوء نتبعك والمنافقين : عبد الله بن أبي وعبد الله بن سعد وطعمة بن أبيرق حثوا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) على إجابتهم بتعلة المصلحة ) ودع أذاهم ( أي دع أن تؤذيهم مجازاة على إذايتهم إياك فأمره تبارك وتعالى بترك معاقبتهم والصفح عن زللهم فالمصدر على هذا مضاف إلى المفعول ونسخ من الآية على هذا التأويل ما يخص الكافرين وناسخه آية السيف وفيه معنى ثان : أي أعرض عن أقوالهم وما يؤذونك ولا تشتغل به فالمصدر على هذا التأويل مضاف إلى الفاعل وهذا تأويل مجاهد والآية منسوخة بآية السيف ) وتوكل على الله ( أمره بالتوكل عليه وآنسه بقوله : ) وكفى بالله وكيلا ( وفي قوة الكلام وعد بنصر والوكيل : الحافظ القائم على الأمر
الأحزاب : ) 49 ( يا أيها الذين . . . . .) الاحزاب 49 (
فيه سبع مسائل : الأولى قوله تعالى : ) يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن ( لما جرت قصة زيد وتطليقه زينب وكانت مدخولا بها وخطبها النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بعد انقضاء عدتها كما بيناه خاطب الله المؤمنين بحكم الزوجة تطلق قبل البناء وبين ذلك الحكم للأمة فالمطلقة إذا لم تكن ممسوسة لا عدة عليها بنص الكتاب وإجماع الأمة على ذلك فإن دخل بها فعليها العدة إجماعا
(14/201)





الثانية النكاح حقيقة في الوطء وتسمية العقد نكاحا لملابسته له من حيث أنه طريق إليه ونظيره تسميتهم الخمر إثما لأنه سبب في اقتراف الإثم ولم يرد لفظ النكاح في كتاب الله إلا في معنى العقد لأنه في معنى الوطء وهو من آداب القرآن الكناية عنه بلفظ : الملامسة والمماسة والقربان والتغشي والإتيان الثالثة استدل بعض العلماء بقوله تعالى : ثم طلقتموهن وبمهلة ثم على أن الطلاق لا يكون إلا بعد نكاح وأن من طلق المرأة قبل نكاحها وإن عينها فإن ذلك لا يلزمه وقال هذا نيف على ثلاثين من صاحب وتابع وإمام سمى البخاري منهم اثنين وعشرين وقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ) لا طلاق قبل نكاح ) ومعناه : أن الطلاق لا يقع حتى يحصل النكاح قال حبيب بن أبي ثابت : سئل علي بن الحسين رضي الله عنهما عن رجل قال لامرأة : إن تزوجتك فأنت طالق فقال : ليس بشيء ذكر الله عز وجل النكاح قبل الطلاق وقالت طائفة من أهل العلم : إن طلاق المعينة الشخص أو القبيلة أو البلد لازم قبل النكاح منهم مالك وجميع أصحابه وجمع عظيم من علماء الأمة وقد مضى في براءة الكلام فيها ودليل الفريقين والحمد لله فإذا قال : كل امرأة أتزوجها طالق وكل عبد أشتريه حر لم يلزمه شيء وإن قال : كل امرأة أتزوجها إلى عشرين سنة أو إن تزوجت من بلد فلان أو من بني فلان فهي طالق لزمه الطلاق ما لم يخف العنت على نفسه في طول السنين أو يكون عمره في الغالب لا يبلغ ذلك فله أن يتزوج وإنما لم يلزمه الطلاق إذا عمم لأنه ضيق على نفسه المناكح فلو منعناه ألا يتزوج لحرج وخيف عليه العنت وقد قال بعض أصحابنا : إنه أن وجد ما يتسرر به لم ينكح وليس بشيء وذلك أن الضرورات والأعذار ترفع الأحكام فيصير هذا من حيث الضرورة كمن لم يحلف قاله بن خويز منداد
(14/202)





الرابعة استدل داود ومن قال بقوله أن المطلقة الرجعية إذا راجعها زوجها قبل أن تنقضي عدتها ثم فارقها قبل أن يمسها أنه ليس عليها أن تتم عدتها ولا عدة مستقبلة لأنها مطلقة قبل الدخول بها وقال عطاء بن أبي رباح وفرقة : تمضي في عدتها من طلاقها الأول وهو أحد قولي الشافعي لأن طلاقه لها إذا لم يمسها في حكم من طلقها في عدتها قبل أن يراجعها ومن طلق امرأته في كل طهر مرة بنت ولم تستأنف وقال مالك : إذا فارقها قبل أن يمسها إنها لا تبني على ما مضى من عدتها وإنها تنشئ من يوم طلقها عدة مستقبلة وقد ظلم زوجها نفسه وأخطأ إن كان ارتجعها ولا حاجة له بها وعلى هذا أكثر أهل العلم لأنها في حكم الزوجات المدخول بهن في النفقة والسكنى وغير ذلك ولذلك تستأنف العدة من يوم طلقت وهو قول جمهور فقهاء البصرة والكوفة ومكة والمدينة والشام وقال الثوري : أجمع الفقهاء عندنا على ذلك الخامسة فلو كانت بائنة غير مبتوتة فتزوجها في العدة ثم طلقها قبل الدخول فقد اختلفوا في ذلك أيضا فقال مالك والشافعي وزفر وعثمان البتي : لها نصف الصداق وتتم بقية العدة الأولى وهو قول الحسن وعطاء وعكرمة وبن شهاب وقال أبو حنيفة وأبو يوسف والثوري والأوزاعي : لها مهر كامل للنكاح الثاني وعدة مستقبلة جعلوها في حكم المدخول بها لاعتدادها من مائه وقال داود : لها نصف الصداق وليس عليها بقية العدة الأولى ولا عدة مستقبلة والأولى ما قاله مالك والشافعي والله أعلم السادسة هذه الآية مخصصة لقوله تعالى : والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولقوله : واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن أرتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر وقد مضى في البقرة ومضى فيها الكلام في المتعة فأغنى عن الإعادة هنا ) وسرحوهن سراحا جميلا ( فيه وجهان : أحدهما أنه دفع المتعة بحسب الميسرة والعسرة قاله
(14/203)





بن عباس الثاني أنه طلاقها طاهرا من غير جماع قاله قتادة وقيل : فسرحوهن بعد الطلاق إلى أهلهن فلا يجتمع الرجل والمطلقة في موضع واحد السابعة قوله تعالى : ) فمتعوهن ( قال سعيد : هي منسوخة بالآية التي في البقرة وهي قوله : وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف مافرضتم أي فلم يذكر المتعة وقد مضى الكلام في هذا في البقرة مستوفي وقوله : وسرحوهن طلقوهن والتسريح كناية عن الطلاق عند أبي حنيفة لأنه يستعمل في غيره فيحتاج إلى النية وعند الشافعي صريح وقد مضى في البقرة القول فيه فلا معنى للإعادة ) جميلا ( سنة غير بدعة
الأحزاب : ) 50 ( يا أيها النبي . . . . .) الاحزاب 50 (
فيه تسع عشرة مسألة : الأولى روى السدي عن أبي صالح عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت : خطبني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فاعتذرت إليه فعذرني ثم أنزل الله تعالى : ) إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات
(14/204)





عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك ( قالت : فلم أكن أحل له لأني لم أهاجر كنت من الطلقاء خرجه أبو عيسى وقال : هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه قال بن العربي : وهو ضعيف جدا ولم يأت هذا الحديث من طريق صحيح يحتج بها الثانية لما خير رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) نساءه فاخترنه حرم عليه التزوج بغيرهن والإستبدال بهن مكافأة لهن على فعلهن والدليل على ذلك قوله تعالى : ) لا يحل لك النساء من بعد ( الآية وهل كان يحل له أن يطلق واحدة منهن بعد ذلك فقيل : لا يحل له ذلك جزاء لهن على اختيارهن له وقيل : كان يحل له ذلك كغيره من الناس ولكن لا يتزوج بدلها ثم نسخ هذا التحريم فأباح له أن يتزوج بمن شاء عليهن من النساء والدليل عليه قوله تعالى : ) إنا أحللنا لك أزواجك ( والإحلال يقتضي تقدم حظر وزوجاته اللاتي في حياته لم يكن محرمات عليه وإنما كان حرم عليه التزويج بالأجنبيات فانصرف الإحلال إليهن ولأنه قال في سياق الآية ) وبنات عمك وبنات عماتك ( الآية ومعلوم أنه لم يكن تحته أحد من بنات عمه ولا من بنات عماته ولا من بنات خاله ولا من بنات خالاته فثبت أن أحل له التزويج بهذا ابتداء وهذه الآية وإن كانت مقدمة في التلاوة فهي متأخرة النزول على الآية المنسوخة بها كآيتي الوفاة في البقرة وقد اختلف الناس في تأويل قوله تعالى : ) إنا أحللنا لك أزواجك ( فقيل : المراد بها أن الله تعالى أحل له أن يتزوج كل امرأة يؤتيها مهرها قاله بن زيد والضحاك فعلى هذا تكون الآية مبيحة جميع النساء حاشا ذوات المحارم وقيل : المراد أحللنا لك أزواجك أي الكائنات عندك لأنهن قد أخترنك على الدنيا والآخرة قاله الجمهور من العلماء وهو الظاهر لأن قوله : آتيت أجورهن ماض ولا يكون الفعل الماضي بمعنى الإستقبال إلا بشروط ويجيء الأمر على هذا التأويل ضيقا على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ويؤيد هذا التأويل ما قاله
(14/205)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب الجامع لأحكام القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابناء الدويم :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: